مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

مشاهد مصورة وكواليس مثيرة من معاناة سكان "ترحيل كزرت حي بوعماتو"

أقدمت السلطات الموريتانية منذ بعض الوقت، على ترحيل عشرات الأسر مما يسمى بـ"كزرت حي بوعماتو" التي توجد في مقاطعتي لكصر وتفرغ زينه، حيث كانت عشرات الأسر تقيم هناك، وقررت السلطات إخلاء المنطقة، الذي بادر ببيعها حيث تحولت اليوم إلى بورص للسيارات ومحلات تجارية.

وهكذا تم ترحيل هذه الأسر، بعد المواجهة الدامية التي وقعت هناك بين أنصار حركة "إير" وقوات الأمن، عقب تدخل الحركة من أجل مؤازرة السكان ومنع ترحيلهم، لتتم العملية بقوة وينقل هؤلاء إلى منطقة نائية على "شارع مسعود"، باتت الرمال الزاحفة تهدد الممر الرئيسي إلى مختلف مناطق الحي، وفي ظل عدم توفير الماء في الوقت المناسب، حيث لا يتم توزيع حاويات الماء بطريقة تتماشى مع النمو الذي يعرفه الحي السكني، كما أن بعضها هجره "الماء" ولم يعد يتم تزوده به، هذا في وقت تغيب الرقابة الأمنية وتنتشر الأسلاك الكهربائية بين المواطنين، مما يشكل خطرا على حياتهم، ولا توجد على مقربة منهم أية نقطة صحية، ولا حتى المساجد لا وجود لغير واحد أو إثنين بهذا الحي، وهما من الخشب، وهو ما يحرم الساكنة من تأدية صلاة الجمعة في حيهم، فيضطر البعض منهم للإنتقال لمناطق أخرى، بحثا عن مسجد جامع.

ومما يلفت النظر في الحي، أن هناك عشرات القطع التي تم بناء أعرشة فيها بطريقة عصرية، ولا وجود لأي احد بها، مما يعني أن عملية توزيع القطع الأرضية هناك، شابتها شوائب أدت لمنحها لآخرين ليسوا من الحي المذكور، حيث تتواجد تلك الأعرشة في المناطق الأقرب إلى الشارع الرئيسي، بينما تم إبعاد الكثيرين عنها، وفيما يتعلق بالنقل، فإن هؤلاء مضطرين لثلاث رحلات إلى وسط العاصمة نواكشوط، يعوض عن كل رحلة منها مائة أوقية وهو ما يعني أن الفرد ملزم يوميا بدفع ست مائة أوقية أثناء توجهه إلى هناك.

ومما يثير الإنتباه كذلك، أن هؤلاء المواطنين يتفرجون مساء كل يوم، على العشرات من أصحاب السيارات الفارهة، الذين قدموا من مختلف مناطق نواكشوط إلى "شارع مسعود"، حيث يتناولون "المشوي" وكاسات الشاي، وهم يعانون ما يعانونه داخل وطنهم، وفي بلد لقب رئيسه بأنه "رئيس الفقراء"، فقرر ترحيل هؤلاء إلى مناطق نائية تفتقد لمقومات الحياة.

ففي الوقت الذي تمنح الأراضي الصالحة للسكن بصكوك وعلى "شارع عزيز"، يتم الدفع بهؤلاء المواطنين إلى منطقة نائية، كغيرهم من مئات الأسر التي رحلت من داخل العاصمة إلى مناطق نائية، مشكلة بذلك حزام بشري للعاصمة من أي خطر يتهددها.

ثلاثاء, 03/10/2017 - 07:31