فوجئت للأسف و أنا داخل استديو الأخبار بقناة الوطنية بما كان يفترض أن يكون “تقريرا” عن انطلاق أعمال المؤتمر الثالث لنقابة الصحفيين الموريتانيين! و هو الحدث الذي انتدبتني اللجنة الإعلامية للمؤتمر بغية التعليق عليه بصفتي عضوا في هذه اللجنة..
في اوكرانيا يعاقب الشعب السياسيين الفاسدين برميهم في حاويات الغمامة تعبيرا منهم لرفضهم للفساد السياسي ونقض العهود الإنتخابية واختلاس المال العام واستغلال النفوذ والرشوة وغيرها الكثير من الممارسات الخاطئة.
ولكن للأسف لا يمكن ممارسة هذه العادة في بلادنا وذلك لسبب بسيط هو أننا لن نتمكن من توفير القدر الكافي من حاويات الغمامة لمعاقبة سياسيينا الفاسدين ،-طبعاوبالتأكيد لكثرتهم-.
بعض الأحداث والتفاصيل اليومية رغم مرارتها وأوجاعها بقدر ما تظهر إيمان البعض وتسليمه بقضاء الله وقدره واستعداده الأخلاقي والإنساني لتحمل المسؤولية المترتبة عليها ؛ قد تكشف جانبا آخر يفتقد أصحابه أبجديات الإنسانية وتنعدم فيهم المروءة وأخلاق الرجال عامة والمشبعة بتعاليم الإسلام خاصة ؛ لكن هذا الجانب ظل مغيبا ومزيفا بمساحيق رخيصة ومزورة لبعض مدعي السياسة والاهتمام بالشأن العام ..
علق السيناتور محمد ولد قده على القضية التي بسببها تم اعتقاله من طرف الدرك الموريتاني في مدينة روصو عاصمة ولاية اترارزة، قائلا في تدوينة له: "
أولا: لقد آلمني كثيرا موت طفل بريئ بسبعة اشهر وانفطار قلب أمه عليه وآلمني أكثر موت امرأة شريفة حامل تكسب قوتها بعرق جبينها وأخضع لمشيئة الله أن جعلني طرفا من أطراف هذا الحادث الأليم
هناك محطات ومواقف ومحن من الصعب أن تمر بأي إنسان دون أن تترك أثرا، إيجابيا كان أو سلبيا، هذه المحطات والمواقف والمحن قد تجعل الإنسان يعيد النظر في مسار حياته ـ كل مسار حياته ـ فيحاسب النفس، ويُقوم المسار، ويصحح الأخطاء، ويكون بذلك قد استفاد بشكل إيجابي من المصائب والمحن، ولكن هناك طائفة أخرى من الناس، وهي تمثل الأغلبية للأسف، تتعامل مع المصائب والمحن بشكل سلبي،
في يوم ذكرى العيد الدولي لحرية الصحافة غاب أي احتفال ذي بال بهذا اليوم الرمزي، رغم ما تتمتع به موريتانيا من رُتبة في مجال الإعلام الحر لدى بعض المنظمات الدولية، المهتمة بهذا الشأن، مثل "مراسلون بلا حدود".
وفي الوقت الذي تتكرس فيه هذه الحرية، تغيبُ فيه الوسائل المادية الكافية لاستمرارية هذا القطاع، أمر بات معروفًا لدى كل متابع للشأن الإعلامي المحلي.
مؤسسة الجيش والشرطة في أي بلد من العالم لها وظائف متعارف عليها ومحددة جدا، مثل الدفاع والأمن، وفي البلدان التي توجد فيها الصناعة الحربية كأمريكا، روسيا .. إلخ، على سبيل المثال يكون للجيش دور اقتصادي، لكن مما هو معلوم أن الجيوش في النظم الديمقراطية لا تقوم بالانقلابات العسكرية، ولا تحكم الدول أو تمارس السياسة أو التجارة وما إلى ذلك.
بقلم رئيس تحرير صحيفة الأقصى عبد الفتاح ولد اعبيدن
يُحكى من تاريخ العرب ما قبل الإسلام، أن رجلا مُنِعَ من جواب من أساء إليه، حيث وَضَع أحدُهم يده على فمه، لكن لما رفعها بعد بُرهة تبين أن من مُنِعَ من الرد فارق الحياة.
هذه الواقعة تُعبِّرُ عن مدى حرص الإنسان أحيانًا على إبلاغ رأيه بحرية.
حرية التعبير متنوعة، ومن أكثرها تميزًا في عالمنا الراهن، حرية الصحافة، التي أضحت من أبرز مقاييس الديمقراطية وتحرر الشعوب.