لم يعد يخفي علي أحد حجم الصعوبات التي تعترض سير مصنع ألبان النعمة، والناتجة عن أخطاء فادحة ارتكبها مخططو ذلك المشروع، مما قد ينتج عنه ضياع عدة مليارات من الأوقية، ناهيك عن الإرباك والحرج الذي تسببت فيه تلك الأخطاء لصناع القرار السياسي.
أمام حشد جماهيري غير مسبوق في مدينة النعمة "المحروسة" ألقى رئيس الجمهورية خطابا تاريخيا، في مكان تاريخي، في يوم دخل التاريخ من بابه الواسع، وبلغة تدخل القلوب قبل الآذان، عفوية في الأسلوب، ودقة في المعطيات..
حمل خطاب الثالث من مايو مجموعة من الرسائل، التي وصلت إلى من يهمه أمرها بشكل مباشر، وبعبارات لا تحمل أكثر من وجه، ليحيى من حيي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة..
لقد استمعت إلى جزء كبير من خطاب الرئيس في النعمة، وهو الخطاب الذي كانت مفاجأته الوحيدة أنه لم يأت بأية مفاجأة. هذا الخطاب الذي لم يأت بجديد كانت كلفته المادية والمعنوية على البلاد كبيرة وثقيلة، وهو ما سأبينه في هذا المقال، ولكن، ومن قبل ذلك فلابد من التوقف قليلا مع مضامين هذا الخطاب.
هناك عادة يبدو أنها آخذة في الانتشار منذ بعض الوقت في الخطاب السياسي للموالاة تصف خطاب كل من يتحدث في بعض المشكلات الاجتماعية الحقيقية التي يعاني منها جزء كبير من مجتمعنا وبالتالي مجتمعنا ككل بالخطاب الفئوي ...
وهناك عادة أخرى تقابلها عند الطرف الآخر تتمثل في نزعة ارتكاسية
لا يهمني لون بشرة سيد القصر ..ولا تمهني كذالك انتماءاته ولا مرجعياته الفكرية.. ،بل يهمني أن يكون مسلما وتلك مسألة ليست مطروحة لأي فرد من مجتمعنا ،مهما اختلفت المذاهب والمشارب والتوجهات ، الألوان واللغات.. ومهما تعددت المكونات والشرائح، يبق الإسلام عامل وحدة وخلفية مرجعية للكل،علما أننا لا نقبل ولن نقبل غير الإسلام دينا للدولة والشعب .
ربما تكون موريتانيا هي البلد الوحيد في هذا العالم الذي لا تتوقف فيه "الانجازات" الكبرى، وربما تكون هي البلد الوحيد في هذا العالم الذي يتحول فيه الفعل ونقيضه إلى إنجازين كبيرين، وإليكم بعض الأمثلة السريعة التي تؤكد ذلك.
1ـ أن يتم تقسيم الجامعة اليتيمة إلى جامعتين فإن ذلك لمن كبريات المنجزات، وأن يعاد دمج الجامعتين
اللجوء حق سياسي ومدني تكفله النظم الدولية ،وتقوم المفوضية السامية للاجئين برعاية أصحابه والبحث لهم عن مكان آمن وهو يحدث عادة نتيجة الحروب والأزمات والاضطهاد والعنف والتطرف والمضايقات العرقية والفئوية والسياسية، وأحيانا يكون اللجوء السياسي حيلة مكيافيلية لتحقيق مآرب نفعية
على المرء إن لم يكن موريتانيا أن يطلب من الله أن يجعل له حظا من خصال الموريتانيين ، ولبلاده شيئا مما حبى الله به موريتانيا من حرية تعبير ؛ تحسد عليها وتتصدر بها هذه اللحظات حرية التعبير في العالم العربي ..
في أيامكم الرتيبة الحزينة الفاترة نعيش أيام التألق الإعلامي ، وطفرة في المواقع الألكترونية شاهدة على تقدمنا وعلو كعبنا اليوم في إعلام عربي كنا بالأمس القريب نتذيله بصحف