إن العمل ديدن الصالحين وطريق المؤمنين الذين آثروا الكسب الحلال على ذل السؤال ، فالإسلام دين لا يعرف البطالة والخمول والتسول ، بل هو دين العمل والجد والغنى ، ولكن عن طريق الحلال لا عن طريق الحرام.
بوي أحمد ولد السالك ولد سيدي (بوجمعة) إسم يعرفه كل من ساقته الأقدار إلى السجن المدني بالعاصمة انواكشوط . وجه خلوق و فم باسم و يد سخية . فهو سيد السجن و خادم كل النزلاء بل هو أبوهم و أمهم و أخوهم , فهو البريد الأمين و الشاهد العدل.... !
بدون الخوض في جدال: هل وجدت الدولة بعد، أم لا؟ فإننا نفترض أن بعض مظاهرها على الأقل وجدت فيما بعد الاستقلال (الرسمي طبعا) وقبيل الألفية.
بدأ الموريتاني "البدوي" يلمس ذلك بوضوح من خلال المدرسة والتعليم على الأقل، فقد كانت السلطة السياسية واعية لأهمية تكوين أطر في مختلف المجالات بعد أن لاحظت عند إعلان الاستقلال أنه إعلان عن وطن يفتقد إلى مواطنين!
إن مأساة بعضنا تكمن في إنكاره للحقائق ومحاولته الدائمة والدؤوبة لطمسها بأي مبرر مهما كان واهيا وضعيفا .. إنهم بصراحة عاشقون متصوفون للنصف الفارغ من الكأس ويسعون بكل مثابرة لإشباع ذلك الفراغ عن طريق جَلْدِ الوطن وتشويه صورته حتى أصبحنا محطة للسخرية والتندر..!
تتحفنا السلطة عادة بأقوال لا أفعال، عن محاربة الفساد والمفسدين، والوقوف إلى جانب الفقراء والمستضعفين، والهجوم على شجع التجار وترفع شعارات محاربة الفقر وتقريب الخدمات الأساسية من المواطن، وجعل المواد الاستهلاكية في متناول المواطنين الذي في غالبيتهم معدومي الدخل، أو متدني القوة الشرائية .