إن الحراك الدائر اليوم في الساحة الوطنية و الذي يثيره دخول الرئيس السابق "محمد ولد عبد العزيز" إلي حلبة السياسة وخاصة تبنيه لرئاسة الحزب الحاكم يدعو إلي إثارة النقاط التالية:
من المعلوم بداهة ألا مؤسس "فردا" لأحزاب الأنظمة - المعرفة في السياق السياسي بـ"الاحزاب الحاكمة" - بقى في وجدان الشعوب أكثر من قترة "حكمه" التي لا محالة مارس فيها بواسطة "الحزب" أفعالا تنتمي إلى أفعال العسف التحكمي وشططا سياسيا مارقا على أصحاب الرأي المغاير و الأحزاب المعارضة قل ذلك أم كثر بحسب مزاجه.
تختبئ خلف الحراك السياسي الراهن في موريتانيا قضايا جوهرية جديرة بأن تفحص وتدرس، في مقدمتها القيم المرجعية في العمل السياسي بما فيها قيمة الوفاء وقيم التداول على الحكم وإكراهاته. والحديث عن القيم ينبغي أن يتقدم على الحديث عن الأشخاص والأحزاب والدول، إلا في حدود ما يقتضيه ضرب المثل.
من الصعب جدا تحديد السبب أو الأسباب التي جعلت الرئيس السابق يقرر الاجتماع بلجنة تسيير حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وأن يقول في الاجتماع ما قيل بأنه قد قاله، وأن يختُم ذلك الاجتماع ببيان من ثماني فقرات يتم إصداره في وقت متأخر الليل، يُشيد بإنجازات العشرية، ويتحدث عن توجيهات "الرئيس المؤسس"، ولا يذكر رئيس الجمهورية إلا في فقرة واحدة من فقراته الثمانية (الفقرة السادسة)!
قال الدبلوماسي بابا سيدي عبد الله في مقال كتبه عن التصريحات الأخيرة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز: "كل المؤشرات توحي بأن عزيز قد يمضي إلى حتفه بنفسه،بعد أن فاتتْه الشهادة فى (لمغيطي)، ونجَّاه الله من سيارة مفخخة على مشارف انواكشوط،ومن رصاصة (الطويله)، ومن هبوط اضطراري لمروحيته فى الشرق الموريتاني.
تقدم الوزير السابق في عشرية ولد عبد العزيز، محمد ولد امين بمقترح إلى الرئيس محمد ولد الغزواني بإعتقال الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ومساءلته، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى خلق شرعية ثورية له.