دعا اطر ووجهاء وأعيان ورجال أعمال ولاية آدرار امم ولد اعل الشيخ ولد امم الوجيه الروحي إلى العودة للولاية وترتيب البيت الداخلي بالولاية، وقد جاءت الدعوة على لسان المفتش العام للمالية محمد ولد سيد أحمد منسق اللقاء الذي جمع السواد الأعظم من أعيان وأطر وسياسيي آدرار.
وقال ولد سيد أحمد في كلمته: "الحمد لله وخير الكلام ما بدأ بحمده والاستعانة به ، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الكريم الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
سادتي الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
أرحب بكم وأعتز بكم ، وبالثقة التي منحتموني باستجابتكم لدعوتي للتحدث إليكم فى لقائكم هذا ، فأصالة عن لفيف من نخبتنا الموقرة دفعت بإرادتنا الجماعية لتنظيم هذا اللقاء الميمون ، ونيابة عن كل سكان ولاية آدرار تقبلوا سامي الاحترام والتقدير وباسمكم نرفع إلى كل فرد من أفراد الشعب الموريتاني خالص تمنياتنا بالسعادة والهناء والتقدم والازدهار.
سادتي الحضور الكرام إن لقائنا اليوم يترجم بقوة حرصنا العميق باسم سكان ولاية آدرار على تحقيق تطلعات الشعب ونماء مؤسساته وسكينة واستقرار أوضاعه الخاصة والعامة.
وسبيلا إلى ذلك ، نعلن أن النداء الذي أطلقه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز من مدينة شنقيط ــ مخاطبا مختلف مكونات الشعب لتنظيم حوار وطني شامل ــ نداء يمثل بالنسبة لنا توجها استراتيجيا لمستقبل البلاد ، كما هو امتداد تاريخي لعطاء منطقة آدرار التي أنجبت بلغة السياسة جيل المؤسسين الأوائل ، وكانت ظهيرا للمسار الوطني الشامل بمكانتها المحورية وموقعها الجيوسياسي المتميز ، موقع القلب النابض فى وسط البلاد .
إن ولاية آدرار ذات التضاريس المتنوعة والمدن الأثرية والتاريخة الأكثر شهرة فى البلاد ، هي حضن ومصدر عبق التاريخ الموريتاني القديم والحديث الذي يفوح فى أوديتها وقراها ومدنها وعيا مدنيا ، ونسيما وطنيا يداعب سنابل المقاومة والتضحية والإباء والإيثار فى رمزية لا متناهية للحياة الكريمة القائمة على الشرف الأصيل والإخاء الأثيل والعدل النبيل .
إن اسم ولاية آدرار إذ يرتبط بمعاني الانتاج والتحضر والانفتاح والثقافة وكرم الضيافة فهو عنوان كذلك لقاموس السياسة ومهد لأولى مدارسها الوطنية .
ومن هنا لم يكن مستغربا أن يكون سكان عاصمتها أطار العتيدة هم أول من انتخب مجلسا بلديا كل أعضائه موريتانيون وكان ذلك قبل استقلال البلاد .
ولعل هذا ما أسس لوعي مدني في وقت مبكر مهد الطريق حينها لأن تكون المنطقة المنطلق الانتخابي لأول رئيس للجمهورية الاسلامية الموريتانية نائبا عن مقاطعة شنقيط فى الجمعية العامة للمستعمرات الفرنسية ما وراء البحار .
إن ولاية أدرار التي أنجبت ــ ولا تزال تنجب ــ نخبة من رجال الأعمال الوطنيين ومن الأطر الأكفاء، المستميتين فى سبيل النهوض بهذا الوطن الحبيب وعلى مختلف الأصعدة الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية هي نفسها الولاية التي احتضنت بيضة التغيير البناء ونافحت عنها فى كل المحافل والساحات الاعلامية والفكرية والسياسية وعلى مختلف الجبهات الوطنية والإقليمية والدولية مسجلة بذلك أداء معتبرا فى الاستحقاقات الرئاسية 2009 و 2014 .
وانطلاقا من هذه الصورة المصغرة وتعدد ولمعان مقاصدها الحية نطلق دعوتنا لأن يكون الحوار الوطني وفقا للمواصفات التي دعا لها رئيس الجمهورية فى نداء شنقيط .. حوارا وطنيا شاملا ، إذ لا نرى مبررا فى التقاعس عن المساهمة والمشاركة والمنافسة الشريفة فى مسيرة بناء وطني قوامه العدل والانصاف والثقة والاحترام .
ومهما يكن من أمر فإن الباب يجب أن يظل مفتوحا لكل جهد تكميلي يدفع بالكتل والأحزاب المقاطعة إلى المشاركة باعتبار آرائها ومقترحاتها ستشكل إضافة نوعية للمخرجات .
سادتي الكرام
إننا نوجه نداءنا إليكم وجهاء وأطرا وسياسين وفاعلين ، للعودة إلى الولاية والمساهمة الواعية فى تشخيص مشاكلها فى المدن الداخلية والأرياف ومعرفة تطلعات السكان المقيمين واطلاعهم عن قرب على المسارات المستقبلية لأوضاع بلدهم السياسية العامة ؛
ندعوكم للعودة إليهم من أجل تفسير ومواكبة التطورات التي ينتظر أن تكون بين أيديهم عما قريب حول التعديلات الدستورية المرتقبة وتحقيق حلم التنمية الذي طالما راود الجميع والمتمثل فى ارساء المجالس الجهوية للتنمية وتوسيع الدوائر الانتخابية .
وبعموم الدعوة .. نوجه نداء خاصا ، ومرتكزا معنويا ، فى كل ما أشرنا إليه إلى السيد أمم ولد اعل الشيخ ولد أمم
فى رمزية تامة لشخصياتنا الوطنية الجامعة أن يعود إلى الولاية حتى يتم تبنى هذا التوجه ويتم الدفع به إلى حيز التنفيذ العاجل ، ضمانا للتعاطي الايجابي غير المصنف داخل الدوائر الضيقة ، بعيدا عن الجهوية والقبلية والتجاذبات السياسية الضيقة ، وتيمنا بانطلاقة موحدة شاملة وموفقة بإذن الله .
والله من وراء القصد وبه التوفيق ، وهو ولي ذلك ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وقد حضر الاجتماع أمير آدرار سيد أحمد ولد أحمد ولد عيد، وعدد من الأعيان والوجهاء إضافة لفدرالي الحزب الحاكم، وعدد من المنتخبون المحليون، ورجال الأعمال والدبلوماسيين والأطر، كما لوحظ وجود وجوه معروفة من منظري السياسة المحلية بالولاية.