يشكك بعض المراقبين للشأن الموريتاني، في حقيقة الخلاف بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والرئيس الأسبق اعل ولد محمد فال.
ويرى هؤلاء أن ولد محمد فال، ساهم في الإيقاع بالمعارضة في عدة زلات، كانت لصالح نظام ولد عبد العزيز، وذلك منذ إقترابه منها، حيث تحدث خلال انتخابات رئاسية ماضية عن "الباء الطائرة"، التي إستغلتها المعارضة، فأدت لسخرية الناس منها ومن رموزها.
كما مرر للمعارضة معلومات تفيد بأن الرئيس ولد عبد العزيز، من الصعب عليه العودة معافى من إصابته في "ظروف" غامضة، والتي على إثرها نقل إلى العاصمة الفرنسية باريس، وهو ما أدى حينها إلى "قسم" أحد قادة المعارضة بعجز ولد عبد العزيز وعدم قدرته على تسيير البلاد، ليكون ذلك بمثابة سخرية أخرى.
الرئيس الأسبق اعل ولد محمد فال، شارك مع المعارضة الموريتانية في إعتصامها بساحة "بنعباس"، لكنه غادره دقائق قليلة، قبيل التدخل الأمني لتفريق جموع المعتصمين، فتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم. واليوم يستفيد اعل ولد محمد فال من إجازة خاصة بولاية تيرس زمور، في نفس الوقت التي يوجد فيها الرئيس ولد عبد العزيز، متغيبا بذلك عن الحراك الذي تقوم به المعارضة ضد التعديلات الدستورية، فقرر هو الإبتعاد عن الأنظار وعن الهم السياسي، تاركا المعارضة تواجه "الساحة" بنفسها.
وفي سياق آخر، يرى بعض المراقبين أن الرجل إستفاد جميع مقربيه من التعيينات في الدولة الموريتانية خلال السنوات الأخيرة، فحصلوا على وظائف هامة، حيث من النادر اليوم العثور على موظف مقرب منه أو من محيطه العائلي الضيق، إلا ويوجد في وظيفة حكومية موريتانية. ورغم كل هذه التأويلات، فإن ولد محمد فال يصر على أنه شخصية معارضة، وكان قد أعلن قبل أيام عن رفضه التعديلات الدستورية العبثية، داعيا البرلمانيين إلى: " تحمل مسئولياتهم في هذا الظرف الحساس من تاريخ البلد، والوقوف إلى جانب موريتانيا برفض هذه التعديلات التي يصر الشعب الموريتاني على رفضها ويتمسك بحقه في مراجعتها وإبطالها إذا ما تم تمريرها في هذا الظرف الاستثنائي. كما أنصحهم بتوخي الحذر من الاستجابة لإبتزازات النظام ومحاولاته التأثير، بشتى الوسائل، على إرادتهم، وتسخيرهم للتلاعب بالدستور الذي يعد الأساس الصلب للقيم والمبادئ التي تحمينا وتجمعنا".