مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

خفايا وكواليس مثيرة من عمليات التصويت خلال الإنتخابات الرئاسية في موريتانيا

تم طي ملف الإنتخابات الرئاسية في موريتانيا، بعد الإعلان عن فوز المرشح محمد ولد الغزواني بمأمورية مدتها خمس سنوات، خلفا للرئيس محمد ولد عبد العزيز، الذي وقف وراء ترشيح الرجل، لكن محيطه الإجتماعي لم يكن له كبير جهد في الحصول على نتائج معتبرة له بالمناطق التي لذلك المحيط تواجد معتبر فيها.

فمن خلال مراجعة النتائج بشكل دقيق، يتضح أن الرئيس محمد ولد الغزواني تمكن من الحصول على نتائج معتبرة بمناطق لم يكن في الحسبان حصوله على نتائج كبيرة فيها، بينما كانت النتائج ضئيلة في المناطق التي للمحيط الإجتماعي لولد عبد العزيز تواجد فيها، وهو ما يرجح فرضية ما سبق أن نبهنا له من قبل من وجود معارضة قوية لترشح الرجل داخل ذلك المحيط. كما أن ولد عبد العزيز الذي وقف وراء ترشح غزواني، قد دفع إليه بعشرات المبنوذين في أوساطهم الإجتماعية وفي وظائفهم التي يديرونها، وفرضهم عليه لقيادة حملته الإنتخابية، ومع ذلك كان أداء هؤلاء متدنيا. بل كانوا منفرين لا مساهمين فيما حصل عليه الرجل، الذي يبدو أن قوة "خفية" كانت تقف وراءه خلال الإستحقاقات ولا صلة تربطها بطاقم الحملة المنبوذ أغلبه. فتمكن من إحتلال المرتبة الأولى في جميع الولايات بإستثناء العاصمة الإقتصادية نواذيبو التي تقدم فيها المرشح بيرام ولد اعبيد وهو ما شكل مفاجأة لبعض المراقبين. فيما حرص المرشح بيرام على إحتلال المرتبة الثانية في بعض الولايات، بينما حصل على نسب متدنية في مناطق بها تواجد معتبر لشريحة "لحراطين"، مما يعني إبعاد فرضية التصويت الشرائحي. فالرجل يبدو من خلال المعطيات أن شعبيته في تصاعد، ففي الإنتخابات الرئاسية الماضية حصل على نسبة 8% واليوم وصل إلى 18% مما يعني وجود "قوة" تدفعه للأمام، حتى تمكن من إحتلال المرتبة الثانية في الإنتخابات الرئاسية التي لم يصل إليها من قبل مسعود ولد بلخير وهو من هو في شريحة "لحراطين". وكانت لبيرام نتائج جيدة في الضفة مما يعني أن قواعد عريضة من الزنوج صوتت له، وهو نفس الشيء بالنسبة لكان حاميدو بابا الذي حصل على نتائج معتبرة في الضفة، بينما كانت نتائجه متدنية في المناطق التي لا وجود معتبر للزنوج فيها. وكان مفاجئا أن المرشح سيدي محمد ولد ببكر لم يستطع الحصول على نتائج معتبرة في بلدته "شكار"، حيث تقدم عليه المرشح محمد ولد الغزواني بفارق كبير، وتراجع الرجل في عدد من المناطق كان من المتوقع حصوله على نتائج معتبرة. وكان المرشح ولد مولود في مرتبة بعيدة هو الآخر، بينما لم يحصل المرشح محمد الأمين المرتجي على أية نتيجة يمكن ذكرها.

وبإنتخاب المرشح محمد ولد الغزواني رئيسا لموريتانيا في شوط الإنتخابات الأول، تصبح البلاد مقدمة على تسلم السلطة من رئيس منتخب إلى آخر تم إنتخابه. وبذلك تطوى صفحة الإنتخابات وما يتعلق بها، لتبدأ البلاد مرحلة جديدة نتمنى أن تنعم فيها بالأمن والإستقرار، بعيدا عن يهددهما.

اثنين, 24/06/2019 - 10:54