كلما دخلت في خلوة مع الطرس والقلم ، وأستنفرت كلماتي ، التي هي مراكبي وسفني إلى عوالم التعبير عن أي حدث ، تراءت تباشير طلائع كلم شغفه قلمي ملاحة ، فبسط عليه سلطان عزه وتصرف به لنحت لوحته الإنشائية المبتغاة من بين أشتات التفاصيل. فتأتي تلك اللوحة من أبلغ ما يرقمه البنان وينطق به اللسان ، مما هو مشتهى في السمع والبصر، كأنه نحت من يملك كل أداة توسلها قلب كاتب .