بدأت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، فعاليات دورة عادية هي الأولى للمجلس الوطني لحزب "الوطن"، وذلك بحضور أعضاء المجلس وجمع من المناضلين.
خلال الجلسة الافتتاحية ألقى رئيس المجلس الوطني محمد ولد كاي كلمة معلنا افتتاح الدورة العادية الأولى للمجلس، جاء فيها: "ادعوكم للوقوف لقراءة الفاتحة على روح عميد المناضلين و عضو المجلس الوطني للحزب الرفيق وده ولد اسنيكل رحمه الله
أيها الرفاق
شرف لنا أن نلتقي اليوم في وقفة تاريخية هي انعقاد الهيئة التشريعية لحزب الوطن ، في البداية أشكركم باسم الحزب ورئاسة مجلسه الوطني لحضوركم معنا لهذه الدورة الأولى العادية التي حرص الحزب أن تكون في وقتها المحدد وتحت شعار "احتراما للمؤسسات .. ترسيخ للديموقراطية"
إن انعقاد دورتنا اليوم يأتي في ظرف خاص نتيجة التجاذبات السياسية و الإجتماعية و الاقتصادية.
أيها الرفاق أيتها الرفيقات:
مرة أخرى أشكركم لحضوركم معنا رغم المشاغل الجمة والظروف المناخية الصعبة وبعد المسافات التي لم تثنيكم عن الحضور فهنيئا لكم.
إننا نعول على نقاشاتكم وآرائكم حول الأوضاع الحزبية والوطنية والدولية في الجلسات القادمة لإثراء الساحة الوطنية والخروج بمقترحات وتصورات ترفع من مستوى العمل السياسي داخل البلد.
وفي الختام أعلن على بركة الله افتتاح الدورة الأولى العادية للمجلس الوطني لحزب الوطن والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".
كما ألقى رئيس الحزب محمد الكوري ولد العربي كلمة بالمناسبة، قال فيها: قال تعالى { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ } صدق الله العظيم. الأعراف 89
الإخوة.. الأخوات، من شخصيات أولي القربى وشخصيات صديقة.
الرفاق . . الرفيقات من مناضلي حزب الوطن.
الرفاق .. الرفيقات من أعضاء المجلس الوطني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدنا أن نجتمع بكم جميعا في هذا الجمع الموقر، وبهذه المناسبة الديموقراطية .. مناسبة التئام المجلس الوطني لحزبنا ، الذي ينعقد في دورته الأولى العادية كل ستة اشهر ، كما تنص على ذلك اللوائح التنظيمية للحزب. و نحن نجسد احترامنا لنصوصنا ، وتمسكنا بقيم الديمقراطية وتعلقنا بروح المؤسسية ، من خلال انعقاد هذا الاجتماع ، الذي تصادف أجله مع فترة الخريف ، التي تمثل ، عند شعبنا، فترة استجمام واستمتاع بالبادية ومناظرها الخلابة واستراحة من ضوضاء نواكشوط وقسوة حرها في شهري أغسطس وسبتمبر. إننا ، لذلك، نثمن ، عاليا، حضوركم الكريم ، وخصوصا منكم أولئك الرفاق الذين قطعوا راحتهم واستجمامهم وعادوا إلى نواكشوط في فترة هي الأسوأ فيه، متحملين مشاق السفر وبعد المسافة. لقد درست قيادة الحزب هذه الظرفية بكل ما تعنيه من مشقة على الحاضرين ، ولكنها أحالت الحسم في مسألة انعقاد المجلس في مثل هذه الظروف إلى رئاسة المجلس الوطني التي قررت عقد الاجتماع في أجله القانوني ، لتجعل الروح الحزبية للمناضلين، فيما يبدو، على المحك. وها هم رفاقنا برهنوا على مستوى عال من المسؤولية والروح الحزبية، وهو ما تفتقد إليه الساحة السياسية والحزبية في كثير من تشكيلاتها.
أيها الرفاق.. أيتها الرفيقات.
إن حزبنا ، الذي تأسس في حقبة الكساد السياسي والحزبي في بلادنا ، يدرك أن هذا العمل يتطلب صبرا كبيرا وتضحية ونشاطا مكثفا، وقبل ذلك صدقا في مواقفه وسلوك أفراده قبل أن يحتل مكانته التي يتطلع إليها في الساحة الوطنية ، وبخاصة لدى الجماهير الكادحة، والجائعة، والعاطلة عن العمل، والضحية دائما للكذب السياسي والخدائع الانتخابية والوعود المخلوفة... فهذه الجماهير فقدت الثقة ، كليا، في الأحزاب السياسية وفي النخب الحزبية ، بفعل الانفصام بين أقوال هذه الأحزاب والنخب وبين مواقفها وسلوكها وأفعالها. فالسياسة، اليوم، في موريتانيا تعد أكسد نشاط وأقله مصداقية ومردودية على عامة الشعب. إن الوطنيين جميعا، ومناضلي حزب الوطن خصوصا، يتوجب عليهم تحمل ما يلزم من مشقة وجهد من أجل إعادة بناء خطاب سياسي وحزبي يستعيد ثقة الشعب في نخبته، ويعود به إلى احترام الأحزاب ووضع الثقة فيها. إنه رهان كبير وعسير ، ويتطلب صبرا ومشقة مرهقة ، بالنظر إلى درجة التمييع والتتفيه التي تميز العمل السياسي في عيون المواطنين العاديين ، وهو ما لعبت فيه الأنظمة الحاكمة دورا بارزا لشل الحياة السياسية وإجهاض المشاريع الحزبية الجادة.
أيها الرفاق.. أيتها الرفيقات.
إن حزب الوطن حديث النشأة ، وليس بوسعه ، الآن، سوى الالتحام بالشعب والغوص في أعماقه للاطلاع على معاناته ومشاكله وشكاويه وآهاته لرفعها إلى السلطات الحاكمة، عبر بياناته السياسية وتصريحاته الإعلامية ومقابلات قيادييه ، على مختلف المنابر الاعلامية الوطنية ، وعبر أنشطة شبابه خاصة في النشرة الدورية التي يصدرها شهريا مكتب الطلبة والشباب. إن حزبنا تأسس على فكرة البساطة والتواضع أمام الجماهير .. ونحن بهذه البساطة وذلك التواضع أمام الشعب سننتصر على ضعفنا، وسنولد منه قوة جماهيرية، وطاقة نضالية عظيمة من فكرة البساطة ، إذا أدرك المناضلون عظمة البساطة واستوعبوا معانيها الانسانية العميقة ، وفجروا المخزون الثوري الكامن فيها. إن أهدافنا يجب أن تتميز. كما يجب أن تتميز لغتنا ومصطلحاتنا وأدوات فعلنا وأخلاقنا وسلوكنا وشعاراتنا ، كل ذلك يجب أن يتميز عما هو متداول ومهيمن من أدبيات سياسية وحزبية في ساحتنا الوطنية، تبعا لذلك.
أيها الرفاق.. أيتها الرفيقات.
إننا نتهج سياسة الانفتاح على جميع الشركاء في الوطن، من كل المكونات الحزبية والسياسية والاجتماعية والثقافية والقومية.. وليست لنا أية خصومة مع أي فصيل في الساحة الوطنية. ونحن نسعى للعمل الوطني مع الجميع من أجل موريتانيا للجميع، دون التفريط في أهدافنا ومبادئنا. وانطلاقا من هذا النهج ، فقد أكدنا ، في مواقفنا وبيانات حزبنا، وفي المؤتمر التأسيسي للحزب ، ولازلنا نؤكد أننا نشجع الحوار والتفاهم الوطني من اجل الحفاظ على وحدتنا الوطنية وتماسكنا الاجتماعي ؛ ولم نقصر ، يوما، في تثمين الدعوات للحوار بدون الوقوع المرتجل في التخندق السلبي مع طرف على حساب طرف آخر.وما زلنا ننتهج خيار الحياد حيال التجاذبات السياسية العقيمة التي تعصف بالفرقاء في ساحتنا الوطنية ، بغير جدوى على البلاد و العباد .مع أننا ندعوا إلى خلق جبهة و طنية تضم أكبر عدد ممكن من الأحزاب ، لتجذير قيم الديمقراطية و للتصدي لدعاة الفتنة داخليا و خارجيا ، المرتعبة مما يجري من تفجرات اجتماعية و سياسية في الوطن العربي .
إن الحوار يظل مهما ولكن ما سمعناه من أطراف ناشطة في التحضير لهذا الحوار أنه مقصور على الأطراف المتموقعة : إما في المعارضة أو في الأغلبية يعد تصرفا غير قانوني و مناف لقيم الديمقراطية و حرية الاختيار .فليس في دستور البلاد ، ولا في القوانين المعمول بها ما يلزم أي جهة سياسية بالتموقع في الأغلبية أو في المعارضة. إنه دليل على عدم مصداقية ما يجري ، بل ينطوي على ذهنية تسلطية و عقلية استبدادية إقصائية ، وعلى تخبط جهاز سياسي غير كفوء .
أيها الرفاق .. أيتها الرفيقات
إن جهدنا يجب أن ينصب على بناء حزبنا تنظيميا و توسيع قاعدته الجماهيرية ، والعمل على انتزاع موقعنا في ساحة العمل السياسي و كسب الشباب و الشخصيات المؤثرة في محيطها .إذ لا ينبغي الركون إلى ترديد القال و القيل بين الأطراف المتجاذبة ، وإضاعة الوقت في نقل الشائعات و التسريبات المغرضة ،من هنا أو من هناك .
بارك الله فيكم و في جهودكم و تحية خاصة لأمانات النساء و الطلبة و الشباب و الإعلام على أدوارهم الجميلة التي يقومون بها ".