مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

ضابط من الجيش الجوي يؤبن عمه المرحوم إسلم ولد أحمد عثمان

كلما دخلت في خلوة مع الطرس والقلم ، وأستنفرت كلماتي ، التي هي مراكبي وسفني إلى عوالم التعبير عن أي حدث ، تراءت تباشير طلائع كلم شغفه قلمي ملاحة ، فبسط عليه سلطان عزه وتصرف به لنحت لوحته الإنشائية المبتغاة من بين أشتات التفاصيل. فتأتي تلك اللوحة من أبلغ ما يرقمه البنان وينطق به اللسان ، مما هو مشتهى في السمع والبصر، كأنه نحت من يملك كل أداة توسلها قلب كاتب .

أما اليوم فهو يوم كبوة جواد لغتي ، إذ لكل جواد كبوة ، فقد كلت يميني عن ترجمة ما وقر من حكايات في صدري وحفي قلمي وجف مدادي وضاقت طروسي بعد أن ظننت الكل فاطر لا محالة لسماء فكري ، فها هي كل تلك الأدوات التي خبرت ترويضها تضن علي بأسلوب أرتضيه للحديث عن العم و والدي المغفور له بإذن الله ،العارف به ، إسلم ولد أحمد عثمان ، وكأن لغتي تستحسن الإصغاء وتسترشد الإحتماء بقولة للمفكر الروسي " فيودور مخايلوفيتش" وهو يقول ( قد يكون في أعماق المرء ما لا يمكن نبشه بالثرثرة ، إياك أن تعتقد أنك تفهمني بمجرد أنني أخاطبك ) لأن الحديث عن الراحل مهما كانت بلاغة منطقه ، أو دقة مناطقته ، لن يعدل في ميزان مكانته سوى ما يزنه حسو طير من بحر لأنه كان رحمه الله بحكمته المستقاة من عديد محن ليل الحياة الأربد، يصنع من شتاتنا صورة متحدة النسق تذكر بقولة منظر حزب البعث، ميشل عفلق، (لقد كان محمد كل العرب فليكن كل العرب اليوم محمد) فهل يرقى شتات الأسرة والأبناء وذي القربى لحجب غروب شمس مكانة عارف غارف من حياض رياض غيب التعرف، والجواب مني بالنفي القطعي إذ لا أستفهم عن ما قطعت فيه الشك باليقين.

كان رحمه الله من نوادر من حين يسمع منهم ، تعم النشوة كافة مذاقات السامع و يقتبس من مشكاة تجربته، ويرتع في خمائل حكاياته ، فتنشط لا محالة روح السامع من عقالها لفعل الفضائل ،لأنه يروي عن تاريخ منطوق من القيم والنبل ومحامد الفعال لجهابذة تعرف و أمراء وفضلاء ، مما يولد في السامع شعور التأثر بهم ويستدرجه تحت قهر الإعجاب للتخلق بمآثرهم ، ولعل في ذلك درس من التربية تعز على مناهجنا العصرية ، درس مهما تقادمت كلماتها في نصوص الإلقاء ، ستبقى منها بذورا لقيم تنتظر أن تولد في الوجدان لمن سمع كلامه فوعاه ، رحم الله العم الذي كنت حين أزوره أخاله عاصر الأديب "جبران خليل جبران" وقال ذات مرة في وصفه ( منبر الإنسانية قلبها الصامت لا عقلها الثرثار )

اللهم ارحمه وارحم موتى جميع المسلمين.

خميس, 05/03/2020 - 09:45