تعرف العاصمة الإقتصادية نواذيبو هذه الأيام، حراك سياسي محموم بفعل الاستياء العام الذي يطبع الساكنة الأصلية نتيجة تغييب أطرها والتهميش الملاحظ منذ بعض الوقت علي مستوي النخبة الفاعلة في المشهد السياسي، مما ولد حالة من التذمر اتجاه النظام .تمخضت عنه مواقف متباينة ومتنافرة في معظمها.
حالة عدم الرضي تأتي في وقت جد حرج، نتيجة الضغوط وارتفاع الأصوات في شتي أرجاء الوطن بعد ردة الفعل المغاضبة من مجلس الشيوخ الموريتاني علي التعديلات الدستورية، الشيء الذي أنتج مواقف متباينة من مستقبل العملية السياسية، خاصة المتعلق منها بمخرجات الحوار الوطني.
وضعية المدينة السياسية تعرف كذالك غياب معظم أطر المدينة عن الواجهة وانشغالهم علي مستوي نواكشوط مع فراغ بعضهم لمهامه الخاصة بدل مصالح القواعد الشعبية، مما ولد حالة من الغضب علي النظام تكاد تصل حد القطيعة في وجه زيارة الرئيس المرتقبة للولاية، والتي سيتم خلالها تدشين مجموعة من المشاريع الحيوية و الهامة للوطن بصفة عامة.
مدينة نواذيبو عرفت ارتفاع عدة أصوات في الآونة الأخير نتيجة تردي مستوي الأوضاع المعيشية خاصة بعد إخفاق مشروع المنطقة الحرة في تحقيق أي تقدم يذكر يرجع بالنفع علي المدينة و ساكنتها، مما ولد حالة من الاستياء العام اتجاه نظام ولد عبد العزيز بصفة عامة، مع تحميله المسؤولية عن التبعات السلبية للوضعية الاقتصادية والاجتماعية المزرية. زيادة علي الانتقادات اللاذعة التي تنصب علي قيادة المنطقة الحرة العاجزة عن تسيير هذا المشروع الإستراتيجي للبلد.
كما تعرف هياكل الحزب الحاكم، غياب مطلق عن الساحة السياسية نتيجة ضعف الكادر البشري والتركيبة الأصلية العاجزة عن تسيير الشأن السياسي المحلي وهو ما جعلها تموت موتا سريريا في وجه مختلف المناسبات السياسية، إضافة إلي تغذية الصراعات مع تصاعد الخلاف مع الساكنة التقليدية التي ظلت ترفض التعامل والتعاطي مع قيادات محلية، تعتبرها دخيلة على المكون الجهوي وخارجة علي التمثيل السياسي المحلي.