مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

أضواء على ظاهرة سرقة السيارات في العاصمة الموريتانية نواكشوط (تحقيق)

أصبحت ظاهرة سرقة السيارات في العاصمة نواكشوط موضة، لم تعد تلفت نظر أحد، لكثرتها وتشعب الطرق التي تتخذ في سبيلها واختلاف الطرق التي يتم بها الوصول إليها وكيفية استغلال المسروقات.

في محاولة منا لتسليط الضوء على هذه الظاهرة، سعينا للحصول على معلومات من مصادر متعددة حول هذه الظاهرة، حيث تجمع المصادر الأمنية التي استطعنا الوصول إليها وتعاونت معنا –مشكورة- وأمدتنا بمعطيات ساعدتنا في إعداد هذا التحقيق.

فبحكم المتابعة المتواصلة لشبكات لصوص السيارات، فإن المصالح الأمنية أصبحت تعرف كبار لصوص السيارات، وفي حالة إبلاغها بسرقة سيارة ما تقوم بالتوقيف الفوري   لهؤلاء أو متابعتهم حتى تتأكد من مسؤوليتهم عن تلك السرقات أو ما يمكن أن يدلوا به من معلومات عن شبكات أخرى من لصوص السيارات ومن يكون قد جد على الساحة من لصوص جدد، حيث باتت هناك زجاجة في السيارة معروفة بزجاجة اللصوص لكثرة وصولهم إلى السيارة من خلالها، ولهؤلاء اللصوص عدة وسائل للوصول إلى مبتغاهم منها إستعمال مفاتيح ومنها كسر الأقفال ولكن طريقتهم المفضلة والأسهل هي كسر الزجاج الجانبي أو خلفه إذا كانوا مطمئنين إلى أن أحدا لن يفاجئهم وهم يقومون بعملهم هذا، ومن هؤلاء من يستولي على بعض أجزاء السيارة السهلة الحمل ومنهم من يود الاستيلاء على السيارة بكاملها فيعمد إلى نزع انفلاك المقود وجمعها، ليتمكن من تشغيلها ومن ثم التوجه بها إلى الوجهة التي يريدها.

 

 

1-أنواع اللصوص الذين يقومون بسرقة السيارات:

 

أ-أبناء أثرياء:

هؤلاء شبان من طبقة الأثرياء، حرمهم ذووهم نتيجة سلوكهم من إستعمال سيارات الأسرة، فراحوا يخففون عن أنفسهم من خلال سرقة سيارات الآخرين لتحقيق مبتغاهم، فيعمدون إلى سرقة السيارات خصوصا تلك المتواجدة في تفرغ زينه، متوقفة أمام المنازل أثناء الظهيرة أو في المساء، حيث يعمد هؤلاء إلى استغلال السيارة في التجول بالفتيات في الشوارع الرئيسية وأحيانا استخدامها في لعبة الموت "اتكاسكادي" خصوصا أمام مؤسسات التعليم الحر كنوع من إثبات الذات، وفور نفاد وقود السيارة يتركونها، وأحيانا يرجعونها إلى المكان الذي سرقوها منه، وفي الغالب لا يسرقون أي شيء من قطعها، لأنهم ليسوا لصوصا محترفين وإنما يجيئون لسرقة السيارات كنوع من التحدي لأولياء أمورهم الذين حرموهم من قيادة سيارات الأسرة، ربما خوفا عليهم أو لسوء سلوكهم أو ربما لأسباب لا تدركها إلا الأسرة نفسها، كما أنه قد يكون نتيجة البخل أيضا.

 

 

ب-لصوص تجزئة قطع غيار السيارات "النحر":

هناك مجموعة من لصوص السيارات متخصصين في سرقة السيارات في ساعات متأخرة من الليل، ويكون ذلك بعد اتفاقها مع طرف آخر لبيع قطع الغيار، حيث يعمدون نفس الليلة إلى تفكيكها وعند إنبلاج الفجر تكون جاهزة للبيع في حوانيت بيع قطاع غيار السيارات، التي أصبح بعضها يتعاون مع هؤلاء اللصوص لشراء المسروقات، وفي هذه الحالة فمن الصعب على الشرطة أو صاحب السيارة الوصول إليها.

 

 

جـ-لصوص إستغلال السيارات في عمليات سرقة:

هناك أيضا فئة من اللصوص تعمد إلى سرقة السيارات لغرض تنفيذ عمليات سرقة بواسطتها، حيث تقوم في الغالب بسرقتها في ساعات متأخرة من الليل وفي بعض الأحيان -وليست الأعم -يسرقونها في الساعات الأولى من الليل، باستغلالها في عمليات سرقتهم، فينزعون لوحات تسجيلها أثناء عملياتهم إذا كانوا على نية تنفيذ عمليات متعددة بها، أما إذا كان الهدف هو تنفيذ عملية واحدة، فإنهم يتركون رقم التسجيل، لكي إذا ضبط رقم السيارة أثناء عملية السرقة، فإن صاحب السيارة يصبح معرضا للمتابعة والمساءلة مما يبعد عنهم الشبهة والإتهام، لأنهم سينفذون عملية السرقة بالسيارة ثم يتركونها في أقرب نقطة أمنوا فيها أنفسهم من المتابعة.

 

 

د-لصوص يصدرون السيارات المسروقة إلى السينغال وآخرين إلى مالي:

هناك عصابة بدأت تنشط مؤخرا في موريتانيا، تقوم بسرقة السيارات ليلا من نواكشوط والتوجه بها نفس الليلة إلى السينغال، حيث توجد عصابات أخرى تشتري منها المسروقات لغرضين: إما إستعمالها كسيارة أجرة هناك بعد وضع رقم تسجيل سينغالي مزور عليها، وإما تقطيعها إلى أجزاء وبيعها هناك، ويساعد سهولة عبور السيارات المسروقة عدم وجود رقابة صارمة على الحدود مع السينغال، وأحيانا التساهل من طرف الفرق المكلفة بالحفاظ على الأمن ومراقبة الحدود مع عصابات التلصص، هذا في الجانب السينغالي من الحدود أما على جانب الحدود الموريتانية-المالية فهناك عصابة تقوم بسرقة السيارات خصوصا العابرة للصحاري 4/4 والتوجه بها مباشرة إلى مالي لبيعها هناك، إذ توجد في مالي سوق رائجة ومربحة لهذا النوع من السيارات المتعددة الاستعمالات.

 

 

هـ-لصوص محتويات السيارات:

هؤلاء مجموعات غير منظمة في الغالب تكون من الشباب أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة، حيث يعمدون إلى سرقة "المسجلات" أو العجلات، أو أشياء قد تكون بداخل سيارة متوقفة بمكان منزو، وفي الغالب تكون سرقتهم نهارا جهارا، ويستهدفون في الغالب السيارات المتوقفة أمام المؤسسات العمومية والخصوصية والأماكن النائية، حيث يكونون في حالة مراقبة ورصد للسيارة المراد سرقتها، ثم يتابعون صاحبها حتى يتأكدوا من أن حاجته في المنشأة التي توجه إليها ستطول، فينقض أحدهم على الهدف على عجل لسرقة ما بداخلها، وهناك لصوص يعمدون إلى رقابة المتوجهين إلى البنوك والأسواق الكبيرة ومحاولة السرقة عليهم، فيقوم أحدهم بمتابعة صاحب السيارة إذا رآه يحمل شيئا ما وعندما يدخل في سيارته يسلم عليه ويقول له إن عجلة سيارتك في الناحية الأخرى فارغة من الهواء، فينزل الشخص على عجل لمعاينة ذلك، فيعمد اللص إلى سرقة ما تركه الضحية في سيارته وفي الغالب تكون النساء ضحية هذه العمليات، خصوصا في الأسواق.

 

 

 

2-الأماكن التي يتخلص فيها اللصوص من السيارات المسروقة:

الأماكن التي يتخلص فيها اللصوص من السيارات المسروقة، بعد الانتهاء منها أو سرقة بعض قطعها ومحتوياتها، تؤكد جميع المصادر المهتمة والمتابعة لهذا الموضوع أنها: شاطئ المحيط خصوصا المنطقة المحاذية لتفرغ زينه، المناطق الخالية من السكان الموجودة شمال مقاطعتي تيارت ودار النعيم وتلك الموجودة جنوب مقاطعة الميناء، والساحات العمومية في مقاطعات العاصمة المختلفة، وأحيانا ملتقيات الطرق، وحوانيت بيع قطع غيار السيارات التي يمكن من خلال البحث فيها التعرف على قطعة من قطع السيارات المسروقة، ليكون ذلك بداية خيط في المتابعة.

 

 

ثلاثاء, 23/04/2024 - 22:09