بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة "الأقصى"
كل المؤشرات تدل على احتقان قادم راجح، إن لم تحسب له الجهات المعنية لتلافي خطره غير المستبعد.
هل يتصور فريق أنه قادر لحسم التجاذب دون أن يقدم تنازلات جادة، قد تكون مؤلمة أحيانا أو غالبا حسب مزاج ووعي أو حظ أو توفيق الاعبين. فعناية ربنا وتوفيقه هي المآل وصمام الأمان بإذنه سبحانه وتعالى.
اللهم أصلح وسدد وقارب بين المتخاصمين، بعيدا عن الأطماع والعناد والأجندة الضيقة، التي هي الجارفة للمجهول في نفق معتم مظلم مخيف، قد لا يتهيبه إلا أصحاب اللب و البصيرة، وهم الأقلون في أيامنا ومجتمعاتنا المعاصرة للأسف البالغ.
وعود على بدء، أقول صهرنا لن يبرحها متعجلا أو وجلا على رأي بعض أنصاره أو العارفين به.
فالمسألة حسب تأويلات الراغبين مرة أخرى ، في الاغتصاب المكرر للوثيقة الدستورية الهشة الحماية للأسف البالغ... نعم يقال إنهم قد يحتجون بعدم انقياد الجيش في الوقت الراهن لغير نافذ منه، منتمى لمشربه الأمني العسكري الصرف، بحجة أن المؤسسة العسكرية لم تبلغ بعد درجة الطابع الجمهوري، وعلى منحى من الادعاءات الزائفة المفبركة أو الموضوعية المفحمة سينطلق الخلاف أو الاختلاف على المشروع السلمي الحضاري أوالتشابك العقيم المزمن لا قدر الله.
وبين هذا وذاك تدور التأويلات والتوقعات والتكهنات. وعموما لا يستبعد البعض إقدام الرئيس الحالي وحكومته ونظامه المثير للجدل على فتح الترشحات لمأموريات أخرى لصالح الحاكم مع غيره ممن تهمه اللعبة الرئاسية العبثية بامتياز في موريتانيا، وضمن جو احتقان مرتقب بقوة، إن لم يحصل حوار آخر، ضعيف احتمال الوقوع.
أقول سيكون من شعارات السلطة الحالية الراغبة في البقاء أكثر وأطول وقت ممكن في سدة الحكم، سيكون من أكثر شعاراتهم تداولا دعوى الاستقرار أولا، وعدم قدرة الطرف المعارض على تكريسه، و بدعوى ربما التجاذبات والانقسامات الحادة بين السياسيين المدنيين وعدم استعداد الجيش في المستوى والمنعطف الراهن للتغطية الايجابية على نواقص الحكم المدني ،الجمهوري ولو بنواقص.
أما الطرف الآخر، مهما كان صواب منطقه فسيظل محتاجا لواقعية زائدة، لأن "اصنادره" بايجاز لن يتركوا مصالحهم وأطماعهم ودعاويهم المدثرة بالشعارات الوطنية والتنموية المتنوعة، مع ما يسبق ذلك ويلازمه أو يتبعه باستمرار من فتاوى وعاظ السلطان والمبررين لكل لتصرفاته مهما بدت أحيانا بديهية الظلم ومكشوفة الأساس والتوجه والمسار.
فهل يواصل الرافضون عن حق وقناعة منحى النضال المسؤول إلى درجة الاختناق والانسداد المؤذى بامتياز للاستقرار الهش، أم يقبل سائر المعنيون بالجلبة التاريخية والخصومة العظمى ،حلا جامعا وسطيا منقذا من فتن كقطع الليل المظلم لا قدر الله.
وأقول إستدراكا لآخر مراحل التعسف العزيزي غير المستبعد، قد لا يكون لبعض العقلاء يوما وفي صميم المعارضة الراديكالية، إلا تشارك المركب بدهاء وطني مفرط غاية في بعد النظر على رأي البعض، وضمن –ربما- خطة أو حكومة جامعة بين أبرز المتجاذبين لحبل إستقرار المركب وسلطاته المؤثرة: موالاة ومعارضة.
ويومها قد تستقر السفينة الوطنية المهزوزة -بعد ثلاث سنوات على الأقل قبل الحسم - على جبل الجودي.
أما مسألة العهدتين إلغاء أو تثبيتا، فلن تكون وقتها مطروحة بأولية رغم أهمية درء أسباب الحكم الملكي العائلي الضيق أو الاستبدادي الأحادي البغيض المفجر، فبحجة أن الاستقرار أولى ستفض بكارتها عنوة إما عن طريق فلان أو علان من أصحاب الأحذية الخشنة والمبادرات الأنانية السقيمة.
فالاستقرار وبقاء دولتنا الهشة أولى، ويومها يبكى فقهاء السلطان على المنابر بحق أو بغير حق . الله أعلم بنواياهم. وأيام وأوقات تلك الفتن المدلهمة يبعث الناس حسب نواياهم للإصلاح أو الإفساد والانتهازية وركوب الموج المرعب المخيف بحق ،على مصائر الأوطان الغالية المهددة المختطفة، و الخيار مر بين الاغتصاب أو الذبح من الوريد إلى الورد.
معشر الأنانيين جميعا موالاة ومعارضة، احسبوها بدقة وبعد نظر بإذن الله ، قبل دخول الإعصار عين التأثير والدوران المفقد للقدرة على التأمل.
إني لكم جميعا نذير صادق محايد متجرد على الحق الأبلج باذن الله، اهرعوا إلى حديبية حوارية جامعة مخلصة بإذن الله. ولله الأمر من قبل و من بعد .