مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

مقاطعة أوجفت تلهث تحت لهيب العطش و الجهل و الحرمان والنسيان و التخلف

في زيارة خاطفة  لمدينة أوجفت القديمة والعريقة ،ذهلت، دهشت بعيد وصولي ، كانت المدنية زهرة و نور،و شعاء كبيرة المعنى والمضمون واليوم صبحت خالية من معالمها الأصلية الشامخة ، اتسعت لله الحمد وغابت منها وعنها روح المبادرة والعمل و لا احد يتحدث عن الهم العام ، انه الملل ،التعب المخيم في الأجواء وعلى الساكنة ، كأنها فقدت الأمل في نفسها و في التنمية والحياة الطبيعية كسكان الولاية التي كانت في صدارتها 

ففي حديث عابر مع بعض السكان عن المقاطعة و مكانتها لما تتمتع به من قدرات  نخبوية  اقتصادية ، ثقافية ،سياحية  يقولون، كانت، و اليوم تراجع او زال كل شيء فالصحة والتعليم لعبة لتغطية الوظائف و الموظفين .فالتعليم  يعاني تدور لم يعرفه قط من قبل ، انتهت السنة الدراسية والثانوية نعاني نقصا شديدا و حاد في المدرسين،استعرت مدرسين من الابتدائية ،ليتضاعف النقص في المدارس بالإضافة إلى مشكلة المقاعد المعدومة مازال بعض التلاميذ الابتدائيين  يجلسون على الحصائر ان لم اقل الرمل ،عيب ، مخجل ،لا منتخب و لا إطار يتحدث عن المأساة، سألت، كم ينجح في الباكلوريا ، قالوا ، ليس من أحلامنا  .أن الثانوية معرضة للإغلاق، فالتعليم هنا ليس لتك الغاية بل لذر الرماد في الأعين،أظن أن جودته تقاس بمستوى إفرازاته لا بفشله أما الصحة  فهي من أهم القطاعات الخدمية التي يسرى عليها كلما يسرى على غيرها ،و لبلوغ الغاية هل ثمة دواء، مستلزمات أخرى و استعداد  طاقم و؟

لقد كان القوم (السياسيون و أعوانهم )يتحدثون سابقا أن عجلة التنمية يعرقلها غياب الطريق، و اليوم زال الوهم  ولم يتغير شيئا ،لهذا خيم على الجميع الملل و النكد و أصبح الكل يفكر انه لا مناص من تغير الواقع المر وهو ما جعل الشباب يبرز و يستيقظ لإنشاء مبادرات قيمة  لانتشال الموقف لكن للأسف الشديد  يتعرض للمضايقات والهجوم  بطريقة مكشوفة ، مبادرات تحتاج التفكير و التمعن بجدية و ثقة حتى تتصدى للضغوط ، منها المحاظر، نثمن دورها في تحفيط القرآن ونشعر العلوم الإسلامية في حين كادت  المقاطعة تفقد دورها الرفيع في تلك العلوم ، وكذلك النادي الثقافي و التنموي، هم الشباب  دخول المعمعان و انتشال المقاطعة من الركود واليأس و التعاسة المخيمة  ،لا ليلعبوا دور المنتخبين و غيرهم أو يحلوا محلهم، لا، بل ليلعبوا دورهم الطبيعي المنوط بهم لتنشيط وتفعيل التنمية وتحريك عجلتها و نشر الوعى في المجتمع  ودفع الثقافة نحو الأفضل ، واللذين  يتصورن ان إجراء  الشباب هذا تهور و طفيلي  فهو واهي.

كنت أتصور أن دور السلطات ،المنتخبين ،الأطر و المثقفين و المجتمع المدني هو التعبير عن حاجة السكان كلما احتاجوا و طرح مشاكلهم و البحث لها عن حلول و إلا فان ميزتهم عن السكان وهمية و لا معنى لها ،إنهم مطالبون أكثر من غيرهم بتوفير الخدمات سواء كانت نظرية كالأفكار القيمة و المادية كالمشاريع و تنفيذها و إنشاء المراكز للتكوين  المهني وإنشاء صناديق للدعم على سبيل المثال لا الحصر :شراء مولود كهربائي اذا تعطل كما هو مزعوم اليومأو لشراء شاحنة لتوزيع المياه لتفادى العطش فترات الصيف  ، و فتح مقاهي لتسلية و تلاقى الجمع لتبادل الأفكار والآراء حول موضوع ما ودعم النوادي لإحياء الأنشطة الهادفة ، يا الاه أنها مقاطعة بدأت تختفي رغم قوة صراعها مع عوامل الطبيعة وقوة ضغط الهجرة التي ستغيرها ديمغرافيا ،من حيث التسجيل الخارجي و الهجرة إليها من الريف بعد إغلاق مدرسها ،وتجعل منها بلدية معرضة للتراجع عن مكانتها الريادية في الولاية على جميع النواحي ،

ذهلت،صدمت عندما سمعت  بعد صلاة المغرب البعض  المواطنين ينادى توجهوا جنوبا إلى أهل فلان،غربا ،شمالا ،و شرقا ابحثوا لنا عن قطرة ماء لشرب ،و ربما تصورت صوت يخفت في أذني كأنه ينادى توجهوا إلى السماء رببنا سقيا ،أنها القصص و الروايات المذهلة والمخيفة و الخجولة عن  النسيان و الإهمال و التخلف،فالتعليم غير موجود نهائيا بالمعنى الإنتاجي و سيختفي قطعا  فالصحة والتنمية و الثقافة كأنها قصص أفلام الخيال الوهمية والحديث عنها سخرية، هل تتوفر لسكان المدنية الحقوق الطبيعية البسيطة التي لا تحتاج تدخل منتخبين ولا اطر ولا مثقفون: كالعطش و المرض و الجهل و التخلف ، ففشل التعليم والتسرب المدرسين و التلاميذ، النسيان، الحرمان،لقد يشعر الزائر إن المقاطعة  ساحة لصراعات شرسة فئوية عديمة المنفعة و كأنها تعيش في القرون الوسطى بأساليب وألقاب و مفاهيم تجاوزها الزمن ،

فهل للمدينة من يتحدث عنها ،السلطات و المنتخبون الأطر غائبون ،أهملوها ،لا مجتمع مدني لتوعية السكان ، لا تنمية، لا مراكز للتكوين  و لا نوادي ثقافية والرياضية و لا حتى زيارة المقاطعة خارج أوقات الانتخابات ،فالسكان يدركون أن قيمتهم السياسية و الانتخابية معدومة لكون أغلبية المسجلين في المقطعة من خارجها أو ما يسمى بمواطنين " الكــج " أو مواطنين 24 ساعة ،قوم يساقون و يحشرون كالقطيع وينقولين بعابرات الصحراء، سيوف حادة مسلطة على السكان المحليين لأهانتهم  و احتقارهم و دسهم و حرمانهم من حقهم  الطبيعي في التعبير عن أصواتهم و حاجياتهم  فإن عبروا فصوتهم باح و لا يؤثر،

لقد  قرأت بعض الكتابات القيمة عن المقاطعة  تتحدث عن واقع  مؤلم  بما فيه الكفاية  ولم يساعدني الحظ ا ن أقرا وجهة نظر المعنيين بالرد عليها ليتضح الواقع  من الناحية الموضوعية و العملية وتحديد مسؤوليات الأطراف : سياسيين ،منتخبين ،اطر،مثقفين ،شباب و المجتمع المدني و الإدارة و الأعيان

لقد كانت المقاطعة تحتل مكانة معتبرة قوية في جميع الميادين، تركها السلف رحمه الله و اليوم ، انه من العار ان يتعامى عنها الجميع لغاية في نفس يعقوب حتى تنتثر و تتبعثر ثم تزول و لتفادى التشاؤم الملاحظ فانه من المطلوب المساهمة الفعالة في فكرة و مبادرة الشاب الثقافية والتنموية و دعهما من طرف الجميع بعيدا عن جميع الخلافات الضيقة و تأطيرها بتقديم الرشد و النصح الموضوعي و الفني وتسهيل الترتيبات الإدارية و المجتمعية وتوفير المستلزمات الضرورية للمشاريع التي يتصورن انشائها و تنفيذها  بالدعم و التمويل  حتى تسترجع  المقاطعة مكانتها  و وجهها الحقيقي الذي كنا نعرف عليه

أملي نقاش الموضوع بكل موضوعية و جدية

اسلامه ولد محمود

 

ثلاثاء, 30/05/2017 - 10:44