مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

تعديل برامج التعليم الثانوي تخبط وغياب رؤية واضحة

بقلم الأستاذ حامد التجاني ولد الشيخ

 

بنمط ارتجالي أطلعتنا وزارة التهذيب الوطني بداية هذا العام الدراسي بقرار تطبيق مقرر تعديل برامج التعليم الثانوي المكتوب في أغشت 2016 مكتفية بحملة تحسيسية لمنسقي المواد فأوكلت لهم مهمة تحسيس زملائهم حول التعديلات دون إشراك الأساتذة الميدانيين أو استشارتهم في عملية صياغة التعديلات. ويكاد ينتهي العام الدراسي الحالي وبعض الأساتذة ممن أحسوا بالتعديلات يحاولون جمع فحوى المقرر وما وسعهم من مواده بجهودهم الخاصة حيث لم يطلعوا على البرامج الجديدة ومضمونها وفق شكاوي بعضهم .

إن هذه الخطوة منفردة بذاتها من حيث الزمان وآلية التنفيذ والمغزى الحقيقي من ورائها، إن لم تكن محاولة إظهار أن هناك عمل أو إصلاح يتم المضي قدما في تنفيذه، ذالك الإصلاح الذي يجعل الكتب المدرسية الحالية خارج الخدمة لعدم احتوائها التعديلات المقررة، ليتضح بجلاء مدى التخبط وعدم وجود رؤية واضحة لدى الجهات المعنية لحل مشكل المنظومة التربوية ومدى نجاعة نظامنا التعليمي، مما يضعنا أمام تساؤلات عن المنهج التربوي الذي تتصوره وتضعه الوزارة ليضمن تخريج أو صناعة إنسان منتج وهل هذا المنهج التربوي يمكنه أن يضمن لنا هذه الرافدة، هل هو المنهج الكفيل بتخريج هذا الإنسان و ما هي مواصفات وشروط هذا المنهج؟ وهل منهجنا الحالي منهج تربوي أم مجرد برنامج؟ فالنظام التربوي الحالي ما لم يجمع كل الأساسيات التربوية الكفيلة بترقية الإنسان وتربيته لا يمكن تسميته نظاما تربويا.

والنظام التربوي يجمع التعليم التقني والتربوي والروحاني والاجتماعي وما إلى ذلك من العناصر التي إذا لم تجتمع في النظام التربوي لا يستحق أن يسمى نظاما تربويا، بل هو برنامج تثقيفي أو تعليمي أو أي شيء آخر، وثاني الشروط أن يكون هذا النظام وليد نهضة فكرية هي الأساس بالنسبة له وتكون له مقدمات فكرية فلسفية، قد تفضي في البداية إلى مناطحات أو مشاحنات لكنها تؤدي في نهاية المطاف إلى إحداث نظام تربوي يتعارف فيه الجميع ويرى فيه كل العناصر الضرورية لصناعة هذا الإنسان، فالسعي إلى هذا يسمى الفلسفة التربوية التي لاغني عنها في أي نظام تربوي. فما هي يا ترى فلسفتنا التربوية؟

 

اثنين, 19/03/2018 - 00:41