إن في هذا البلد، الذي تنتشلون من غيابات الجب، معادن أصيلة وتربة نادرة من الرجال الأكفاء طمرتها عوامل التعرية بغبار الفساد والتهميش والغبن والظلم على إيقاع هوج عصفها الذي دام عشرا.
هناك ضرورة ملحة جدا للبحث عن أفضل السبل وأنجعها للاستفادة من هذا التقارب الحاصل حاليا بين السلطة والمعارضة. وربما يكون أهم سؤال يجب طرحه خلال هذه الفاصلة الزمنية الفريدة من نوعها هو ذلك السؤال الذي يقول : كيف يمكننا أن نستخدم هذا التقارب الحاصل بين السلطة والمعارضة، وأن نستثمره إيجابيا في سبيل تحصين مبدأ التناوب السلمي على السلطة، أهم مكسب ديمقراطي تم تحقيقه في هذه البلاد؟
يعد مشكل البطالة من أكبر المشاكل المطروحة للشباب الموريتاني إذ تظهر النسب ارتفاعا مذهلا في أعداد العاطلين عن العمل، رغم أن أغلب المهتمين بالمجال يرون أن النسب الرسمية لا تعكس الحقيقة وحتى المعدلات الكبيرة التي تظهرها تقارير المنظمات الدولية هي الأخرى لا تعبر عن حجم واستفحال البطالة، إذ تقول معطيات الواقع إن أغلب الشباب الموريتاني يعاني من داء البطالة.
لا شك أنكم أثبتم، خلال الأشهر القليلة التي مضت على فوزكم وتوليكم زمام الأمور رئيسا منتخبا، أنكم تحملون مشروع إصلاح شامل النظرة إلى متطلبات بلد يترنح بين:
ربما تقاطرت عليكم، فخامة رئيس الجمهورية، رسائل كثيرة من مختلف فئات المواطنين تنضح بالمعاناة والألم من واقع مزر مترد يعيشه بلدنا منذ عقود ظاهره الحرمان والفقر وباطنه غياب مفهوم الدولة رغم عمرها الذي يقارب الستين حولا؟!
سأبين في هذا المقال بعض الحقائق التي تعوق دون نجاح العملية التعليمية لعل الجهات المعنية تطّلع علي ذلك، فتنظر في الأمر ما استطاعت...
فمن المعلوم أننا الآن في بداية مأمورية رئاسية قد تُعَدُّ استثنائية من نوعها إذا ما قورنت بغيرها من المأموريات؛ وذلك باعتبارها مأمورية كُتب لها الوجود عن طريق الاقتراع لا عن طريق الانقلاب كما حصل في المأموريات السابقة...