عودتنا الظروف المناخية الصعبة في حياة البادية الى عدم المبالاة والتأقلم مع الظواهر الجوية الطارئ وعدم الاخذ في الحسبان الكوارث الطبيعية وما ينجم عنها من اضرار في الارواح والممتلكات ،
إن للطقس والمناخ تأثيرات مباشرة وكبيرة على نشاط الإنسان وعلى البيئة المحيطة به، حيث تفرض عليه سلوكا معيناً يتغير بتغير الفصول، فأحياناً يتحكم الطقس بصحة الإنسان وبنشاطه الاجتماعي والاقتصادي.
فالطقس يحدد نوع اللباس و المأوى وماذا يأكل الإنسان ومتى يزرع ومتى ينتقل من مكان لآخر. فجميع الأنشطة الإنسانية تتأثر بالطقس والمناخ والمياه وتؤثر فيها. ونحن نعيش على كوكب نشط والثبات فيه نسبي , والكارثة لا تقع إلا عندما نقف في طريق الظاهرة الطبيعية وتكون البنية التحتية اضعف من أن تحتوي وتستوعب تطرف الظاهرة .هذا ما نلاحظه موسميا فترة تساقط الامطار الصيفية على موريتانيا ،
فقد لوحظ أن نسبة 90% من الكوارث الطبيعية في العالم هي في الاساس ناتجة عن الظواهر الجوية ( المناخ والطقس والماء).و يمكن للإنسان أن يغير في البيئة إما سلبیا أو إیجابیا لكن الطبیعة مھما قویت تطلعات الإنسان للتحكم فیھا وتحویلھا لصالحه تظل باسطة سلطانھا الذي یتخذ مظھرا غیر متوقع وذي أضرار كبیرة، تلك ھي الكوارث الطبیعیة، فهي مجرد ظاهرات ككل الظواهر الطبیعیة التي تنساب جوف وسطح كوكب الأرض.
وإذا كانت أغلب الأخطار الطبيعية قد يتعذر تلافيها، فإن الأضرار التي تسببها يمكن تلافيها أو على الأقل التقليل منها إلى أدنى حد. فقد يرجع تعرض البلدان والمجتمعات إلى كارثة بعينها إلى موقع هذه البلدان والجماعات وضعف المباني و المنازل التي تسكنها كما هو الحال في المناطق الهشة من ولايات الوطن الداخلية عموما والمتضررة من هذه العواصف الرملية المفاجئة خصوصا ولايات لعصابة ولبراكنة وتكانت وغيرها، أحياناً يعقب أو يصاحب تلك العواصف الرملية أمطار سيما وأن العواصف غالباً ما تتولد بإذن الله تعالى في مقدمة المنخفض الجوي الجبهة الدافئة وكذا بمؤخرة المنخفض الجوي الجبهة الباردة ).
وبالتالي تكون الأمطار في بدايتها ملوثة بذرات الرمل والطين وذات لون بني أو أحمر حيث تقوم قطرات الماء بتنقية الجو من تلك العوالق وكلما كانت الأمطار كثيفة كلما تخلص الجو من كميات أكبر من العوالق الترابية وبالتالي يقوم المطر بدور إيجابي في تسريع نهاية العاصفة وتقليل فترة طيران الحبيبات فوق سطح الأرض وهذا غاية ما يتمناه الناس حيث الدور المزدوج للمطر تنقية الجو وتنظيف للأرض.
وفي حالة عدم وجود مطر مصاحب لتلك العاصفة الترابية فإن العاصفة تأخذ دورها في النمو بشكل ثلاثي ( مرحلة الصبا، يليها مرحلة النضج، وأخيراً مرحلة الشيخوخة) وكل مرحلة تمتد لدقائق أحياناً أو لساعات.
إن عاصفة الاثنين 04/09/2017 الترابية جاءت مصاحبة للجبهة الباردة. وخلفت للأسف عددا من القتلى والجرحى بلغ 15 قتيلا و زاد عدد الجرحى على 40 جريحا،وفي الاشهر الماضية في ولاية تكانت وهذه في الاسابيع الماضية ولاية الحوض الغربي وولاية ادراريوم 06/09/2017...
تشكل العواصف الرملية تحدياً كبيراً للإنسان في أي مكان من العالم إذ أنه لا يستطيع التحكم بها ولا التخفيف من حدتها بشكل عملي كما لا يستطيع تغيير مسارها وبالتالي تشكل خطراً يتعاظم مع حجم وسرعة العاصفة وتتنوع تلك المخاطر والأضرار والتي منها: ، توقف النقل البري وازدياد الحوادث، أضرار بالممتلكات، ، تلوث الهواء.......... وغيرها.
ففي صيف 2007 تضررت مدينة الطيطان اثر فيضانات عقب أمطار غزيرة خلفت وراءها خسائر فادحة مازالت في الذاكرة لساكنة تلك المنطقة ، ناهيك عن ضربات الجفاف المتلاحقة ، ان المتتبع لهذه الكوارث سيجد انها ليست بانتظام بل تختلف باختلاف الزمان والمكان ، ولكن ما نريده هنا هو الحد من الظاهرة والاستعداد لمواجهتها على الاقل وذلك حسب الاقتراحات التالية ، راجين من الجهات المعنية أخذها بعين الاعتبار وهي:
انشاء مركز للرصد المناخي والإنذار المبكر والاستشعار عن بعد والاتصال بشكل خاص في أغلب عواصم الولايات.
الاستغلال الأمثل للكوادر البشرية المدربة تدريبيا فنيا جيداً .
الرصد والمراقبة والتحليل وبالتالي الحصول على التنبؤ الدقيق للظاهرة التي قد تؤدي إلى كارثة و أخذ الاحتياطات اللازمة قبل حدوثها.
اعطاء أولوية للبحوث العلمية ذات العلاقة بالموضوع والتعلم من الدروس السابقة للكوارث.
تدريب الطاقم الطبي للإغاثة كذلك الحماية المدنية.
تقوية البنة التحتية القاعدية والتنمية المستدامة لسكان الارياف خصوصا.
تعليم السكان والأسر والافراد طريقة الوقاية من الكارثة.
تحفيز أهل الاختصاص وأخذ ارائهم بالاعتبار.
تعزيز التعاون الاقليمي والدولي في هذا المجال
بقلم / محمد عبد الله محمد المصطفى باحث في مجال البيئة والمناخ