مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

تفاصيل مثيرة حول التعذيب الذي تعرض له سجناء التيار الناصري في عهد ولد هيدالة

دون الأستاذ محمد فاضل ولد محمادي، عن صنوف التعذيب الذي مارسه نظام الرئيس الأسبق محمد خونه ولد هيداله ضد عناصر التيار الناصري الذي اعتقل خلال حكمه، كما اعتقل عناصر التيار البعثي حيث كانا من أكثر الحركات السياسية تعرضا للإهانة في عهد ولد هيداله.

وقال ولد محمادي: "أيها الإخوة مع إطلالة إبريل 2019 الذكرى الخامسة والثلاثين لانتفاضة 84 المجيدة وتخليدا لها وترحما على أرواح شهدائها (سيدي محمد بن لبات وأحمد بن احمد محمود )، و مؤازرة لضحاياها، وتمسكا بالأهداف والغايات والخط النضالي الذي سقط شهداؤها من أجله ووفاء لأرواحهم الطاهرة، واستلهاما لما يحمله الإستشهاد من معاني روحية ووقود نضالي في مواجهة التحديات المتزايدة التي يواجهها وطننا الغالي وسعيا إلي تعريف شبابنا بماضي بلده العزيز وتذكيرا لشعبنا بمحطة هامة من محطات نضاله الدؤوب من أجل تغيير واقعه نحو الأفضل وأخذا للعبر سوف، أقدم لكم بعض السطور المتواضعة عن هذه الإنتفاضة علها تثير شهية الكتاب ممن واكبوا هذه الإنتفاضة من داخل معمعان معاركها أو من خارجها، كي تكتمل الصورة لدى شبابنا عن هذه الإنتفاضة العظيمة.
لقد كانت البلاد تئن تحت وطأة نظام حكم ولدهيدالة العسكري القمعي الذي حكم البلاد مابين 1979-1984 وشهدت أوضاع البلاد تدهورا متسارعا سياسيا أقتصاديا واجتماعيا وثقافيا نتيجة السياسات الإرتجالية والتوجهات الليبرالية في قطاعات التعليم والصحة وتخلي الدولة عن مسؤولياتها اتجاه المواطن، وتم رفع الضرائب على ذوي الدخول المحدودة وتوقفت منح الطلاب والخدمات الداخليةفي المدارس وأفلست المؤسسات والشركات وكثر الطرد الجماعي للعمال وعانى الطلاب من المضايقات، وارتفعت أسعار المواد الإستهلاكية الأساسية وتدنت الأجور وتدهورت القدرة الشرائية للمواطن، وأصبحت أوضاع سكان الأرياف يرثى لها وانتشرت فيه المجاعة والأمراض الناتجة عن سوء التغذية كتساقط الشعر والكوليرا و الأوبئة المختلفة، و ساد القهر والتسلط واشتدت قبضة جهازه البوليسي (الهياكل) على المواطن، و منعت حرية الكلمة وكممت الأفواه والاقلام ولم يعد للمواطن من حقوق، واستأثرت الثلة العسكرية الحاكمة بأموال الشعب وابتكرت أساليب في امتصاص ما تبقى لديه تحت عنوان التبرع أحيانا لقصر الشعب واخرى لمساعدة المتضررين من الجفاف.
لقد جاءت أنتفاضة 84 المجيدة تعبيرا صادقا عن رفض الشعب الموريتاني ممثلا في قواه الحية من عمال وطلبة وتلاميذ ومواطنين عاديين لهذا الواقع المأساوي وردا عليه، وتعبيرا عن طموحاته في الحرية و تحقيق الحياة الكريمة، وقد جسدت الأنتفاضة أروع صور الصمود والكفاح وعبرت عن قدرة قيادات العمل الثوري الوحدوي الناصري على الفعل المنظم كما أوضحت ذالك مسار الإنتفاضة وما تخللها من حرب إعلامية متبادلة بين النظام والحركة أسكتت دعايات النظام التي حاولت تشويه هذه الانتفاضة، 
لقد بدأت الإنتفاضة بشعاراتها الناطقة عنها:
لا للتحالف العسكري الرأسمالي
لا لتجويع سكاننافي الريف
لا للطرد الجماعي للعمال
لا لطرد التلاميذ والطلاب وتشريدهم
ضريبة التبرع = ثراء الحاكمين
لا ليبرالية التعليم والصحة
بالدم واللهيب يتم التعريب
إلى غير ذالك من الشعارات التي أرتسمت على كل الجدران والحيطان في طول البلاد وعرضها خلال نفس الليلة ليلة انطلاقة الانتفاضة، واتبعت الكتابات على الحيطان بتوزيع بيان (منشور) سياسي يحلل الأوضاع، ويدعوا القوى الحية في البلاد إلى التظاهر وتنظيم الإضرابات والمسيرات الرافضة للواقع ، ولقد كانت استجابة الشعب لهذا النداء سريعة وقوية وفعالة حيث أعلنت النقابات العمالية والطلابية الإضراب العام على عموم التراب وشلت الحياة في البلاد مما اربك النظام القمعي وشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف العمال والطلاب والتلاميذ وبدأ مسلسل الأعتقالات والتعذيب، وخيم الخوف والرعب على كل بيت وأطلق النظام التهديد والوعيد وشن إعلامه الدعايات المقرضة قصد تشويه الحقائق وبث السموم والأباطيل، لكن ذالك لم يغير من عزيمة الشعب ولم يحد من احتضانه للانتفاضة و صمد الثوار في المعتقلات وخارج المعتقلات واستمرت الإضرابات والمنشورات و أدى التعذيب الوحشي في الزنزانات إلى استشهاد الشهدين كلا في معتقله تحت التعذيب و اشتدت الأزمة اختناقا وأرغم النظام على تبديل وجوهه واسمائه وسقط نظام الثلة الذي كان يرأسه هيداله في 12/12/1984.
من ذكريات تلميذ في السنة الرابعة رياضيات يومها الثانوية العربية
وقد وصف أحد سجناء 84 الصامدين: محمد الحافظ اسماعيل في تعليق له على هذه السطور قائلا 
بسم الله
هذه نتف مهمة من ذلك الموروث النضالي العظيم وتلك الانتفاضة الشعبية الرائعة لتستفيد منه الأجيال اللاحقة
على ذكر التعذيب الذي تعرض له مناضلو الحركة الناصرية في انتفاضة 84أذكر هنا بعضا من أنماط التعذيب التي تعرض لها الناصريون في تلك الفترة،وقبل ذلك أذكر أن مخابرات النظام في جلساتها الخاصة لمعرفة الطرق والوسائل التي ينبغي اتخاذها للقضاء على الحركة،توصلوا في تلك الجلسات إلى ضرورة اعتقال (7000)آلاف مناضل لإضعاف التنظيم لكن النظام عاجلته الأزمات الداخلية والخارجية فاضطر إلى تبديل الوجوه،أما أنماط التعذيب فكانت كما يلي:
*هناك عشرة زبانية من الشرطة تأخذ الشخص وتجره في تلك الساحة العريضة والطويلة(ساحة مدرسة الشرطة) حتى يشرف على الموت لطول وقت تلك المرحلة
*بعد ذلك تأتي مرحلة شد الأيدي والأرجل في مكان واحد على عمود من الحديد ويعلق في تلك الحالة ويتجمع الدم بسرعة في وسط الظهر فيخلف آلاما لاتطاق ولايمكن تصورها ويمكث حتى يغيب عن الوعي.
*وتارة تشد الرجلان فقط ويعلق بهما فيتجمع الدم في الرأس ولاتسأل عما في تلك الحالة من ألم يهدد بالانفجار
*وتارة تنزع الألبسة عن الشخص في البرد الشديد ويصب الماء البارد على الراس والجسم كله
*وتارة يأخذ أحدهم قضيبا فيشرب به الأعضاء التناسلية ويعلنون ان الهدف من ذلك ألايكون قادرا على الإنجاب مستقبلا
*وتارة يستخدمون الصعق الكهربائي،هذه أكرمكم الله بعض نماذج التعذيب التي خضع لها مناضلو انتفاضة 84المجيدة ورغم هذا كله لم يجدوا معلومة من هؤلاء الأبطال بل استمرت البيانات ترد على كل ما صدر من إذاعة النظام"

أحد, 07/04/2019 - 18:30