مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

الشيخ أحمد ولد البان يكتب : أماني "الانبتاتيين"

أحد أفراد "شلة الخزو" في تسجيل:"نريد دينا وسطيا، يؤمن بدخول جميع البشرية للجنة".
يكشف هذا التعبير حالة القلق الحاد التي يعاني منها هذا الشاب وأضرابه، إنهم ملحدون بالهواية والقرار، ولكن فطرهم ما تزال تنبض ببعض حياة، تنبض رغم القمع المستمر الذي يواجهون به ضجيجها الموجع.
إن فطرة الإيمان بالله وبيوم للحساب عميقة في أغوار النفس البشرية، تمتزج بكل ذرة منها، وتنسرب في مساربها الظاهرة والدفينة، ولا يستطيع المرء أن يتحرر منها نهائيا، صحيح أنها قد تنطمس وقد تنتكس، ولكنها لا تموت، "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ".
تقول هذه العبارة المنفلتة من الروح الشاردة لذلك الفتى المفتون أشياء كثيرة، لعل أولها أنه شخص مؤمن بالفطرة وملحد بالهواية، وأنه يعرف مصيره إذا مات على تلك الحال ولكنه يتمنى لو كان مصيره أفضل.
وتقول أيضا -وهو الأهم- أن أمر كثير من هذه الشلة ليس متعلقا بأسئلة فلسفية ومقايسات عقلية وشك منهجي، بل إن الأمر مجرد هزيمة أخلاقية أمام الشهوات، تحولت إلى تهويمات عقلية لا ترقى إلى مقام الفلسفة، مع كثير من الجهل بالدين وفلسفة التدين.
ختاما أيها الفتى الشارد، "لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا"
هدانا الله وإياك

سبت, 22/02/2020 - 10:49