في الصراعات السياسية أقرب شيء للمقارنة من وجهة نظري هو تلك القصة التي نقلها أحد الأصدقاء عن شجار بين مومس ومخنث، حيث بادرت الأولى قائلة أنت مخنث..، فعلق عليها قائلا: قبل كل شيء علينا أن ننطلق من شيء ثابت هو أنك مومس، وأنا مخنث، بعد ذلك نبدأ الكلام.
لقد أجمع السلف الصالح، ويعتريهم ما يعترينا، من ضجر وملل وقلق ورتابة، وبذمتي، عزيزي القارئ، أن أقرّ لك بالفارق، بل بالبون الشاسع، الذي تتركه، تلك العوامل على الوسْمِ والدّلّ، لكل واحد منا ومنهم، والحال أنهم خير منا، كفّتهم شالت ورجحت، وثقلت موازينهم.
يدور الحديث خلال الأيام الحالية حو ل اختيار رئيس وأعضاء لمحكمة العدل السامية، تلك المحكمة التي تختار لمهام صعبة وحساسة، وتحتاج لشخصيات ذات كفاءة، تجمع بين المعرفة القانونية والخبرة الميدانية للنجاح في ما تسعى لتحقيقه، وليست قسمة بين الأطراف السياسية من موالاة ومعارضة.
قال الناشط السياسي الحضرامي ولد دداهي ولد احمد الطلبه إنه: "من الشجاعة السياسية والحكمة أن يركز رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني، الذي انتخبه الشعب و حمله الأمانة، على ما يقنع المواطن".
اتفقت جماعةٌ من المُـكـثِـرين ذات ليلة على أن المهارة في بلدنا هذا تتجلى وتبلغ مُنتهاها في ثلاثة أحوال: عندما يبدأ محمد سالم ولد عدود إعرابَ بيت من شعر العرب؛ وعندما يهمُّ سيد احمد البكاي ولد عَوَّه بدخول الفايز؛ وحين يَنظُر محمد يُحظيه ولد ابريد الليل في وضع الدولة وتعثرات النظام!