مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

توقيف الأسفار وتشديد إغلاق المعابر عين الحزم

عبد الفتاح ولد اعبيدن

 

ما يجرى اليوم في العالم من توقيف الرحلات وإغلاق المعابر، ويطبق في بلادنا بحزم، هو عين الحكمة و الوقاية و الاحتراز. ولعل حرصنا على الاحتراز والالتزام، بحظر التجول والتباعد، والمكث في  البيوت، قدر المستطاع،من أنجع السبل، بإذن الله، للسلامة من تفشى هذا الفيروس، القاتل الخطير.

وإذا كانت الدولة لا تملك قدرات صحية استيعابية معتبرة، ولا وسائل ذات بال، فالأجدر الوقاية وتطبيق وتشديد إغلاق المعابر، خصوصا أن الفيروس، خارجي المصدر، ومن أفضل السبل إحكام إغلاق الأبواب في وجهه، وتلك كانت الخطة النبوية، مع وباء آخر، هو الطاعون، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأن من وقع عليه في أرض، فلا يخرج منها، ولا يسافر إلى أرض فيها.

فلا مجال لاستقبال موريتانيين بعد الإغلاق، فمن باب أحرى غيرهم، ولا مجال للخروج من الوطن، وبهذا يحاصر الوباء ويختنق ويختفى نهائيا، بإذن الله، خصوصا أن الظاهر منه فى بلدنا، قليل محدود، لله الحمد والمنة.

ولننتبه إلى أن حالات التسلل لجغرافية الوطن، تعنى زيادة إحتمالية الإصابة بالفيروس، لأن كل الحزام المحيط بنا مصاب، وبقاء الحال محليا، على هذا الوضع وتحسنه، يعني بإذن الله، التوجه عمليا لشاطئ الأمان والسلامة من هذا الوباء.

فلنتعاون من أجل طرد الخطر وإغلاق الطريق تماما في وجهه، إن شاء الله، وما ذلك على الله بعزيز، وإليه الملجأ وعليه المتكل. لكن مع هذا لزم تسريع إجراءات دعم الشرائح الفقيرة، حتى لا يتأثر جزء واسع من هذا المجتمع،بسبب الظروف الصحية والإجراءات الاستثنائية، كما ينبغي على الجهات المعنية التفكير في الأمن الغذائي، حتى لا يتأثر بلدنا وساكنته، على وقع هذا الإغلاق الاضطراري، فليس الحاضر وحده هو الشغل الوحيد، و إنما مستقبل الأشهر المنظورة، بإذن الله، جدير بالاستعداد والحساب الدقيق. وقد لا يعني هذا التقييم، أن تطبيق إجراء حظر التجول مثلا، كان نموذجيا، بل قد شابته أحيانا، خشونة بالغة في أسلوب تنفيذه، خدشت بحق كرامة الإنسان، ضربا واعتداءا أحيانا، على شباب أو مسن خرف، قد لا يتعمد ما يقدم عليه. لكن عموما حظر التجول هذا، جد ضروري، والوقاية دائما، ستبقى خير من العلاج.

وفي وجه إعلامي تحفيزي، وإن من أجل المصلحة ربما، لا صحة لقول البعض، إن الرئيس جالس متراخ في مؤخرة الركب، ذلك خلاف الواقع الملموس، وما أطلق من قرارات وأوامر وخطط جوهرية مفيدة، وإن كان بعضها، قيد التهيئة لإنفاذه عمليا، بإذن الله. وباختصار مازال الوقت مبكرا لمراجعة الإجراءات الاحترازية الوقائية، لأن مدى وجود الكورونا عندنا، مازال مجهولا، والاحتياط والحزم يقتضي تمديد العمل، بتلك الإجراءات، أما المتعلق منها بالحدود، فربما يتطلب شهورا، و الله خير حفظا.

 

سبت, 04/04/2020 - 22:23