مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

افتتاح السنة الدراسية الجديدة في عموم موريتانيا

تم اليوم افتتاح السنة الدراسية الجديدة في عموم التراب الموريتاني، وذلك في ظل تحضيرات ارتجالية من طرف وزارتي التهذيب والتعليم العالي.

وقد بدأت عملية التسجيل في مؤسسات التعليم صباح اليوم، للطلاب والتلاميذ، ووجه ليلة البارحة وزير التعليم العالي سيدي ولد سالم خطابا قال فيه: "آمل أن يكون هذا العام الجديد عام بذل وعطاء حتى يكون قطاعنا في مستوى التطلعات والآمال المرجوة منه ، في عالم تزداد وتيرة التطور والتنافس فيه يوما بعد يوم، وتستلزم بصورة متنامية امتلاك ناصية العلم والتشبث بالخصوصيات الذاتية لبناء الإنسان الأصيل المتجذر في قيم العصر.

وإن رفع هذا التحدي هوما يفسر بكل وضوح المكانة الرفيعة التي يحتلها التعليم والتكوين في سلم الأولويات لدى فخامة رئيس الجمهورية السّيد/ محمد ولد عبد العزيز.

فبتوجيهاته السّامية عملت حكومة معالي الوزير الأول السّيد/ يحي ولد حدّمين على تحقيق نقلة نوعية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي تمثلت في استكمال الإصلاحات الكبرى القائمة على مبادئ تحسين الجودة، وتوسيع عروض التكوين وتنويعها، والمواءمة بينها وبين الحاجات التنموية لبلادنا.

وفي هذا السياق باشرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الخطوات العملية لإعادة هيكلة منظومة التعليم العالي: بدمج جامعة نواكشوط و جامعة العلوم و التكنولوجيا و الطب في جامعة واحدة هي جامعة نواكشوط العصرية،وإعادة هيكلة مدارس المهندسين بدمجها في مؤسسة هي : المدرسة العليا متعددة التقنيات، وإنشاء الفصول التحضيرية لولوج المدارس الكبرى للمهندسين وذلك بمواصفات ومعايير دولية .

وهي التجربة التي حققت هذا العام، بتوفيق من الله تعالى، نجاحا باهرا، من خلال النتائج المشرفة لطلبتها بتفوق (36) منهم - دفعة واحدة - في المسابقات الدّولية لدخول مختلف المدارس الكبرى للمهندسين في كل من تونس والمغرب وفرنسا.

و في مجال البحث العلمي فقد تم إنشاء المجلس الأعلى للبحث العلمي و الابتكار. الذي ستكون الوكالة الوطنية للبحث العلمي و الابتكارـ التي ستنشأ قريبا ـ أداته التنفيذية في توجيه و تنسيق وتنفيذ سّياسة وطنية لبحث علمي يخدم الأولويات في مجال التنمية.

وفي نفس السياق تم إنشاء السّلطة الموريتانية لضمان الجودة في التعليم العالي.

أيها السيدات والسادة؛

إن تحقيق مثل هذه الطموحات على الوجه الأكمل يتطلب من بين أمور أخرى وجود آلية صارمة للتقويم والمتابعة والإنجاز كما يتطلب الانطلاق من قاعدة معطيات دقيقة، تمكن من التخطيط العلمي للمشروعات لذا عمل القطاع ولا يزال على إعداد و تحيين قاعدة بياناته الإحصائية الشاملة للتعليم العالي طبقا للطرائق والمعايير المعمول بها على المستوى الدولي. بالاعتماد على مصفوفة مؤشرات للتعليم العالي والبحث العلمي ستمكنه من قياس مختلف مستويات الأداء به. وقد ساهمت هذه الإجراءات في تسهيل تقييم المؤسسات التعليمية العليا، ومكّنت من تحسين شروط تسجيل وتسيير ومتابعة الطّلاب في الداخل والخارج.

أما على مستوى البنية التحتية فقد تم استلام وتجهيز سكن للطلاب والطالبات بسعة 2540 سريرا، ولا يزال العمل متواصلا في باقي مكونات المركب الجامعي كما يجري العمل لتشييد منشآت أخرى كتوسعة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومقر المعهد المهني العالي للغات والترجمة بنواذيبو و مقر المعهد العالي لمهن البناء، و الأشغال العمومية و العمران بألاك.

وعلى مستوى المصّادر البشرية يجري العمل بشكل دائم على التحسين من ظروف منتسبي التعليم العالي أساتذة و طلابا وعمالا، لتمكينهم من الاضطلاع بالمهام الموكلة إليهم، وفي هذا الإطار تم مؤخرا تعزيز القدرات البشرية للقطاع باكتتاب (75) أستاذ تعليم عالي من أصل (137) اعتماد في مختلف التخصصات وفق الحاجات المعبر عنها بالشعب و الاقسام بمختلف مؤسسات التعليم العالي. وهو الاكتتاب الأكبر و الاشمل في تاريخ التعليم العالي ببلادنا مما سيمكن من سد النقص الملاحظ كما و نوعا في مختلف مؤسسات التعليم العالي في بلادنا.

أيها السيدات والسادة؛

أود التأكيد مجددا قبل ختام هذه الكلمة على أن ما تم تحقيقه من إنجازات على مختلف الأصعدة و المستويات التي ذكرنا، لا يعني أن تعليمنا العالي ليس بحاجة إلى مزيد من البناء و التطوير، و لكن في سبيل الاعداد لذلك لا بد من تضافر جهود الجميع، واعتماد التشاور والحوار منهجا داخل أسرة التعليم العالي بكل مكوناتها، بعيدا عن التجاذبات التي قد يستغلها البعض للتأثير سلبا على الرسالة السامية التي أنشئت من أجلها مؤسسة التعليم العالي".

أما وزير التهذيب الوطني فقد جاء في خطابه: "شعوري كبير بالسعادة والسرور بإطلالة أول يوم من أيام السنة الدراسية 2017 – 2018، وتجدد فرصة من فرص التحصيل العلمي ومواصلة السير على درب التقدم والتنمية المؤسسة على القيم العلمية والأخلاقية التي تسعى منظومتنا التربوية إلى ترسيخها وجعلها مقوما رئيسا ومميزا لأجيالنا من خلال الرفع من أداء القطاع تناغما مع البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز واهتماماته التي تعتبر التعليم الجيد أساس كل رقي وسر كل تنمية مستديمة شاملة.

وفي هذا السياق فقد عملت حكومة معالي الوزير الأول المهندس يحيى ولد حدمين على رسم السياسة القطاعية 2011 – 2020 بغية الرفع من النوعية التربوية وتوسيع العرض المدرسي وتحسين قيادة النظام وتسييره ضمانا لتوفير مناخ تربوي ملائم لتزويد التلميذ بالمعارف والمهارات اللازمة ليتمكن بجدارة من مسايرة ما يشهده العالم من تطور علمي وتكنولوجي، سالكا سبيلا سويا يجنبه متاهات العولمة وإغراءات الحداثة، عاضا بالنواجذ على خلاصة القيم السمحة الوسطية، آخذا قسطا كبيرا من العلوم والتقنيات حتى يكون مواطنا صالحا للمساهمة الإيجابية في عملية التنمية والارتقاء بالبلد والأمة إلى مصاف البلدان والأمم المتقدمة.

وبناء على ذلك، واستكمالا للخطة العشرية الآنفة الذكر، فقد تمكن القطاع من القيام بعدة نشاطات تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية وتحسين الولوج والنوعية التربوية وعقلنة وإحكام تسيير القطاع، مما مكن خلال السنة الماضية من إحراز حصيلة معتبرة نذكر منها:

ـ مواصلة تنفيذ برنامج دعم تحسين نوعية التعليم PAAQE الممول كليا من موارد الدولة. حيث تم بناء واستلام 26 مدرسة و17 إعدادية و9 ثانويات و مدرستين لتكوين المعلمين، ولا تزال الأشغال جارية في 10 مؤسسات.

ـ إطلاق برنامج PAAQE التكميلي لترميم البنى التحتية المدرسية وسيمكن من ترميم 60 مدرسة وبناء 4 مدارس و 53 حجرة دراسية.

ـ تنظيم جائزة رئيس الجمهورية للعلوم من خلال مسابقة الأوليمبياد والرالي العلمي التي شارك فيها آلاف التلاميذ وساهمت في ترسيخ ثقافة التنافس العلمي والشغف بالمطالعة والبحث والتميز واكتشاف المواهب الفتية، كما ساهمت في رفع نسبة النجاح في الامتحانات الوطنية؛

ـ إنشاء صندوق دعم النشر المدرسي وتطبيق سياسة البيع الرمزي للكتب من خلال فتح 80 كشكا، وإعادة تفعيل المعاهد التربوية الجهوية وتوزيع 782.000 كتاب في جميع المواد منها 247.000 كتاب وزعت بالمجان على تلاميذ الأسر الأكثر فقرا، إضافة إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الكفيلة بضمان ترشيد استخدام المناهج التربوية والتسيير الأفضل لمقتنيات المستقبل؛

ـ توسعة الطاقة الاستيعابية في مؤسسات الامتياز بفتح 3 مدارس ابتدائية جديدة في انواكشوط، و3 ثانويات امتياز في انواكشوط الجنوبية، كيديماغا ولبراكنه ؛

ـ مراجعة برامج مدارس تكوين المعلمين؛

ـ مراجعة وتحيين شبكات المتابعة وإعداد تقارير التفتيش وبعثاته في التعليم الأساسي؛

ـ مراجعة وإعادة كتابة البرامج، وتنظيم ورشات لقراءتها والمصادقة عليها؛

ـ إنتاج دروس نموذجية تم بثها عبر قناة الموريتانية في إطار مشروع التلفزة المدرسية. وقد ساعدت هذه الدروس في تحسين مكتسبات المترشحين للامتحانات الوطنية؛

ـ إعداد السياسة الوطنية للتغذية المدرسية والمصادقة عليها؛

ـ تكوين 300 مسير كفالة حول التسيير والصحة في الوسط المدرسي؛

ـ دعم الحكامة الرشيدة في القطاع من خلال تقوية الجهاز الإداري وتنشيط هياكل التسيير في الإدارات المركزية؛

ـ بدء تنفيذ النظام المعلوماتي لتسيير التعليم SIGE ؛

ـ تقوية قدرات طاقم الوزارة في المجالين الإداري والتربوي؛

ـ تحسين التأطير عن قرب؛

ـ تنظيم بعثات تفتيش تربوي وإداري في مؤسسات التعليم الخاص؛

ـ تنظيم إحصاء مدرسي شامل على مستوى التراب الوطني؛

ـ تنظيم الامتحانات الوطنية في ظروف ممتازة واكبتها إجراءات صارمة لسيادة السكينة والهدوء في مراكز الامتحان ومحاربة أصناف الغش والتحايل ضمانا لمصداقية شهاداتنا وجدارة حملتها في الداخل والخارج؛

ـ مواكبة القطاع للتطور الحاصل في مؤشرات التمدرس وتزايد أعداد التلاميذ والمؤسسات المدرسية بتوفير الدعامات التربوية واستخدام الموارد البشرية بصورة معقلنة تتأتى معها التغطية التربوية اللازمة، مما كان له بالغ الأثر في زيادة نسب النجاح والرفع من المردودية التربوية؛

أيتها الأسرة التربوية الكريمة

لقطف ثمار هذه الجهود يانعة لا بد من مواصلة السير على نهج الإصلاح وتكثيف الجهود للوصول إلى أهداف العشرية الكبرى، ولذا سيكون أفق السنة الدراسية 2017-2018 حافلا بالبرامج والخطط والأنشطة الرامية إلى إحداث تحول نوعي في منظومتنا التربوية لتصبح أكثر نجاعة واستجابة لمتطلبات التنمية من خلال إدخال إصلاحات على الخريطة المدرسية وتسيير المدارس وإعداد استراتيجية لتنمية القدرات المهنية للمكونين والمدرسين وترقية تدريس العلوم لإرساء دعائم تعليم علمي وتكنولوجي فعال خدمة لتنمية البلد وحاجاته من الكفاءات العلمية للرفع من مستوى الجودة التربوية والتحكم في النظام التربوي كما وكيفا ومحو الفوارق الجغرافية والتفاوت الاقتصادي وتوفير مناخ مدرسي موات لتكافؤ الفرص بين الجنسين، وزيادة على ذلك سنعمل على:

ـ اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بضمان افتتاح دراسي فعلي وناجح؛

ـ مكافحة التغيب ووضع آليات لتحفيز الإنتاجية والمردودية؛

ـ تحسين العرض التربوي بتوسعة المباني المدرسية وبناء المنشآت الجديدة وتجهيز المدارس؛

ـ الاستمرار في تحيين قاعدة بيانات الأشخاص لمتابعة مسار الموظفين المهني والصرامة في احترام معايير التحويل وشفافية ترقية المدرسين والمؤطرين ؛

ـ توفير الوسائل الكافية للقيام بعدة إصلاحات على الخريطة المدرسية وتسيير المدارس بالتعاون مع الشركاء ليستجيب العرض المدرسي للطلب، وتطبيق معايير تجميع المدارس تلافيا لعشوائية وفوضوية استغلال الموارد البشرية والمادية؛

ـ اعتماد وثيقة الرؤية الجديدة في ترقية تدريس العلوم الهادفة إلى تفعيل التعليم التجريبي وتحقيق مقاصده؛

ـ تكوين المديرين والمدرسين والمؤطرين في المؤسسات التجريبية؛

ـ دعم التأطير عن قرب؛

ـ تحسين العرض التربوي من خلال فتح 15 إعدادية في الوسط الريفي والحضري؛

ـ اقتناء الأدوات اللازمة لتجديد المطبعة المدرسية ومتابعة تزويد المكتبات المدرسية بالكتب؛

ـ توسعة الأكشاك وتبني سياسة جديدة تضمن توفر الكتاب المدرسي والدعامات التربوية؛

ـ التكفل بنقل 1920 بنتا يوميا في 12 مؤسسة ثانوية لرفع نسبة تمدرس البنات في أربع ولايات داخلية؛

ـ إتباع منهج جديد في التكوين الأولي لسد النقص الحاصل، واستباقا للنقص الطارئ في المدرسين؛

ـ إنشاء لجان محلية للتسيير المدرسي لتحسيس الفاعلين المحليين حول أهمية التربية وإشراكهم في صياغة وتنفيذ خطط عمل المؤسسات وجعلها مكانا ملائما للتعلم؛.

ـ تعزيز المؤسسات التربوية بعناصر للحراسة؛

ـ اعتماد السياسة الوطنية للصيانة؛

ـ إنشاء فضاءات للحدائق المدرسية؛

ـ محاربة المخدرات في الوسط المدرسي بالتعاون مع رابطة العمد الموريتانيين.

أفراد الأسرة التربوية الكريمة

تلكم على سبيل المثال لا الحصر باقة من المشاريع والخطط التي نعتزم تنفيذها آملين أن نحظى بمؤازرتكم وأن تشدوا عضدنا وأن تكونوا لنا سندا قويا في العملية التربوية التشاركية.

زملائي في هيئات التدريس والتأطير

إن ما نصبو إليه من تفوق وتميز يظل أحلاماً لا تتحول إلى حقائق إلا إذا نفختم فيها من روحكم العلمية وتعهدتموها بالمثابرة والإخلاص النابعين من إحساس عميق بمستوى المسؤولية وما تتطلبه من زلال معرفي صاف سيشكل مراكب نجاح ناشئتنا التي تأخذون أزمتها إلى النجاح بالتنظيم المحكم للعملية التعليمية وانتقاء أحدث المعلومات وانتهاج أنجع وأنفع السبل التربوية لتوصيلها واتباع مناهج التقويم الموضوعية الدقيقة، وبذا تصبح جهودكم الجبارة دانية الثمار ومضمونة النتائج.

أبنائي التلاميذ

إن سعادتكم مرهونة بنجاحكم في مساركم الدراسي الذي لا يحتاج أكثر من الاهتمام بالنجاح والرغبة في تحقيقه، وهو أمر غير مستحيل بل سهل المنال، لاسيما في عصر توفرت فيه وسائل الوصول إلى المعرفة العلمية إن استغلت تلك الوسائل ولم يهدر الوقت فيما لا يخدم التحصيل العلمي والسلوك القويم.

أيها الآباء الكرام

لقد أخذنا على أنفسنا ميثاقا غليظا بتربية أجيالنا وتنشئتهم تنشئة صحيحة معولين على جهودكم في توفير المناخ الأسري المشجع على الابتكار والاختراع، جاعلين من حياتهم في المنزل واستخدامهم لمختلف حيثياته وسيلة لترسيخ مكارم الأخلاق وأداة لنقل العلم والمعرفة.

ولست بحاجة لأن أخاطب ما فيكم من شفقة وحنان وعطف أرجو أن تكتسي بعدا تربويا يجنب ناشئتنا الانجراف في غيابات الانحراف والاستعاذة بالشوارع وأزقة الجنوح والشذوذ وولوج عالم الجريمة الذي لا تحمد عواقبه، مستحضرين دائما قول الشاعر:

قد ينفع الأدب الأحداث في مهل

وليس ينفع بعد الكبرة الأدب

إن الغصون إذا قومتها اعتدلت

ولن تلين إذا قومتها الخشب

أيها السادة والسيدات شركاء القطاع من نقابات ومجتمع مدني ومنظمات...

إن قطاعنا فخور بمستوى التعاون معكم وبالدور الريادي الذي تلعبونه من أجل أن تبقى المدرسة الموريتانية صرحا شامخا من صروح العلم والمعرفة، كما نشيد بجهودكم واستعدادكم لمواكبتنا في تنفيذ المشروع المجتمعي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي يرى أن المنظومة التربوية المتكاملة والتعليم الجيد أساس بناء الأمم ووسيلة استقرارها.

وأملي وطيد في أن يتعزز التعاون وتلتحم أواصر الشراكة التربوية البناءة حتى نتمكن - بعون الله - من تحقيق الأهداف النبيلة التي نصبو إليها جميعا"

اثنين, 02/10/2017 - 11:00