قبل أن أجيب -وأنا في قمة الإحراج- على السؤال سأحدثكم قليلا عن مقاطعة أوجفت..
عندما تدخل مقاطعة أوجفت تشعر وكأنك تدخل على عير من عير قريش حيث لا طرق معبدة ولا أسواق عصرية ولا معلم من معالم القرن الواحد والعشرين، مقاطعة أوجفت هي تلك البقعة المعزولة وأولئك الناس الطيبون سيماهم في وجوههم من أثر الظلم و التهميش والإقصاء، هي تلك البقعة حيث لا ماء ولامرعى ولا صحة ولاتعليم، أقسام الباكلوريا تدرس من قبل معلمي الابتدائية ،لاسيارات إسعاف لا أطباء لاتنمية لامشاريع ولا شيئ غير الرمال وأشعة الشمس الحارقة..
ولكن المفارقة هنا هي في كثرة أطر المقاطعة وتوغلهم في المناصب الحساسة وقربهم من رئيس الجمهوريه وولائهم اللامشروط له، حيث أنهم يمتلكون نصيب الأسد من النفوذ في الدولة والمال، لكن لا حياة لمن تنادي.
تعاني مقاطعتنا من هشاشة الطبقة السياسية والإهمال من طرف الدولة كيف لا وأطر المقاطعة ومنتخبوها يلهثون وراء مصالحهم الضيقة يتنافسون فيما بينهم لكسب رضا السلطان وأكل الأخضر واليابس على حساب أبناء جلدتهم، حولوا أوجفت إلى مستنقع للأحقاد والطوائف والخلافات والمشاكل لم يراعوا فيهم إلا ولا ذمة ولا عشرة ولا قرابة ولا دما، لم يشهد لهم التاريخ يوما بعمل يصب في مصلحة المقاطعة، لم تدخل في أوجفت قافلة طبية يمولها أحد أطر أو رجال أعمال المقاطعة لم يمولوا مشروعا و لم يوظفوا شابا من حملة الشهادات الذين تعج بهم المقاطعة، حتى الطريق المعبد الوحيد الذي يفك العزلة عن المقاطعة حاربوه ورفضوه لكي تبقى المقاطعة في عصور ماقبل التاريخ وقبل الجغرافيا ويستمر مسلسل الإنتهازية والإستغلال والمصالح ، لايدخل أطر أوجفت أوجفت إلا للضرورة القصوى أيام السياسة والإستفتاءات ليلعبوا على عقول السكان الطيبين وبعد إنهاء المهمة ينصرفون ليلا لكي لا يذهب معهم أحد في سياراتهم الفاخرة..
هؤلاء الأطر يحشدون الآن ويستعدون للتقرب من رئيس الجمهوريه عن طريق التعبئة للتغييرات الدستورية ولكن أنصح الرئيس بأن يعتمد على غيرهم لأن الشعب الآن أصبح أكثر وعيا وفهما ولن يقبل بإستغلاله مرة أخرى.
سيدي محمد ولد الإمام