بقلم الشيخ ولد التراد ولد أحمد زايد
لاشك ان الجنرال محمد ولد عبد العزيز كان حاذقا وذكي جيدا حينما استخدم شعارات براقة ورنانة طالما لهف المواطن الموريتاني الى ان يراها واقعا معاش ، وبالتالي أستطاع بذلك كسب ود الناخب الفقير ، الفقير المنخدع بالسراب السائر آنذاك خلف وعد أطلقه الجنرال من مقاطعة عرفات
بأن يحقق له ماعجز عنه الأوائل ممن سبقوه وبأن يجعل من موريتانيا القديمة دبي اخرى وعاصمة للصحراء ثانية
هذا قول ولد عبد العزيز قبل تسع سنوات إلا ان التجربة اثبتت ان الشعارات كلما علت وتكاثرت انحدرت قيمتها في واقع الناس وفعلا هذا مايظهر جليا في واقعنا اليوم ،
فعند الحديث عن نهضة الجنرال المنشودة فأول يخطر ببالك هو شقق باريس التي ذكر السيناتور ولد غدة وأموال السنوسي وغيرها فلا شيئ تغيير في موريتانيا ولا جديد بها يذكر سوى أن الفساد اضحى مستشريا في كافة المجالات والقطاعات العامة والخاصة اذ لم تعد تجلياته خافية على كل ذي بصيرة وعقل هذا وان كان التعتيم على الامور يلف جل صفقات التراضي التي يقام بها باسم البلد، ولم يعد سرا كذلك ماوصلت اليه
وضعية المواطن المسحوق من تردي وتقاعس فاق التصور ،
فالاقتصاد هش والصحة والتعليم من فشل إلى آخر والاستثمار غائب وغيرها من أمور كثيرة
الخطر محدق والدولة بقائها مهدد ولا حديث اليوم سوى عن الإستفتاء الأحادي لتعديلات الهدف منها هو التفرد ب السلطة حتى وإن اقتضى الأمر بجعلها مملكة آل عزيز
هكذا يحدثنا التاريخ فيقول أن موريتانيا المغتصبة المخطوفة منذ سن الثامنة عشر من قبل العسكر قاطعي طريق الديمقراطية قد لاقت من ابنائها وفلذة الأكباد ما لم يلقاه عدو من عدوه، فهي في نظر كل مقبل جديد على الكرسي فريسة اسد أو بالاحرى مجرد قطعة كعكة يتم تقاسمها حسب المصالح الضيقة والمنفعة الذاتية ،
اليوم ينظر محمد وجمال ونورة وهدى وإبراهيم وغيرهم من أبناء هذا البلد إلى جولات الجنرال في الداخل وحملته في انواكشوط وكلهم أستغراب وتساءل ؛
أيعقل أن تكون موريتانيا بخيراتها وثرواتها وتراثها لعبة بيد هذا الرجل الصبياني ؟ ايعقل أن تعدم هذه الدولة ابنائها البررة وقت لشدائد؟
هنا يخرج علينا ولد اجاي المصيبة التي حلت بهذا الشعب الفقير ، ومن على شاكلته من المطبلين والمزمرين بقولهم لقد حقق الرئيس ولد عبد العزيز لشعبه برنامجا انتخابي كان بالنسبة لهم شيئ مستحيلا ،
يبدو برنامج الجنرال جد نهضوي ورائع ويبدو ان ماتحقق منه وسيتحقق هو فقط يقتصر على التباهي بشارع جمال عبد الناصر وشارع المقاومة ( عزيز) وترحيل المساكين بدل مساعدتهم ممن ضاقت بهم سبل الحياة ذرعا وضنك العيش في اكواخ منسية سنين عديدة الى فلات من الارض حيث لاماء ولامرعى بل هي رمال محمرة مصفرة لن تقيهم حر الشمس وصقيعها ولا شدة البرد في عز الشتاء ، ام ان البرنامج هو مجرد تباهي بارتفاع الاسعار بشكل صاروخي دون ما ادنى محاولة لتخفيف من حدة ذلك ، ام مساهمة ناجعة من فخامته في إنتشار البطالة بشكل متفاقم بين صفوف شباب الفقراء من حملة الشهادات وفي مختلف التخصصات دون ما شعور بالازمة الحرجة والمبادرة لحلها،
ام هو عنوان رئيسي لتباهي باعتماد سياسة الصفقات بالتراضي والمتاجرة بالاموال العامة وتحويلها الى ملك شخصي في حساب الرئيس ، ام افتخار بزيادة نسبة الفقر والفقراء بالبلد ودكاكين امل منشود لن يتحقق ولعل الاخيرة قد جعلت جل المنظمات الدولية تتوقع منه مجاعة كبرى في موريتانيا ان لم يسارع الى اسعافها وتداركها في الاجل القريب ،
ام هو اطلاق العناء للشركات الأجنبية للعبث بخيرات البلد كاحتكار الشواطئ من طرف الصين مدة 25 عاما والمناجم من طرف كينروس تازيارت،
إن من اشد مايثير حفيظتي اليوم كيف لرئيس العمل الإسلامي ان يرعى ممثلي المنظمات اليهودية في البلد ويقف عاجزا مكتوف الأيدي أمام حادثة ولد مخيطير ؟ ،
ان وحدة الشعب الموريتاني وتلاحم نسيجه الإجتماعي مسألة باتت تتداعى اليوم بفضل سياسات الجنرال الهمجية الخطرة وتوغله في خلق ثغرات ومساحات بين الأغنياء والفقراء ونعرات بين الأعراق ف اقل ما سينتج عن هذا التخبط هو انهيار المجتمع ،
من هنا عزيزي القارئ تبدو لك الصورة ناصعة والمشروع التجاري أكثر وضوح فالحقيقة هي اننا لم نرى موريتانيا الجديدة المنشودة و التي وعدنا بها بل ان القديمة لاتزال راسخة وفي ابهى شبحها السياسي لذا ويامن أردت لوطننا التغيير البناء والتجديد المزيف ، عزاؤنا فيك ان تترك دستوريا و ترحل فقد سئمناك