بما أنك أغتصبت السلطة ووأدت ديمقراطيتنا الوليدة، وبما أنك أتيت على الأخضر واليابس فى هذا البلد المغتصب، وبما أنك نهبت خيراته وفقرت شعبه، وبما أنك دخلت بهرم الدولة وواجهتها فى مسلسل من الفضائح يندى له الجبين وتقشعر منه الأبدان، وبما أنك فككت وحدتنا الوطنية، وبما أنك أعدت عقارب الساعة بهذا البلد إلى مربع القبلية والجهل والمحسوبية والرشوة والمبادرات والشعارات الزائفة.
ياسيادة الجنرال!!
بفعل سياساتك الرعناء وعدم أحترامك لهذا الشعب ودوسك على كرامته ومقدساته، ونهبكم المتواصل لخيراته وتجويعكم
له، وجعلكم له مستنقعا للمخدرات والقتل والإغتصاب، ومحاولاتك المتواصلة لجعل دستوره فضفاضة "داعة" من ثيابك تفصلها على مقياسك مهما شئت بمباركة ثلة من المتلقين الفاشلين من أبناء هذا البلد المسكين.
ياسيادة الجنرال!!
ضف ألى معلماتك المتواضعة :
أولا - أن التعديلات الدستورية ضرب من المستحيل تمريرها ﻷ الشعب يرفضها جملة وتفصيلا.
ثانيا - أن هذا العلم (علم موريتانيا) هو نتاج نضالات وبطولات أبناء موريتانيا وثمرة تضحياتهم فى ( لگويشيش ووديان الخروب والنيملان وأماطيل...) ليس ملكا لك أنت ولحلاحتك الفاشلة، إن هذا العلم علم هذا الشعب ماتت فى طلبه أبطال كما شابت تحت ظله وقدسيته أجيال، ولا أحد يملك حق التصرف فيه أو إهانته أو التقليل من شأنه مهما كان الثمن .
ثالثا - أن مأمورية ثالثة لسيادتكم التى هي مربط الفرس خطا أحمر ومحاولتها ستكون بداية ثورة يصعب التحكم فيها.
واعلم أيها الجنرال ان (فى الجماهير تكمن المعجزات ** ومن الظلم تولد الحريات).
سيادة الجنرال!!
إسمعها منى خالصة لوجه الله تعالى، وحفاظا على وجود ووحدة وسلامة هذا البلد المسكين.
فلا مخرج لك من هذه الورطة التى أنت فيها ولا مخرج لنا نحن من هذه الأزمة التى أقحمتنا فيها بأفاعيلك السياسية العشوائية والإرتجالية إلا بالتنحى عن الحكم فى هذا الظرف الخطير من حياتنا السياسية ووضعيتنا الإقتصادية والأمنية والإجتماعية المزرية، لكي تجنب موريتانيا الإنزلاق نحو الفوضاء والحروب اﻷهلية التى تتخبط فيها بلدان عربية كثيرة .
أنت عايشت سيادة الجنرال !! وشاهدت بأم عينك مافعل الشعب التونسى لزين العابدين، ومافعل الشعب الليبى لمعمر القذافى، ومافعل الشعب المصرى لحسنى مبارك، وما فعل الشعب اليمنى لعبد الله صالح وما قع لباگبو ويحي أديامى ...
فالتغيير قادم لا محالة، انت ياجنرال تراه بعيد ونحن نراه قريبا، وأعلم أنك تحتمى ببيت أهون من بيت العنكبوت.
وفى الختام أسمحلى سيادة الجنرال، ان أختتم بهذه النصيحة الغالية وفى شيء من الدعابة، تذكر جيدا المسيرات والمبادرات والأشعار والزغاريد التى وقعت فى عهد معاوية ول الطايع الذى كنت سبدى الجنرال حرسه الشخصى وذراعه العسكرى وماسمع من النفاق والتملق (الخير جان بأمجيكم ... واعليكم الشعب اتگان.) ، (امرشحينك مر أخر .. وامحلينك لهان ) ، (وامنين ماتترشح المأمورية ثالث لاه إحاكم الشب) ، (الهدية المتواضعة)...
فلا تغرنك الزغاريد والأشعار والمبادرات والمسيرات فكلها غبوبة وخرافة وخيال.