د.محمد المختار دية الشنقيطي
عدد غير فليل ومختلف الاتجاهات والأغراض والأهواء من الملاحظات والاعتراضات التي وصلتني على الخاص ومنها ما تلقيته مباشرة من زملاء لي دكاترة في الجامعات حول سلسة مقالاتي الأخيرة، والتي قال لي البعض منهم أنها ببساطة إنجاز جماعي قام به حزب الإصلاح والتنمية(تواصل)، ووقعه بسمي، وتنشرهم جريدتهم الالكترونية، وهذا مع العلم أن قيادات الحزب تتبرأ مني،
وأني لست من قيادات الحزب ولا من المتحدثين بسمه، ومالي ولتمسك بالفكر والمنهج لإخواني، وهل كل ذلك الغمز والمز في مقالاتي لشيوخ ما يسمى بالوسطية والاعتدال نقصد به أهل الفضيلة، ومالي ننتقد الظلم والجور والفساد، ونظلم الرئيس عزيز بغمط إنجازاته، ونغض الطرف عن فساد وظلم واستبداد المعارضة، عدد غير قليل من الملاحظات أغلبها من زملاء دكاترة وإعلاميين ورجال السياسة لنا بهم صلاة ومعرفة منهم من هو في الداخل البلد ومنهم من هو في الخارج، وقد كان الخاص على الفيس بوك والوات ساب هما الحاميلان لأغلب تلك الملاحظات، وعليه فإنني سوف أبين هنا قدرا كبيرا من فهمي وقناعتي نحو تلك الملاحظات المقدرة في نوعها والمحترمة لأصحابها رأي وقناعة، والمقبول من طرفنا ما فيها من نقد لي شخصيا؟
أولا: كون مقالاتي هي إنجاز جمعي قام به الحزب ووقعه باسمي، فهذا لعمر الله إفك من القول وتقدير خاطئ والتهام كاذب، فلا علم ولا صلة للحزب بتلك المقالات ولا ما فيها من مواقف وآراء إلى كعلم أي قارئ قرأها، ولا من طبيعة أهل الحزب تلك الممارسات والأعمال وهم يمتلكون من الشجاعة والمشروعية ما يمنعهم من فعل ذلك، واللجوء لتلك الأساليب؟ .
ثانيا :كون قيادة الحزب الرئيسين محمد جميل ومحمد غلام يتبرؤون مني، فهي نميمة خسيسة كاذبة متهالكة، لا سبب ولا موجب لها لا على مستوى عمل أقوم به أنا، ولا ذلك من خلق الرجلين ولا من منهجهما في العمل، والرئيس محمد جميل رافقته من بواكير الشباب ووجود الحركة الإسلامية في موريتانيا، ولا أعلم شخصا سياسيا في هذا البلد أرفع منه همة ولا أطهر لسان، ولا أصون لعرض إخوته بل وحتى خصومه، والرئيس محمد غلام عرفته من حين انتسابه للحركة، وقبل أن تجمعكم أنتم به مجالس القرابة والصداقة والسياسة التي تزعمون وهو من الجيل الثني، وهو قطعا ويقينا من الربانيين فيه، والعاملين بصدق وعفة واخلاص، ولا علم لي بخلاف لا في الفكر ولا في العمل بيني وبينه، يستوجب منه ذلك الافك الذي تقولون عنه وتزورونه عليه وحتى لو كان فلن يخصكم أنتم بقوله !
ثالثا: أما أني لست من قيادات الحزب، ولا من المتحدثين بسمه فذلك مقام لا أتمثله لا في أقوالي ولا في مواقفي، وصفة لم أنتحلها، وهو شرف لا أدعيه، وتهمة لا تزعجني والله ؟.
ورابعا: أما عن شيوخ الحزب ومنا ضليه من منسوبي الحركة الإسلامية، فلا أقول فيهم إلا كما قال الشاعر: منا الذي اختير الرجال سماحة *** إذا هبت الرياح الزعازع
ومنا الذي أعطى الرســول عــطــيـــة *** أســرى تميم والعيــون دوامــع
ومنا الذي يــعــطى الــمئيــن ويشتري *** الغوالي ويعلو فضله من يدافع
ومــنــا خــطيــب لا يــعــاب وحــامــل *** أغر إذا التفت عليه الـمـجـامع
ومـنــا الــذي أحــيــا الوئيد وغــالــب *** وعمرو ومنا حاجب والأقــارع
ومــنــا غــداة الــروع فـتـيـان غــارة *** إذا متعت تحت الزجاج الأشاجع
ومــنــا الــذي قـاد الجياد على الوجا *** لنجران حتى صبحتها الـنـوائــع
أولــئــك آبــائــي فــجــئــنــي بمثلهم *** إذا جـمعتنا يا جرير الــمـجـامـع
همة وتطلعا وعملا وطهرا ونقاوة واعتصاما بقيم ومثل الدين كما عرفتهم أنا لا كما عرفتموهم أنتم، والظاهر بزعمكم الكاذب أن هناك جماعتان وحزبان بذلك الاسم إن صدق ما تقلون وأجزم أنكم غير صادقين، ويدفعكم الحسد البغضاء والعداوة والكراهية وهي أنور ترد شهادتكم عنهم؟
خامسا: أما عن صحقة"موريتانيا الآن" فلامعرفت لي بهم سابقة تسمح لي بتصنيفهم، ولم ألتقي بهم أبدا، وما أعرفه عنهم أنهم صادقون مع أنفسهم، ومع مهنتهم، وذلك وحده هو السبب في أن ينشرون لي كما ينشرون لغيرى ومن غير تنقيب ولا تفتيش؟.
سادسا : مالي وللتمسك بفكر ومنهج الإخوان، فذلك لقناعتي أن فكر ومنهج الإخوان نور يتفجر من عمق الظلام.. ينير درب السائرين .. يزرع على جنبات الطريق مشاعل الهداية.. ويصرخ في الركب : أنا نور هذا الكون إن هو أظلم!
لكي تشرق الشمس من جديد على زوايا الخمول والنسيان والضعف والهوان جعلوا رسالتهم : إننا ندعو بدعوة الله، وهي أسمى الدعوات، وننادي بفكرة الإسلام، وهي أقوم الفكر، ونقدم للناس شريعة القرآن، وهي أعدل الشرائع لهذا أتمسك!.
سابعا: أما ما أسميتموه بالغمز واللمز وهل أقصد به أهل الفضيلة، فأقول شيوخ أهل الفضيلة شيوخي بهم في علمهم أحتفي، الشيخ الرئيس عثمان والشيخ الفقيه العالم محمد فاضل، هم شيوخي أكن لهم من الحب والود والتقدير بقدر ما عندهم من العلم والفقه والعمل والتاريخ في الدعوة، وما أشرتم إليه أوجهه لكل من تمسك بتلك الرذائل التي أنتقدها بغض النظر عن صفته وهيأته وموقعه؟.
ثامنا: ومالي ننتقد النظام ونبخسه حقه، ففي نظري أن تلك المقالات ليست في وارد التصفيق والتزمير، ولن نجد إذا أردت ذلك موطأ قدم ولا ما أقوله لكثرة من سبقني ولكثرة ما قالوا في ذلك، من ما هو واقع وما ليس بواقع، ولأني بمقاييسي ومعايري، التي أنظر بها وأحكم، لا أرى تلك الإنجازات التي تقولون في مقابل تلك الإخفاقات والفشل الذي تكتمون؟!
تاسعا: أنني أغض الطرف عن فساد وظلم واستبداد المعارضة، فهل المعارضة يا سادتي تدير مؤسسات الدولة، وهل هي مسئولة من موقعها المعارض عن نهب المال العام وفساد الموارد واللعيب بخدمات الدولة وهل هي مسئولة عن حقوق الناس في التعليم والصحة والخدمات وتشغيل العاطلين عن العمل وإقصاء الكفاءات المعارضة عن مؤسسات الدولة، وإفساد القضاء والعدالة مالكم كيف تحكمون، والله يقول وقوله الحق:{ ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به برئ فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا}، فالذي يصح ويعقل أن ننتقد فيه المعارضة هو أداؤها السياسي في العمل النضالي ومدى قدرتها على كشف أخطاء الحكومة وانحرافات المشروع السياسي في البلد، وما أظن أن لنا تقصير في ذلك؟!