تماما كقوانين الطبيعة، فإن الإستقطاب السياسي لا بد أن يُسمِعَ صوته في كل مرة. لا بد لكل فعل من ردة فعل و لا بد لكل رأي من رأي آخر و لكل مقام مُخضرَموهُ و جَهابِذتُهُ و لكل زمان شُروخه و شيوخه.
تعرف السيدة وزيرة الزراعة، كما يعرف الوزير الذي كان قبلها على رأس الوزارة، ويعرف ما يقارب الثلاثين وزيرا تعاقبوا على تسيير القطاع عندما كان يسمى وزارة التنمية الريفية أنها لن تستقبل في مكتبها أيا من سكان الريف، أو تقوم بجولة في مناطق الإنتاج وتجتمع بمزارعين أو وجهاء أو تعاونيات زراعية نسوية، إلا وكان الطلب الأول الذي تتوقع من هؤلاء تقديمه هو طلب الحصول على السياج لحماية مزروعاتهم.
تابعتُ ـ كغيري من المهتمين بالشأن العام ـ المؤتمر الصحفي للرئيس محمد ولد عبد العزيز وقد خرجت بجملة من الملاحظات لعل من أهمها:
انقلاب 22 مارس
لا خلاف على أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز يمتلك خبرة كبيرة في الانقلابات العسكرية، وتمتد هذه الخبرة
بعد مرور قرابة أسبوع على إسقاط التعديلات الدستورية من طرف مجلس الشيوخ الموريتاني، الذي شكل زلزالا سياسيا كبيرا في البلاد، جاءت أخيرا ردة فعل الرئيس عزيز المنتظرة هذا المساء.. وهي ستشكل بطبيعة الحال موضوعا خصبا لتحليلات لا تنتهي.. كما سيقيمها الرأي العام الوطني والدولي..
لم يستطع الرئيس إخفاء ارتباكه وغضبه وغيابه عن الأمور الدستورية وبعده عن فهم العلاقة بين السلط والفرق بين النواب والشيوخ حتى وإن حول الصحفيين إلى مسخرة للتغطية على كل ذلك
قرأت مقالا لأحد الشيوخ الموقرين عنونه ب" أزمة الشيوخ.. المسار والمآلات" وبين فيه أن أسباب تصويت أغلبية الشيوخ ضد مشروع التعديلات الدستورية الذي تقدمت به الحكومة؛ من أولها أن الحوار كان أحادي الصوت والمنحى!، أو لم تكن هناك معارضة تصنف نفسها كذلك وينظر إليها المراقبون كمعارضة تختلف عن النظام في التوجه والميول السياسيين؟