مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

صور وكواليس مثيرة من داخل مركز "أمراض وجراحة العظام والحروق البليغة"

يعتبر مركز "أمراض وجراحة العظام والحروق البليغة"، أحد المرافق الصحية المستحدثة خلال حكم الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، بعد أن تم تصميم المبنى ليكون قسما للحالات المستعجلة، كان من المفترض أن تكون جميع المستشفيات تنقل إليه المرضى ومن ثم يتم توجيههم إلى المرفق الصحي اللازم للحجز، لكن نظام ولد عبد العزيز قرر تحويله لاحقا إلى مركز صحي خاص بجراحة العظام والحروق، دون أن يقوم طيلة عشريته بأية زيارة لهذا المركز الصحي، والذي شهد خلال الأشهر الأخيرة من حكم الرجل إقالة مسؤوله الأول في ظروف مريبة، ثم توفي من تم تعيينه خلفا له، ليبقى المركز يعيش وضعية جد صعبة لها تأثيرات سلبية عليه وعلى خدماته الأقل.

المرفق الصحي يشهد بشكل يومي إقبالا من مختلف أحياء العاصمة الموريتانية نواكشوط وحتى من خارجها، وسط غياب التجاوب اللازم مع الوافدين، حيث يظل المريض ومرافقيه ينتظرون مسير "الصيدلية"، لتسليمهم وثيقة التسديد لدى الصندوق والذي هو الآخر يكون مسيره -غالبا- خارج مكتبه أو غارقا في متابعة الإنترنت. في غرفة "المراقبة" -كما يسمونها- يجد المريض الصعوبة في التجاوب السريع معه، خصوصا في ساعات الليل، وبعد المعاينة يتم تسليم وصفة طبية وأخرى لإجراء فحوصات، لتبدأ المعاناة أمام "الراديو" و"المختبر" إلى جانب المعاناة في البحث عن الدواء، بعد قرار إبعاد الصيدليات عن المستشفيات، لابد من طول الإنتظار من أجل الحصول على المعاينة والإنتظار لخروج النتائج.

أما فيما يتعلق بالمعاينة أمام الأخصائيين، فإن المريض وأهله مضطرون للوصول إلى المركز في ساعات الصباح الأولى وإنتظار البواب أو من "يساعده"، للحصول على رقم للمثول أمام الأخصائي، حيث يخصص هؤلاء أياما في الأسبوع للمعاينة بالمركز، كما يجد من يريد العلاج انتهاج نفس الطريق للمثول أمام المختص في إزالة آثار العمليات الجراحية. ويظل المواطن في طوابير طويلة أمام غرف الأخصائيين وحتى مسؤولي التخدير،

ويعاني هذا المركز من قلة الغرف الفردية، حيث يصعب الحصول عليها إلا بشق الأنفس. في هذا المركز دائما يعاني المريض من أزمة الإنترنت، التي تمنع مسير الصيدلية ورفيقه بالصندوق من القيام بعملهما في الوقت المناسب، خصوصا وأنه في بعض الأحيان يرفض الأطباء المعاينة قبل إحضار وثيقة "التسديد" والتي يرتبط تسليمها بـ"الشبكة" التي تتعطل من وقت لآخر. يجد المواطن صعوبات كثيرة في برمجة العمليات بهذا المركز، حيث لابد من وسيط، وإلا فإن مصير المريض هو طول الإنتظار، وعندما تتم برمجة العملية فإن المريض وأهله مضطرون لإحضار مبالغ مالية معتبرة، إن لم يكونوا يتوفرون على تأمين صحي، فيتسلمون وصفة طبية بعدة أنواع من الأدوية والمعدات، بما فيها الملبس الخاص بالطبيب ومن "حوله" من مساعدين، ليخرج إليهم مريضهم وليس برفقته منها سوى ملابسه و"غطاء"، ثم تتالى الوصفات الطبية بعد ذلك، فتبدأ المعاناة في البحث عن الصيدلية، هذا إلى جانب المعاناة عند البوابة مع الحراس، الذين يتعاملون بعنجهية مع المرتادين على هذا المرفق الصحي.

ثلاثاء, 28/01/2020 - 18:30