حين يغيب مفهوم الوطن الكبير خلف أفق النفاق تضيق دائرة الآمال لدى المواطن البسيط و الأدهى من ذلك و الأمر حين يتم تصديق الشعارات البراقة و الخطبة الرنانة من طرف قمة الهرم.
هكذا بدون تضييق أو تحذير تبدأ الحملة الإنتخابية و تخرج المبادرات من جحورها و تبدأ بالتكاثر و الإنتشار كالسرطان الخبيث تتلون بأسماء المثقفين و الوجهاء و الأطر و الجهات بل حتى أسماء المناطق و القبائل والأشخاص و تأخذ عناوين مختلفة من لم الشمل و رد الجميل إلى التمسك و الوفاء و الدعم ...إلخ لم تسلم شريحة من عدوى المبادرات و القاسم المشترك هو التضامن و الوفاء حتى من من كانوا بالأمس ينتقدون هذا الأسلوب و ينصيون أنفسهم أعداء له تراهم اليوم في المقاعد الأمامية يرددون معا إلى الأبد نعم للتعديلات... هذا كله من طرف واحد, يتسابق فيه الجميع الإضفاء الألقاب على رئيس الجمهورية فهو: المخلص و المنقذ و هو رافع التنمية و الإقتصاد و هو صاحب الإنجازات العملاقة و الجبارة و رئيس العمل الإسلامي وهو الشريف خادم المصحف الشريف و القاب لا يلقون لها بال قد "تهوي بصاحبها سبعين خريفا في النار"... و ساعات من البث الرقمي المباشر تارة و المسجل أخرى و كأنه لا شغل لهذا الوطن و لا خبر فيه غير المبادرات و لم تسلم أي قناة من ذلك وحتى المواقع الإلكترونية, ليبدأ مفهوم صحافة "البشمرگة" يظهر من جديد على أعين "الهابا" بعد أن إختفى تحت إعادة الهيكلة و حرية الإعلام ردحا من الزمن لتنهار دفاعات الخط التحريري أمام قاذفات الجشع و حب المال و المصالح الضيقة التى تبحث عنها المبادرات نفسها و التي قد تكون هي السبب الرئيس في فشل ما سمي حوارا قبل هستيريا المبادرات و الذي علق عليه المواطن آمالا كثيرة و أنتظره على أحر من الجمر, لتتلاشى تلك الآمال و يصبح الحوار "مونولوج", فبدل أن يكون الأساس هو الوطن و المواطن - من خلال التركيز على الأولويات كان أجل الإنتخابات هو الأجل الذي قضى على الحوار و أبقى على الإحتقان و الأزمات التى أقلها أزمة الثقة و كأن المعارضة أحست أن لا ورقة رابحة غير المقاطعة وهو القرار الذي أعتبرته أضعف الإيمان.
و بينما يبدأ العد التنازلي للإنتخابات العرجاء يقف المواطن بين مطرقة المشاركة و سندان المقاطعة و كأنه هو الوطن الذي ينتظر العاصفة تمر ليبقى مبتسما شامخا يردد: كم مر من أمثالكم و بقيت.
الشيخ ولد محمد سهيل