مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

المعارضة بحملة قميص عثمان ...

 11 مارس: فشل  مسار، وسقوط  رهان؟

وخز الإبر.. لمن لا يأخذ الدروس، و لمن لا يستخلص  العبر؟

راهن الواهمون علي أن البرلمانيين  والشيوخ الذين  هم الكتلة التشريعية للنظام،  سيخرج منهم عن الإجماع عناصر يرفضون إجازة التعديلات الدستورية ، التي أقرت في الحوار الشامل   الأخير،ولكن  بدا أن هؤلاء (المغاوير)، قد ينتقدون  العوز الظاهر في المؤسسة السياسية التي تقود  الأغلبية ، والاختلالات الناجمة عن ذلك في الحكومة ، لكنهم  برهنوا دائما عن احترامهم للمسار العام للأغلبية الداعمة  ، ووفاءهم الصارم لخيارات رئيس الجمهورية، الذي  عبر بالسفينة إلي بر النجاة، خلال عشرية  معتمة ، غرقت فيها سفن السلم الأهلي، و الحكامة السياسية، في العديد من دول الساحل والصحراء ، وتاهت  بوصلة أعرق  وأغني البلدان الممسكة بموانئ العبور، ومراسي التبادل عبر البحار.

خرج حملة قميص عثمان في مسيرة11مارس،  وهم  يتحلقون حول منصة   يعتلونها  كل فترة ، كل ما خرجوا خاسرين من معركة انتخابية  أو حملة دعائية ، وتفرس الموريتانيون في نفس الوجوه التي لا شيء يجمع بين شتاتها ،  غير الصراخ ، والسباحة عكس التيار.

بعضهم يستقوي ببعض، ويبنون بناء  العنكبوت، وهل هناك أوهن من بنيان المتخالفين في الفكر ، المتباينين في المصالح ، الذين لم تجمع بينهم الخنادق، و ليسوا أبناء علات واحدة.

 هذا يلمز المقاومة لأنه  عاش سبعين حولا يحارب أمجادها ، وأبطالها  وقيمها، وهو مكتوب في كناش  جواسيس السفارات الأجنبية ، وعبدة الدينار والدرهم.

عن أي علم يتحدثون، عن العلم الشيوعي، أوعلم التنظيم الدولي، أو علم المستعمر الآفل، أو  أعلام الحركات الماسونية، والحزبية ، والطائفية.. والشعوبية ... 

حقيق  بأمة المتخالفين (دسترة  حلفهم)، فلا  وئام بين هؤلاء، في البرامج ، ولا انسجام في الرؤي، ولا التزام في الانتخابات ، وهذه معالم طريق ، لا يمكن أن  تقنع أغلبية الموريتانيين، أو  تحمي  رموزهم الوطنية.

تتذكرون   أنه عندما قرر  النظام محاربة الغلاة الإرهابيين  في جمهورية مالي، نكص هؤلاء ،  وهان عليهم دماء وأشلاء جنودنا ،و رفع ( حلف  المتخالفين )شعار: الحرب بالوكالة ،

 وكم  رحلة مكوكية عنقوها ، أو  حلفا من الأحلاف حاكوه ، أوبيانات ورق   صاغوها.. لكن وخز الفشل، وانكفاء الارهابيين ، ونجاح حماة  الثغور،  لم يستخلص منه هؤلاء  أبسط العبر، و أعظم الدروس.

ويوم  جاء صيف قان من دماء الأبرياء،  سمته الشقراء كوندلارايز: الفوضي الخلاقة، والمخاض الأليم ، اجتمع المغفل والحليم ، و المصلي والسكران ، والمستهزئ و المتحنث، من هؤلاء في يوم الزينة ، علي شعار : ارحل، وارحل  الآن.. وأحرقوا كل المراكب والكتب ،  في الفصول  الأربعة: صيفا ، وربيعا ، وشتاء، وخريفا،.. لكن الفشل الذريع..  في الرؤية والمآلات، لم يتح لواحد من  زعماء حلف  الراحلين ، المتخالفين ، شجاعة أن  يستقيل  عن حزبه ، أو يصوم ويتوب من قسمه غير المبرور.

و حتي عندما مرض الرئيس، وهي فترة تضامن وطني،  وتآزر في كل دول العالم، كان الدستور ومواده، أغنية وأحجية، وأصبحت السلطة مزادا علنيا، للمنقلبين علي القيم ، وكهانها من  فلول  الكادحين والمنظرين للمانيفيست.. العرقي ، والديني، والطائفي..

عاد الرئيس مكرما .. لبلد تبين أن فيه (رجال ) .....صدقوا  ما عاهدوا الله  عليه ، أوفياء إذا ادلهمت الخطوب  ، وطاشت العقول ، زاهدون في السلطة والقمرة.. أقوياء في صمت و وقار ،   وأمناء في محبة و وفاء، وأخلاء لايدخل بينهم الوشاة، ولا  يضيرهم ثأثأة  الهاربين الي جمر الحقد، أجسادهم  أكلتها كراهية الحسد، كما  تأكل النار الهشيم.

رجال  يؤمون  التراويح ،  ويحبهم عمار المساجد، أبناء الصالحين ،مشائخ  دوحة خير،شهداؤهم  قتلوا كبلاني ، وكفاح مقاومتهم  سجل يترنم به الذاكرون والمسبحون، لا يركنون  الي مؤامرات أبناء   الأميلزة ، و عملاء دول الجوار ، و أزلام  الطابور  الخامس  في  ..  كتب شهداء بلدنا  بدمائهم  أعلامهم ،  وكتب  مقاومونا  بنضالاتهم   وصيتهم  المتمثلة  في  قول الله  عز وجل  علي لسان ابنة شعيب:( يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوي  الأمين ).، و هم يدركون سر الحكامة في قول رسول الله صلي الله عليه وسلم  لأحد حوارييه  أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في الصحيحين: ( إنا  لا نول هذا  الأمر  أحدا طلبه  أو حرص عليه )..

تقول الدروس والعبر.. التي كتبها الجيل الجديد من الموريتانيين في  الألواح:

هذا  الأحمد العزيز   ورفاقه ، أعطوا كل الفرص للموريتانيين حكاما وناخبين ، وسياسيين من مختلف المشارب .. ليختاروا شبابا، وشيوخا، ومدنيين وعسكريين، أجندة التغيير، وأخذ العبر والدروس..  وليتحاوروا حول خياراتهم، ومنهج التداول السلمي للسلطة بين جميع نخبهم ، وجميع  مشاربهم.

و الدروس والعبر المستخلصة ، تقول لكم اليوم: بإمكاننا، أحزابا وجماعات، أن نتساهل ونتحاور، بدون   حدود فاصلة، و أن نتجادل   ونتماري  علي  جميع مقاعد القطار،  باستثناء قمرة القيادة.، فهذه  الأمة الفريدة ، وهذا المجال الجغرافي العاصف  .. وتجارب الشعوب العربية والافريقية  المريرة من حولنا..   ومآلات الصراعات في قارتنا، وفي مشرق ومغرب أمتنا المسلمة...

تؤكد أن السلطة في أرض  البيظان   لايمكن  أن يستلمها الا ( أسد من أسود  حكماء الصحراء والساحل) قوي،  و أمين،  وزاهد في ما تبغونه من فتات، و ما  تشتهونه  من القيل  والقال ،  وتركنون  إليه من منع، وهات.

قد لا يدرك هذا  الآن، الأقرع الأصم  ، و.......... ولكن  الأعمى ببصيرته يدركه،  و أصحاب الصخرة الثلاثة بيقينهم يعرفونه ، وراكب الراحلة ببعد نظره  يراه.. ومن يعتلي  أمواج البحر اللجي في هذا العصر بإخلاصه  يرمقه.. 

وسيذعن له إخوة يوسف كلهم..  وتعلمه ساقية البئر ومن يرده.. 

 وهو قدر من الأقدار،لا ينفع معه كيد نسوة المدينة..  ولا الدراهم المعدودة التي تدفع للأقلام المأجورة ، التي كثر لهثها .. كالكلب ان تحمل عليه يلهث، وان تتركه يلهث.

سيف  ذي يزن  لا يشتري بثمن بخس، وبيعة الصديق، جاءت فلتة، لأن العرب  لا يدينون  الا لهذا الحي... 

 أيها  المتمارون  في غب  الأغلبية،  وفي جب المعارضة ، تدركون أنه منذ عهد حمورابي  إلي الدولة المدنية الحديثة ،  السلطة تؤخذ دائما غلابا، ويخسر المنهزمون  أعيانا وأسلابا ،  وهذا  الأحمد العزيز، لم يكبو جواده ، ولاخابت فراسته ، وهو يعرف الأخ المخلص الوفي  من بين  اخوة يوسف ، وقد أخذ صواع الملك غلابا  بالرأي والحكمة، و يسعه إجماع أغلبية شعبه ، من العقول النيرة الصاحية.. 

عقول لا تكذب، ولا تراوغ، ولا تخدع.،  ولا تضعف.، ولا تهن.. ولا تلهث.. ولا تذرف دموع  التماسيح..

تقول للأنينع: والله  لا تبلغون مجدنا، ولا تطفئون شمسنا.. 

وتقترح علي الصف  الثاني من المعارضة غير التقليدية المكابرة ،و علي شبابنا من المجتمع المدني  بكل اتجاهاته ، وتياراته ، ومقارباته، الالتحاق بألية الحوار مع نظام صنع التغيير قبل الربيع، وأنجز الحوار الشامل، وهو ماض في مسار البناء القويم، والتداول السلمي للسلطة ، مهما  لبست  أطراف جلود الضأن علي قلوب الذئاب.، ولهثت وانكفأت وراء سراب بقيعة.. يحسبه الظمآن  منهم ماء.. أسرتهم ذكرياتهم .، لا يحسنون   الظن إلا بأنفسهم.. أصابتهم سكرة النشوة بأرائهم، وخصوصياتهم.

تلك  أحرف  أولي من وخز الإبر.. لمن لا يأخذ الدروس، و لمن لا يستخلص  العبر؟

اثنين, 13/03/2017 - 00:34