مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

المقدم المختار ولد احمد سالم "الصقر العربي الذي غادرنا

 

  المقدم محمد المختار ولد بيه 
 

إنا لله وإنا إليه راجعون. تناقلت مواقع الانترنت أمس 15/6/2016 خبر وفاة أخي وصديقي ورفيقي في السلاح المقدم المختار ولد احمد سالم ولد محمد امبارك فإنا لله وإنا إليه راجعون.

طوى الجزيرة حتى جاءني خبر ---- فزعت فيه بآمالي إلى الكذب

حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا ---- شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

إن المصيبة لعظيمة وإن الرزء لجلل. كيف لا وقد فقدنا فتى لا كالفتيان كأنما اجتمعت فيه خصال الخير كلها. ستفتقده المساجد والمحامد ومكارم الأخلاق. سيفتقده حفظ العهود وبر الأصدقاء وصلة الأرحام والصدق والنزاهة في كل قول أو عمل.

ستفتقده الشهامة والاستقامة وحسن الطوية. وسيفتقده كل من عرفه وأولهم أهله ثم نحن أصدقاؤه الذين جمعتنا وإياه المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة في تسعينيات القرن الماضي ثم شرف مهنة الجندية حتى اليوم.

إني لأذكر التحاقك بنا في المدرسة بعد أسابيع من انطلاق التكوين القاعدي فتى جميلا طويلا كسيف عربي صقيل أو كمهر عربي أصيل. فارسا تتراقص على محياه سمات النبل والفروسية وعراقة المحتد.

مثل السنان كضوء البدر صورته ----- جلد المريرة حر وابن أحرار

جئت متأخرا فسبقتنا وكنت بأخلاقك وبهائك وطيب معشرك مثلا يحتذى. ما سمع منك أحد قط كلمة نابية ولا رآك أحد غضبا ولا متشنجا ولا رافعا صوتا أو مخاصما في كبير ولا صغير. ومن منا سينسى ابتسامتك الدائمة ووقارك وبعدك عن الفضول؟

كنت أخا الكل وصديق الكل. وما أعلم أحدا من تلك الدفعة انعقدت قلوبنا كلنا على حبه سواك. وما بدلت ولا غيرت منذ عرفتك حتى ارتقيت إلى جنات الخلد صحيح الدين سهل الخليقة طيب الأخبار نقيا من كل عيب. ولو كان ينجي فضل من موت أو يطيل في عمر لكنت آخرنا موتا. أو كان في الموت عار لأمنت منه ولكن:

لعمرك ما في الموت عار على الفتى **** إذا لم تصبه في الحياة المعاير

ولا أعلم عيبا نعيرك به أو شيئا خالفت فيه عوائدك معنا في حسن الخلق والمواتاة في كل أمر حسن إلا رحيلك باكرا عنا حين تكاملت فيك صفات كل خير. وعزاؤنا أن:

كل فتى يسعى إلى مدة ----- من أجل قد خُط معدودِ

رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وبوأك من الفراديس حيث تشاء مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. وجعلنا وأهلك الكرام من الداخلين في بشارة رب العالمين القائل في محكم كتابه: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ ]البقرة: 155 - 157[.

الخرطوم، جمهورية السودان، بتاريخ 16/6/2016

المقدم محمد المختار ولد محمد ولد بيه

خميس, 16/06/2016 - 05:59