كلمة الإصلاح تريد الآن أن تعود بأسماع جميع المواطنين إلى العشر الأواخر من رمضان حيث استمعنا جميعا إلى ندوة دينية علمية في إذاعة القرآن الكريم، ويظهر أن منظمها هو وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، وكان المحاضرون في تـلك الندوة هم أجل علماء هذا البـلد وكان موضوعها هو العقيدة الإسلامية، والفـقه، والصوفـية.
وكل موضوع من هذه المواضيع ألحق بمصدره المعروف في الثـقافة الإسلامية طبقا لبـيت عبد الواحد ابن عاشـر: في عـقد الأشعري وفقه مالك وفي طريفة الجنـيد السالك فأتبعـت عقيدة المسلم الموريتاني بالإمام الأشعري وعمله بفقه الإمام مالك وحده وعـبادته لربه بالإمام الجـنيد البغدادي.
وعـندما بدأت الندوة بشأن العـقيدة تولى إثارة موضوعها العالم الفقيه المقـتدر إسلم بن سيدي المصطف وجزاه الله خيرا تـكلم أولا على عقيدة السلفية وتاريخها وانفرادها في أول صدر الإسلام، حتى وصلت إلى جميع الأماكن الإسلامية وإلى عهد قريب بل قال إن كثيرا من الناس ما زال متمسكا بها، وبما أن كلمة السلفية لا تخص شخصا معينا وإنما تعنى سلف هذه الأمة فيمكن قبول هذا الوصف.
وفي آخر كلام هذا المحاضر تـكلم عن العقيدة الأشعرية التي أضاف مقدم الندوة أنها عقيدة جميع المسلمين الموريتانيـين.
وتـود كلمة الإصلاح بعد استعراض ملخص ما قاله المحاضرون أن تعلق عليه جميعا بكلمات مطلوب أن تـكون فاتحة لتعليق من يريد أن يعـلق على موقفه من عبادة ربه سواء في العقيدة أو في الفقه أو في عبادة جوارحه.
أما المحاضر الثاني فهو الفقيه العالم المقـتـدر أيضا أحمد بن النيـنى فبدأ كلامه القيم في التفرقة بـين النصوص القطعية والمذهب حيث أوضح أن المذهب تقال لما ذهب إليه أي إمام من أحكام اجتهادية تـتماشى في نظره مع روح الشريعة الإسلامية أو النصوص الشرعية فهي ـ ليست مذهبا لأي أحد.
أما المحاضر الثالث فهو كذلك العالم الفقيه المقـتـدر عثمان بن الشيخ أبي المعالي وقد تـكلم عن قضية الصوفية ومصدر هذه التسمية وقام بتأصيلها في أصل الإسلام ليرد معناها إلى كلمة الإحسان الواردة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم المعروف بحديث جبريل عليه السلام الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن معنى الإحسان أن تعـبد الله كأنـك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
إلا أنه بعد إفاضته في قضية نوع العبادة ومفهومها عند الصوفية انـتهى الوقت قـبـل أن يصل مع الأسف إلى أخطر قضية أضيفت إلى الإسلام ألا وهي (إعطاء الأشياخ للأوراد) بمعنى أمرهم لمريدهم بأداء ذكر خاص بتـلك الطريفة التي عندها اسم خاص بها تـنـتسب فيه إلى شخص معين دون النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه صلى الله عليه وسلم ترك أذكارا موجودة في الصحيحين لأمته جميعا.
ويظهر من كلام المعـلقين على هذه المحاضرات في ذلك الحين وأجواء إنارة الموضوع أن وزارة الشؤون الإسلامية تريد من وراء هذه المحاضرات أن تذكر الشباب الموريتاني بأصالة ما كان عليه أجداده من تعاليم إسلامية محضة، حتى تـكون هذه التعاليم وقاية له من الغـلو والتطرف الذي ذهب بعقول كثير من شباب المسلمين خارج دائرة المعارف الإسلامية التي لا غـلو فيها ولا تطرف.
وبجانب هذه المحاضرات تـقدم الوزارة عن طريق إذاعة القرآن برامج لعلماء أجلاء بل بحور في العلم تحت اسم التجديد والترشيد في هذا الاتجاه وهو مكافحة الغـلو والتـطرف.
وبما أن كلمة الإصلاح لا تحمل أي بضاعة من العلم لا كثيره ولا قـليله ووضعها المعرفي المتواضع جدا لا يسمح لها بالقرب من مناقشة هذه الميادين الإسلامية ولا سيما المتعـلق منها بخصوصية علاقـتـنا بربنا ساعة أداء عبادته إلا أن قـلة البضاعة العلمية لا تمنع من أن أطلب من كل مسلم في بـلدنا سواء كان عالما أو مدونا أو كاتبا أن يساهم في هذا الميدان بما عنده من هذه المعرفة ولا سيما إبراز الحقيقة وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بهذه الرسالة وبـلغها إلينا بعبارات عربية نعرف معناها ومبناها وبين المولى عز وجل أنه أكملها جميعا عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم قـبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى وجاء من ضمن الرسالة العتاب يوم القيامة عند عدم العمل بهذه الرسالة مباشرة في قوله تعالى {ألم ياتـكم رسل منكم يتـلون عليكم آيات ربـكم وينذرونـكم لقاء يومكم هذا}.
لذا فإني سأحاول فتح نقاش في هذا المواضيع لكل من يريد أن يدلي فيها بدلوه على ضوء ما نستنتجه من النصوص الواضحة الثابتة عندنا ثبوت وجودنا ونحن نقرؤها ونـتدبر معناها ونعلم أنها الحق من ربنا:
أولا العقيدة: فنحن جميعا نـتـفق أن العقيدة تـقال لما يعـتـقده القـلب عن الأشياء ودائما يعبر عنها القرآن بكلمة الإيمان مثـل قوله تعالى {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} الخ الآية وهذا معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعتـقد صدق ما أنزل الله عليه والمؤمنون كذلك ومنه كل ما يتـعلق بذات الله وصفاته، فالله عبر عن ذلك بألفاظ عربية مفهوم معناها عند الناطقين بهذه اللغة وجميع اعـتـقاد معنى تـلك الألفاظ يرجع إلى آيتين من كتاب الله: الأولى {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق} والثانية هي قوله تعالى {ليس كمثـله شيء وهو السميع البصير}.
فإذا فهمنا معنى وجود الله بالألفاظ القرآنية وكذلك صفاته واتبعناها وعلمنا أنه ليس كمثـله شيء فأين حاجتـنا أن يكون فهمنا مطابقا لما يعتـقده الإمام الأشعري بعد رجوعه عن الاعتزال وانــتسابه للمذهب العقدي الخاص به بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وإكمال الدين للمؤمنين قـبل هذا المذهب، فهنا نحتاج إلى التأمل وإصدار حكم مناسب في الموضوع.
ثانيا: الفقه المالكي: فكما تـفضل الفقيه المحاضر بأن النصوص الواضحة في القرآن والسنة ليست مذهبا لأي أحد وإنما هي تعاليم إسلامية مباشرة لعباده المؤمنين فإذا قام أي إمام آخر ورأى أن للنصوص الإسلامية وهي القرآن والسنة قواعد عامة وواضحة الدلالة يمكن أن تستخرج أحكام على ضوئها تنير للمسلمين العمل بها بما يجد من حياتهم الكثيرة واجتهد هذا العالم أن هذا الحكم الظني بسبب أنه صادر من غير المعصوم يعطى حكم ذلك الحكم القطعي لمشابهة بـينهما اقـتـضتها اللغة العربية ومفاهيمها ودلالتها فما هو المانع إذن؟ وفي المقابل إذا قام مسلم موريتاني ووجد هذا العالم انتهى من عمل هذه القضية سواء بالقياس أو بالتـفسير اللغوي للمعنى واختار هذا الفهم لهذا الإمام الآخر فما هو المانع أيضا.
فمثلا إذا قام موريتاني وفي جميع عمره لم يمسح رأسه جميعا في وضوئه طبقا لفهم الإمام مالك أن قول المولى عز وجل {فامسحوا برؤوسكم} تـقـتضي التعميم لأن الرأس حقيقة في الكل ولكن الموريتاني دائما يمسح فقط على ناصيته متبعا فهم إمام آخر وهو أن الحقيقة لا يمكن استيعابها وقد بـين الرسول صلى الله عليه وسلم معنى فامسحوا برؤوسكم في وضوئه بنزعه مقدم عمامته ومسح ناصيته فقط وكأنه يفسر المسح فـنـقول أن ذلك الموريتاني لم يصل بوضوء كامل أبدا فلماذا؟
ثالثا: نصل إلى الكارثة الكبرى في الإسلام وهي طريقة الجنيد وتعنى في نظرهم عبادة الله كما كان يعبده الجنيد أو هكذا يتضح من النص لابن عاشر: وفي طريقة الجنيد السالك، مع أن ابن عاشر قال بـيتا يكفي عن كل ما جاء في ذلك النظم العقدي:
وحاصل التقوى اجتـناب وامتثال *** في ظاهر وباطن بذا تنال
وهذا المحاضر الثالث أفاض في تـقديمه للصوفية ومباحثها إلا أنه وبعد ما فصل ما سماه مقاماتها توقف لانتهاء الوقت بعد ما قال أن المسلم لا بد له من مرشد في هذه الطريق.
وعلى كل حال فإن من يقرأ القرآن ويقرأ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكنه إلا أن يسترجع عند هذه الكلمة ويرجو من الله السلامة الأخروية، ولا سيما أن يكون موريتاني يعيش بين الطقوس ويستمع إلى أهلها كيف يؤدون تـلك الطقوس التي سوف لا نجد لها نصا في الشرع إلى آخره ولكنـنا نحن نقول ما أمرنا الله به يقول تعالى {قـل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له}.
فالمتدبر للقرآن يدرك أن الله تبارك وتعالى تولى بالنصوص القرآنية قضية العبادة أقوالها وأفعالها ونوعها ووقـتها وحذر في النصوص القرآنية من أي نوع من الإشراك في عبادته سواء كان بالقول أو بالفعل أو إعطاء أي مخلوق صفة الخالق والكل سوف يسأله عن ذلك ليس بـينه وبين ربه ترجمان.
فمن عبادة الله بالقول هي ما أمر الله به رسوله صلى الله علية وسلم بأن يذكره في الصباح والمساء وأمر رسول صلى الله عليه وسلم أمر لأمته ما لم ترد خصوصية له، ولأهمية هذه الأذكار في هذا الوقت لم تبق كلمة تعبر بها العرب عن هذا الوقت إلا جاء الأمر بها في الذكر الحكيم مثـل: العشي والإبكار، بالغدو والآصال الخ.
أما الأذكار نفسها فقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم لفظها وعددها ووقتها ووعد لمؤديها الأجر العظيم من الله وقد أذن في الزيادة فيها ولكن من جنسها لمن أراد أن يزداد له الأجر.
أما العبادات الفعلية فقد طلبها المولى عز وجل من المسلم وقال في الحديث القدسي: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي من ما اقـترضته عليه وما زال عبدي يتـقرب إلي بالنوافل الخ.
وقـد ذكر أفضل الأوقات لذلك يقول تعالى {تـتـجافى جنوبهم عن المضاجع} الخ الآية ويقول لنبـيه صلى الله عليه وسلم في وقت التهجد: {إن ناشئة الليل هي أشد وطـئا وأقوم قيلا} ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر حديث: وصلوا بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام، وكل الأمر بهذه العبادات لم يذكر الإسلام أن المسلم يحتاج أن يأخذ ذكرا من أحد وأن يتبع في عبادته أي شخص بل يقول عكس ذلك في الحديث القدسي باستغناء العبد به عن غيره: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها الخ الحديث.
وعلى العموم فإن جميع ما ورثه الموريتانيون من ما يسمى الصوفية على الموريتانيين أن يراجعوا مصدره حتى لا يكون تسبب في الغـلو والتطرف العسكري لأن أولئـك الشباب الغالين المتطرفين ينسبون الصوفية بطقوسهم إلى الغـلو والتطرف المدني بمعنى أن الصوفية من جهة وشباب الغـلو والتطرف هما الجناحان الذي يطير بهما المسلم عن الطريق المستـقيم الذي يطلب الله كل يوم عدة مرات الهداية إليه.
وهنا نرجو أن لا يظن أي شخص أن عندي نظرة ضد أي أحد ولكن المصور للمناظر لا يلام على ما جاء في الصورة وأرجو كذلك ممن عنده صورة للإسلام الصحيح أن يخرجها ويقابلها مع الإسلام الصوفي عندنا في القرون الأخيرة ويقيس نفس المسافات بينهما والطريق المستـقيم في القرآن والسنة مع أن ما جاء في تـلك الندوة لا يستـقيم تاريخيا ولا واقعيا ولا سيما في قضية الأشعري والجنيد فالندوة تـقول إن الشعب الموريتاني كله أشعري في العقيدة وتعبدي في الجـنيدية، والمعروف أن كثيرا من الموريتانيـين عندهم طرق خاصة بهم لا ينسبونها للجنيد وعندهم أيضا عقائد غير أشعرية وهم مخـتـلفون في العبادة فيها فالأذكار مختـلفة فيما بـينها، فالقادرية عندها أذكار وهي مخـتـلفة في ما بينها والتيجانية عندها أذكارها وصلاتها على النبي الخاصة بها والشاذلية كذلك، مع أن أتباع الشيخ سيد أحمد التيجاني يقولون إن طريقهم أخذها من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة يقظة لا مناما بمعنى أنها لم تمر بالجنيد الموجود في القرن الثالث، والشيخ أحمد التيجاني في القرن الحادي عشر، وكذلك القادريون يرجعون طريقهم إلى عبد القادر الجيلاني وهم مختـلفون أيضا في طقوس أذكارهم وعبادتهم.
والنبي صلى الله عليه وسلم عنده أذكاره موجودة في الصحيحين وفي السنن الأخرى وكيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما أوردها الشيخان إلى آخره، بمعنى أن الندوات التي تعالج القضايا الإسلامية إلى آخره التي لا يفصلها عن السؤال عن مضمون فحواها إلا الموت، لا يـقدم عليها إلا من يحرر المناط فيها المتـفق عليه قبـل إذاعتها، ولا سيما إذا كان يريد بها إرجاع المتطرف المغالي عن تطرفه وغـلوه فالمعلومات أصبحت أكثر من أن تخفى على أي أحد.
ومن جهة أخرى فإن محاضرات التجديد أو الترشيد الخ بالرغم من إثراءهما للعلم الصحيح وما ينبغي أن يكون فإن مكان القول وقائله عندهما تأثير على المقول وذلك ما لم يظهر للمستمع فإن سماع الشخص من القادم من عند من يعـتـقد أنهم أعداؤه فإنه بمثابة من ينادي الأصم بعد أن يولي الأدبار ويقول تعالى {إنـك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين}.
وباختصار فلا شك أن من يقدم خدمة يرجو نتيجتها، فالمسلمون الموريتانيـون الذين على الندوة أن تخاطبهم على نوعين:
أولا: سلطة تستطيع أن تـنـفذ ما يطلبه الإسلام فمن مكن الله له في الأرض فعليه أن ينـفذ ما يتبع ذلك التمكين قـبل أن يلقاه ويسأله عن نتيجة تـلك السلطة.
ولا يستكفي بما يقول الأئمة يوم الجمعة في خطبهم اللهم أهد ولاتنا وولاة أمور المسلمين على تطبـيق شرع الله على عباد الله فوق أرض الله.
ثانيا: الشعب هو جميعا على العموم مسلم بمعنى أن فطرته الإسلامية تهيئه لقبول توجيهات الإسلام الصادرة من الإسلام نفسه وهذا يتطلب أن تستدعى الوزارة الشباب مباشرة ولا سيما من يخشى عليه الغلو والتطرف وممثـل للسلطة ويتـناقش الجميع في كلمة سواء بينهما ألا يعبد الجميع إلا الله ولا يتخذ بعض المسلمين بعضا أربابا من دون الله ويحرر بذلك منهجا للطريق المستـقيم صراط الله الذي له ما في السماوات و ما في الأرض.
أما ترويض المجتمع المسلم على هذا الإسلام البـيـئي التـقـليدي فلو كان يكفي وحده لذهب المولى عز وجل بالقرآن والسنة وترك المجتمع المسلم يتوارث العبادة كما يـشاء.
فانظروا إلى بعض المجتمعات مثـل: إيران ملايـين النسمات وفيهم العلماء الأجلاء المؤلفون والقرآن بين ظهرانيهم ومع ذلك يلـعنون كل جمعة على منابرهم الخلفاء الراشدين الثلاثة ويزعمون أنهم يحبون آل البـيت ويتهمون عائشة رضي الله عنها من ما برأها الله منه ويقرؤون آيات البراءة إلا أن قلوبهم المريضة بالتـقاليد تـخنس عند سماع تـلك الآيات المبرئة لها رضي الله عنها، كما تـخنس قلوب علمائنا نحن عندما يسمعون مخلوقا يستـغيث بمخلوق غائب عنه كاستـغاثته بالله الذي لا يغيب عنه مثـقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
وأرجو أن تسمحوا لي بهذا المثـل فإني لأخجل عند سماعي لبرنامج في إذاعة القرآن الآن وصاحبه يتـكلم عن الصوفية وكل ما يقول ويتـفنن في شرحه لا يؤصله بالإسلام القرآني وكان يكفي أن يقول آية واحدة خفيفة على اللسان ثـقـيل معناها في الميزان ملخصة لما جاء في القرآن: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.
محمدو ولد البار