مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

الهيئة الوطنية للمحامين الي أين ..؟

تعيش الهيئة الوطنية للمحامين الموريتانيين وضعا معقدا وإحباطات مطبقة لم يسبق وان عاشته منذ إنشائها .

حيث تميزت مواقفها في الماضي بالمعارضة والممانعة وبالتطرف الصريح في بعض الأحيان ،وهو الامر الذي انعكس علي واقعها وواقع المنتمين اليها ،حيث. ناصبتها جميع الأنظمة المتعاقبة العداء،وصار هدفهم الوحيد هو انهاكها والقضاء عليها، وحتي القضاء علي القضاء الذي يليها.

وعلي ذلك كان المحامون وهيأتهم الحقوقية ذات المصداقية العارمة ردوا الصاع صاعين وحشروا جميع الأنظمة المتغطرسة   في الزاوية وكشفوا جميع المفاسد والفضائح ماظهر منها ومابطن.

وفي هذا. الجو المشحون والواقع المرير،وفي لحظة خاصة من تاريخ المحامين الموريتانيين وهيأتهم العريقة جري انتخاب مجلس الهيئة الحالي برئاسة النقيب الشيخ ولد حندي،وكان هذا المسعي اعلانا للسلام والوءيام مع النظام الحالي ودوائر  صنع القرار فيه،وهو الامر الذي يؤيده  ويباركه الغالبية العظمي من المحامين الموريتانيين،ولسان حالهم يقول لقد جربنا المعارضة مرارا وتكرارا ولكن دعونا نجرب الموالاة ولو مرة واحدة، وفعلا تحقق الهدف المنشود ونجح الحمام علي الصقور.

لكن المفارقة الصارخة ان هذا المجلس ونقيبه ضحوا بكل غالي ونفيس من اجل مد جسور التواصل والوصال مع النظام القائم بزعامة السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز لكن بدون جدوي،،،

فلم يقدر لهم تحييد الهيئة الوطنية للمحامين الموريتانيين عن اجندة المعارضة التقليدية الراديكالية

ولم يشفع لهم تقديم زيهم الرسمي كهدية لرئيس الجمهورية بمناسبة افتتاح السنة القضائية ،ومازال جدل ذلك التصرف دائرا 

ولم ينفعهم المساهمة في الحوار السياسي المترنح وإضفاء المصداقية عليه

ولم يحسب لهم عدم المشاركة في الحملات الحقوقية والإعلامية  التي تلطخ سمعة البلد وتزعزع أمنه واستقراره

وايضاً لم تراعي خطورتهم كمحامين احرر مستقلين الخوف ليس في قاموسهم.

ان جميع المحامين الموريتانيين الان في حيرة من امرهم ومن تعامل هذا النظام معهم،وكل يتساءل هل ان دوائر القرار في   الدولة علي وعي بفداحة هكذا تعامل مع مهنة من اخطر مايكون،ومع مجلس موقر بدأ العد التنازلي لنهاية مأموريته .

وهل ان النظام الحالي علي دراية بانه يواجه في هذه السنة ٢٠١٧ سنة حقوقية بالنسبة لموريتانيا ، حيث ستناقش كافة الملفات الحقوقية الحساسة علي مستوي هيئات  الامم المتحدةً، كما انهم مقبلون علي تعديل دستوري يثير الكثير من الرعب والجدل.

ان المحامين في مشرق الارض ومغربها هم نخبة النخبة التي لايمكن الازدراء بها او الحط من شانها،فهم كانوا دوما الشرارة الأولي لكل الثورات في العالم، هم الصخرة التي تحطمت عليها كل مؤامرات الفساد والاستبداد .

ان الجميع يحترمهم ويقدرهم لأنهم اصحاب مهنة شريفة ورسالة نبيلة وضمائر حية ونفوس أبية .

ذ/جمال ولد عباد

سبت, 11/03/2017 - 12:07