مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

هل نحن أمام ملامح عهد جديد؟

محمد الأمين ولد الفاضل

 

صحيحٌ أن الوقت ما يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد قد بدأت تتشكل، ولكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك إشارات إيجابية تم إرسالها خلال الأربعينية الأولى من حكم الرئيس غزواني تستحق أن نتوقف معها، وذلك لأنها تمثل ـ بالفعل ـ  أساليب جديدة في ممارسة الحكم.

تفويض الوزراء

إن أقوى الإشارات التي يمكن أن توحي بأننا أمام عهد جديد هو منح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لوزرائه كافة الصلاحيات اللازمة لممارسة مهامهم الوزارية، ومن المعروف بأن الرئيس السابق  محمد ولد عبد العزيز كان يتدخل لوزرائه في كل صغيرة و كبيرة.

إن الانطباع السريع الذي يمكن أن نخرج به من هذه الأربعينية، هو أن هناك وزيرا أول يمارس ـ بالفعل ـ صلاحياته كوزير أول، وأن هناك وزراء يمارسون مهامهم الوزارية. ومن المعروف بأن القائد الناجح هو ذلك القائد الذي يحاول أن يخلق من حوله قادة، وليس ذلك الذي يبالغ في صناعة الأتباع من حوله.

إن منح الصلاحيات للوزراء هو أمرٌ في غاية الأهمية، ولكنه سيبقى عديم الفاعلية، إذا لم يحمل كل وزير مسؤولية الإخفاقات في قطاعه، وإذا لم يُسارع في إقالة أي وزير لم يتمكن من تحقيق نتائج ملموسة في قطاعه.

التشاور والحوار

تعهد الرئيس غزواني في برنامجه الانتخابي بالحوار والتشاور مع كل الشركاء السياسيين، وأعطى مساحة واسعة للحوار والتشاور في خطاب إعلان ترشحه، وفي خطابات الحملة الانتخابية، وكذلك في خطاب التنصيب. واليوم ها هو الرئيس غزواني يبدأ بالفعل في تنظيم لقاءات مع بعض المعارضين، وكل ذلك يوحي بأن هذا العهد قد يكون عهد حوارات ومشاورات واسعة.

هناك لمسة أخلاقية لها دلالتها الخاصة طبعت بعض هذه اللقاءات، وهي توحي بأننا قد نكون بالفعل أمام نهج جديد في ممارسة الحكم. هذه اللمسة الأخلاقية تظهر بشكل بارز من خلال الحفاوة التي استقبل بها رئيس الجمهورية الزعيم أحمد داداه عند بوابة القصر الرئاسي.

القطاعات تتحدث

التزم رئيس الجمهورية بالصمت خلال هذه الأربعينية، ولكن في المقابل فقد تحدثت القطاعات المعنية كلما كانت هناك حاجة للتحدث إلى المواطن، فتم إصدار العديد من البيانات والتعميمات من طرف العديد من الوزارات، وكذلك من طرف الجيش، ونظم وزير المالية ومحافظ البنك المركزي مؤتمرا صحفيا، وتوالى إصدار النشرات اليومية من طرف اللجنة الوزارية الخاصة بتسيير الطوارئ، وتتحدث هذه النشرات عن مختلف الأضرار في أنحاء الوطن ومدى التقدم في مواجهتها.

هذه الجزئية توحي هي أيضا بأننا أمام ملامح تشكل عهد جديد، ففي العهد السابق كان يتحدث الرئيس عن كل شيئ، ويتولى من بعد ذلك الوزراء شرح مضامين أحاديث الرئيس. أما اليوم فهناك صمت رئاسي مقابل بيانات وتعميمات ونشرات شبه يومية يصدرها الوزراء.

الجيش والتنمية

أظهرت الأربعينية الأولى بأن هناك محاولة جادة لأن يكون جيشنا الوطني حاضرا كلما كانت هناك كارثة تستوجب حضوره، وأظهرت هذه الأربعينية بأن بوصلة الجيش قد تم توجيهها إلى القضايا التنموية، ومن المؤكد بأن ذلك سيزيد من تعزيز الثقة بين الجيش والشعب، وتلك مسألة في غاية الأهمية. تدخل الجيش للتخفيف من "كارثة القمامة" في العاصمة نواكشوط، ثم قام من بعد ذلك ببناء مستشفى ميداني في مدينة ألاك استعدادا لأي طارئ، وقد بدأ هذا المستشفى يستقبل بالفعل المرضى في مدينة ألاك. هذه خطوات في غاية الأهمية وتستحق التشجيع من الجميع، ونأمل أن نرى وفي وقت قريب فرق إنقاذ وإسعاف متحركة تتبع للجيش، وأن نرى طائرات عسكرية تتدخل لإنقاذ وإسعاف ضحايا حوادث السير الذين يصابون إصابات بالغة في حوادث تقع في أمكنة لا توجد قربها سيارات إسعاف .

حفظ الله موريتانيا..

ثلاثاء, 10/09/2019 - 11:51