تابعتُ اليوم في "يوتوب" مقابلة الشيخ الددو مع أحمد منصور في برنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة، وأسجل الملاحظات التالية بناء على ما سمعته في الجزء الأول من المقابلة الذي بث يوم أمس:
ـ كمواطن موريتاني أسجل اعتزازي بفضيلة الشيخ الددو علْما وعملا وسمعة وحضورا فقد رفع رؤوسنا في كل محفل أو منبر يشارك فيه، حفظه الله وأطال عمره وبارك فيه
ـ من اليوم لا مجال للتشكيك في مكانة الددو المتقدمة جدا ـ حسب اعتقادي ـ في قيادات الإخوان المسلمين فقد كانت المعلومات في البرنامج، رغم سعة عقل الشيخ وتواضعه، توضح مكانته التي خولته الوساطة في أزمات كبيرة في الهرم الأعلى للإخوان (ويزيدهم بعد ذاك عند ذي الروح).
ـ نادى الشيخ الددو بمراجعات عاجلة وجذرية خاصة في مشكل القيادة في الاخوان وفي مسائل أخرى تتعلق بترتيب الأولويات والحكم والسياسة وما سماه "اللوائح" وأظنها اللوائح المتعلقة بالهياكل التنظيمية للاخوان وآليات العمل الادارية وغيرها من الأمور الداخلية، لكن مطالبته هذه المراجعات ركز فيها أساسا على الاخوان في الشام (ربما سوريا تحديدا) ومصر، وليس الخليج والمغرب العربي أو البلدان الاسلامية الأخرى. دعوة المراجعات هذه صاحبها اعتراف ضمني ببعض الأخطاء عندما قال الشيخ: حان وقت النظر لقصر ما كنا فيه والاستغفار منه الخ. والاعتراف بالأخطاء والعمل على تصحيحها أولى خطوات النجاح.
ـ شدد الشيخ على اختيار التناوب السلمي على السلطة أو على الخيار الديموقراطي كحل أمثل ضمن الخيارات المتاحة اليوم، بوصفه الأقرب للشرع، واستشهد برؤية عمر بخصوص الولاة حيث أمر بعدم تجاوز أحدهم 4 سنوات مخافة أن يمله الناس أو يجور. والموقف من الديموقراطية مألوف من الاخوان، لكن تكراره في هذه المرحلة ربما يزيد التمسك به أو السعي إليه.
ـ كانت رسالة الشيخ إلى الأنظمة الخليجية إيجابية للغاية، فقد أوضح أن الإخوان في هذه الدول تختلف عن الاخوان خارجها وذلك بسبب البيئة الخليجية المتدينة أصلا وبسبب الميول السلفي لهم، وما حصل ويحصل من تضييق على الاخوان بما فيها الاعتقالات يتم بسبب سوء فهم الأنظمة لطبيعة رسالة الاخوان وحقيقة مواقفهم، موضحا أنهم لم يطالبوا مطلقا بإسقاط أي نظام خليجي ولم يعارضوه. ووجه رسالة واضحة ومهمة للخليج أنهم قد يحتاجون الاخوان في مراحل لاحقة، مستأنسا بموقفهم الآن في اليمن، والموقف مع السعودية ضد إيران الخ
ـ من خلال المقابلة يمكن القول إن واقع الإخوان اليوم واقع صعب جدا خاصة في مصر وسوريا، وهنا لا أقصد ظروفهم نتيجة الأنظمة أو السجون، بل أقصد الصراعات الداخلية، فقد عكست المقابلة تصدعا خطيرا وفجوة قوية بين التيارات الشبابية في الاخوان وبين القيادات التقليدية، كما عكست في بعض معلوماته جزءً مهما من نمط تفكير بعض قيادات ومراقبي الاخوان في التشبث بالقيادة، هو داء الأمة حكاما ومحكومين على ما يبدو (قصة المراقب في العراق) !!
ـ بناء على ما سمعت أظن أن الاخوان في العالم العربي (ربما باستثناء المغرب وتونس) بين خيارين: المراجعات السريعة الجذرية والواعية ـ وهو أمر قد يكون صعبا ـ والانشطارات القوية بسبب الأزمات والنكسات سواء تعلقت بالحركات داخليا أو بظروف كل وطن. كما يتضح أن مشكل القيادة من أخطر المشاكل التي يعاني منها الاخوان، وخاصة في شقيْ التناوب والأداء، وهو خلل تعاني منه الأمة العربية عموما في أنظمتها وتياراتها مع الأسف!
ـ لو طلب مني سؤالا لسألت الشيخ عن من هو مراقب الإخوان في موريتانيا؟