مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

مريم بنت إسحاق ولد اعبيدن رحلت إلى نعيم ربها

 بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

 

من السهل أن تشهد لمن عايشته،منذ تعرفت على الحياة، فقد كانت الراحلة –رحمها الله -  بمنزلة الوالدة، فهي ابنة خالتي ومرضعتي، تميزت بالخلق الطبعي الراسخ والحكمة البالغة، وابتليت بوفاة زوجها الأول،محمد السالك ولد أحمدو ، رحمه الله، وكان ذلك في وقت مبكر في منتصف الستينات، فصبرت أحسن الصبر، وربت أبناءها أحسن التربية، حتى أصبحوا رجالا ونساء من أفضل الناس.

ومن أبرزهم، في ساحة العلم والدعوة، أمير جماعة الدعوة والتبليغ  محمد المصطفى ولد أحمدو وشقيقه محمد سالم، حفظهم الله جميعا وتقبل منهم، وألهمهم الصبر في مصيبتنا المشتركة، إثر وفاة الوالدة مريم بنت إسحاق ولد اعبيدن، التي وافاها الأجل المحتوم أمس السبت 7 مايو 2016. الموافق 29 رجب 1437هـ، وقد أوريت الثرى بمقبرة لكصر بنواكشوط، بجوار والدتها النجاة بنت عبد القادر ولد العاتيق رحمهم الله جميعا.

هكذا الحياة فرصة للتزود بالعمل الصالح لمن أراد، وهكذا فعلت بإذن الله والدتنا مريم  بنت اعبيدن، تقبل الله منها العمل الصالح وغسل خطاياها بالماء والثلج والبرد، ورحم سائر موتانا وسائر موتى المسلمين، ورحمنا إذا صرنا مثلها.

الطابع  والسمت المعروف بالعمل الصالح يثير الاطمئنان على كل من شهد له به، ويعزز ذلك الرؤيا الصادقة بإذن الله.

في مطلع التسعينات رأيت والدتي هذه، الراحلة للتو، في جنان الرحمان، وأنا أقرأ أثناء الرؤيا قوله تعالى من سورة الرحمان:" متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان ".

سبحان الله، كانت رؤيا واضحة مفحمة باعثة فعلا على الاستبشار، ولله العلم والأمر من قبل ومن بعد.

فقد اتسمت هذه الفاضلة بمستوى كبير من حفظ النفس واللسان، فلا يمكن أن يشهد عليها أحد بكلمة واحدة مؤذية، ولا نزكي على الله أحدا.

  ورب الكعبة إنه سلوك رفيع طيب صعب المراس ، يعطيه الرحمان للخلص من عباده.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ".

بعد معاناة متوسطة مع المرض، رحلت إلى بارئها –رحمها الله- والدتنا مريم بنت إسحاق ولد اعبيدن، عن عمر زاد على السبعين، ولا نقول إلا ما يرضي الرحمان، على غرار تعزيته صلى الله عليه وسلم:"لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى".

قال الله تعالى :"  وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ".

وقال جل شأنه: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون  نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون  نزلا من غفور رحيم ".

وقال سبحانه وتعالى :" كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ لْقِيَامَةِ ".اللهم تقبلها برحمتك ومنك وفضلك العظيم في الفردوس الأعلى من الجنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.     

 

سبت, 07/05/2016 - 06:38