مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

الصوت المبحوح

عثمان جدو

 

من الجميل جدا أن تكون هناك أصوات معارضة قوية؛ تدفع بالنظام القائم - أي نظام - إلى تركيز جهوده حول خدمة المواطن و السهر على مصالحه وتطوير ذلك نحو الأفضل يوما بعد يوم.

 

لا ينكر مكابر -مهما كان- تحت أي ظرف؛ أن دور المعارضة الطبيعي يشكل دافعا أساسيا لتحسين العمل الحكومي و تصحيح مساره و إرساء دعائمه، لما له أصلا من قوة الرقيب و تأثير المتابع المهتم و الشريك الفعال، لكن هذه الصفات و ماتنطوي عليه من دلالات يختلف ويتباين، يتقارب أو يتباعد، يتماهي وينطبق أو يتنافر؛ حسب طبيعة الفاعل وحركيته وقوة تأثيره العكسي أو تلاقيه المتناغم مع شريكه في ذات الساحة التي تعتبر اللوحة الهامة لعرض و معالجة وتقويم و إصلاح و إنضاج مشاكل المواطن و بلورة حلولها المناسبة بوصفه محور الاستهداف بالنسبة لأنشطة كلا الطرفين.

 

لقد أصدر قادة المعارضة الموريتانية اليوم في إحدى المقاطعات الشرقية (تمبدغة) أصواتا كان بودي كأي مواطن يتطلع إلى معارضة قوية في الخطاب مؤثرة في الأفعال متماسكة النسيج ناصعة التاريخ مشرفة السيرة مستحسنة السريرة، تتمتع بالقوة و الفاعلية و متطلبات التأثير على النظام القائم بغض النظر عن طبيعة مساره أهي إيجابية أم ضد ذلك.

 

إن تناول الأوضاع المعيشية و ارتفاع الأسعار و الطرق و العلاقات البينية بين أطراف الأغلبية الداعمة للرئيس بهذا الخلط و الإسفاف غير دقيق و لا هو بمستوفي التبرير.

 

القول بأن حصيلة النظام القائم خلال عشر سنوات صفر يسيء أكثر إلى قائله؛ فبالرغم من حجم التطلعات الكبير وبالرغم من الخصوصية الجغرافية و ما تتمتع به البلاد من مقدرات ظاهرة و باطنة و مقارنة مع ما تم إنجازه لحد الساعة فإن الحصيلة إن لم تكن مرضية لكل الأطراف؛ بفعل الاختلاف حول الأولويات و بحسب تباين التقويم، إلا أن إنكار ما هو منجز من مشاريع شاهدة؛ يعد نوعا من محاولة الإلهاء في المكان الخطأ و الوقت الضائع.

 

إن من لا يستطيع الصدق مع المواطن الذي يرى بأم عينه و يميز بعقله و يدرك ببصيرته بعض المنجزات الخدمية الشاهدة، سواء في البنى التحتية - الطرق، المواصلات- أو في مجال التعليم -جامعات، مدارس متخصصة-هندسة- امتياز- معاهد..مع بنية عصرية ظاهرة، أو ما حدث على مستوى الصحة من تحول في طبيعة و اختصاص المستشفيات الوطنية، و الجاهزية الكبرى للجيش الوطني والعدة والعتاد التي بها أصبح فاعلا وطنيا على مستويات عدة إضافة إلى مجالاته الأمنية الأصلية وحاز بذلك الريادة في المنطقة و الشراكة الدولية و الحضور المشهود في مشهد التعاون الأمني الدولي.

 

من لم يتملك الشجاعة لقول ذلك بصدق و إن  ادعى التحدث عن مشاكل المواطن أو طلب المزيد لرفاهيته؛ لن يكون صادقا في ذلك و لا في عكس حقيقة المشهد و التعبير بجلاء عن الواقع ومكامن التأثير عليه. 

جمعة, 16/03/2018 - 00:27