تضاربت الآراء واختلفت حول عملية إعتقال أو إختطاف السيناتور محمد ولد غده فهناك من يرى أنها عملية مخابراتية من طرف الرئيس ودولته العميقة لصناعة الرجل وتهيئته لما بعد 2019 أي رئاسة الجمهورية الثالثة، وهناك من يرى أنها ليست إلا حِيلةً أراد الجنرال من خلالها أن يشغل الرأي العام المحلي والدولي بالمطالبة بإطلاق سراح السيناتور ويغُض الطّٙرْفٙ عن عمليات التزوير الواسعة التي حدثت أثناء عملية الإقتراع،ويعتقد آخرون أن علاقة السيناتور مع العدو اللدود لرئيس الجمهورية رجل الأعمال المعروف محمد ولد بوعماتو هي السبب.
بينما ذهبت أغلبية الشارع الموريتاني إلى أنها ليست إلا ردة فعل لدكتاتور مصدوم هزمته معارضته بمقاطعة الشعب للإستفتاء مماجعله يعيد حساباته في حريات التعبير التي طالما تشٙدقٙ بها مناصروه ويفتح صفحة جديدة من تكميم الأفواه والإعتقالات التعسفية والإختطاف والظلم وتقييد الحريات فكان السيناتور الشجاع أول ضحاياه مع العلم أن السيناتور فتح ملفات خطيرة جدااا كان يجب أن تُفتح وستُفتح عاجلا أو آجلا كٙمٙلفِ معركة اطْوٙيْلٙه وحادثة دٙگيْتْ ركبتي الشهيرة والمُثيرة للجدل مما أثار حفيظة الجنرال..
في جميع الحالات ومٙهْمٙا يكن سبب الإعتقال كان الرجل يستحق من أحزاب المعارضة -معارضة البيانات- على الأقل وقفة تضامنية أمام وزارة العدل أو بالأحرى وزارة الظلم، أو أمام مفوضية الجرائم الإقتصادية خاصة أن تاريخ ومواقف الرجل النضالية وعلاقاته الشخصية بقادة المعارضة كانت كافية لتشفع له عندهم، ولكن لاحياة لمن تنادي فهم كما عٙوّٙدُونا دائما النضال عندهم لا يتعدى كتابة بيان تنديد واستنكار، وبالرغم من الفرص الكثيرة والتاريخية التي قُدِّمت لهم على أطباق من ذهب كإعتصام الشيوخ مثلاً وتغيير العلم وتزوير إرادة الشعب وغيرها الكثير لم يقدموا من النضال أكثر من بيان على ورق.
بالعودة إلى ملف السيناتور نجد أن أغرب ما في الأمر هو أن التُّهم الموجهة لولد غده لا ترقى لمستوى المعاملة التى يُعامل بها الآن مع العلم أن نفس التُّهم -ولكن بجرعة زائدة- مُوجهة أيضا لرئيس الجمهورية فهو أول من تلقى الدعم من رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو هذا إذا افترضنا أن تلقي الدعم من رجل أعمال موريتاني الجنسية جريمة يعاقب عليها القانون، أما التسريبات فهي جريمة ارتكبها النظام بالتعدي على خصوصيات مواطن موريتاني لا لشيء سوى أنه يعارضه، وعلى ذكر التسريبات فإن تسجيلات أكرا ليست بالبعيدة.
أعزائي الكرام، عندما يُضاف إلى الظروف المعيشية الصعبة والمشاكل الكثيرة والمتنوعة التي يمر بها البلد من ارتفاع الأسعار ونسبة البطالة والفقر وانتشار الأمراض وغياب الصرف الصحي والتهميش، تكميم الأفواه أيضا والسجن ظلما وعدوانا يُصبح الأمر لا يطاق....
تٙحِياتي..