ضمن سلسلة اللقاءات والمقابلات التي تجريها وكالة كيفه للأنباء مع أبناء المدينة الوافدين خلال هذا الموسم للاطلاع على أرائهم وتصوراتهم حول واقع المدينة ، وإسهاماتهم في التنمية المحلية أجرت الوكالة مقابلة خاصة مع الإعلامي المصطفى ولد محمد محمود المدير الناشر لوكالة المرابع ميديا
وهذا نص المقابلة :
وكالة كيفه للأنباء : بعد سنوات من الغربة والانشغال في العمل الصحفي الدولي ،ها أنتم تعودون إلى كيفه موطن المهد وذكريات الطفولة فكيف وجدتم كيفه بعد سنوات الهجرة ؟
المصطفى محمد محمود : في الحقيقة مدينة كيفه شهدت تطورا كبيرا من ناحية البنية التحتية والخدمات العمومية والنمو الديمغرافي وهذه حقيقة إذا قارناه بالماضي القريب نجد بأنها نقلة نوعية صاحبت ديناميكية النشاط اليومي لهذه المدينة التي تعد الثانية بعد نواكشوط من ناحية الكثافة السكانية, كما أنها شهدت انفتاحا أوسع على باقي مقاطعات الولاية حيث تم ربط المدينة مؤخرا بكنكوصة و بومديد وباركيول إضافة إلى ربطها بكرو بواسطة طريق الأمل , وهذا ينضاف إلى جملة التطورات التي عرفتها المدينة وزادت في نموها .
وكالة كيفه للأنباء : هل ترى بان هذا التطور انعكس على المنظومتين الإقتصادية والإجتماعية للمدينة ؟
المصطفى محمد محمود : أعتقد بأن الإجابة على هذا السؤال تجعلنا نتساءل من جديد كيف استطاعت مدينتنا التكيف بين ازدهارها اقتصاديا والمحافظة على موروثها الثقافي ووحدتها الإجتماعية في زمن باتت فيه الفوارق الإجتماعية مشكلا حقيقيا ؟ وهنا لابد أن نذكر بأن مدينة كيفه ما تزال تعيش ذات اللحمة الإجتماعية والتكافل الإجتماعي الذي كانت تعيشه منذ أيام طفولتنا في السبعينيات حيث الطفولة وأحياء المدينة بأزقتها تشهد على ذلك من خلال ثقافة الأخوة والتسامح والتعاضد التي كانت وما تزال تميز كل المكونات الإجتماعية لهذه المدينة الجميلة، ولعل حي القديمة ما يزال شاهدا على ذلك حيث يعكس مدى روح الأخوة والتعايش بين مكونات الشعب الواحد .
أمام بخصوص الجزء الأخر من السؤال فأعتقد بان النمو المتزايد لأسواق المدينة والنشاط التجاري الكبير من وإلى المدينة خير دليل على أن هذه المدينة استطاعت أن تواكب مراحل التطور بشكل لافت
وكالة كيفه للأنباء : تغرق مدينة كيفه هذه الأيام في القمامة والأوساخ وتنتشر بمداخل المدينة،مما يثير استياء الزائرين لها ، والعابرين من حدودها ،وتفتقد إلى التخطيط العمراني ، وهو ما يجعها في ذيل المدن رغم الكثافة السكانية فما تعليقكم ؟
المصطفى محمد محمود : في الحقيقة واقع الأوساخ في المدينة والذي يبدو انه مثار جدل على مستوى الساكنة يجب أن نؤصل لهذه الظاهرة ومن يتحمل المسؤولية فيها وهنا لاشك انها عملية يجب تضافر الجهود فيها بحيث يتحمل السكان المسؤولية بشكل أكبر اذ نلاحظ غيابا تاما لتحمل اي واحد من جهته بتنظيف منزله او مكتبه أو محله ، وعلى الضفة الاخرى نرى أيضا قصورا كبيرا من طرف الجهات المعنية بالقمامة وتنظيف المدينة لكن المسؤولية هنا مشتركة ويجب أن يفهم الجميع أن العمل المشترك لابد أن يعزز بالقيام بالواجب كل على طريقته حتى تعم الفائدة وتحظى المدينة بمنظر جميل يليق بها وبساكنتها .
وكالة كيفه للأنباء : على عكس ما ذكرتم يشعر سكان مدينة كيفه ولعصابه عموما بالإقصاء والتهميش من طرف النظام ، فلا برامج تنموية ، ولا استثمارات بحجم الولاية ، ولا جامعات ، ولا مصاتع ... رغم الأهمية الاستيراتيجية للمدينة ، إضف إلى ذلك تفشي العطش الشديد في أغلب أحياء المدينة ، وتدني الخدمات العمومية ، فهل تشاطرونهم هذا الشعور ؟
المصطفى محمد محمود : بطبيعة الحال هناك منطلق واضح يقول بأن الإختلاف سنة الحياة وبالتالي لا اعتقد بأن الصورة القاتمة التي ذكرتم تتجلى ، فالواقع السكاني ولا على المدينة بحيث نشاهد مستشفيات بمركز استطباب يعتبر الأكبر في المنطقة ، إضافة إلى مدرسة للصحة ، وعديد الإعداديات والثانويات عكس ماكان أيام كنا تلاميذا نمتلك ثانوية يتيمة ومن شاكلتها خرجت الإعدادية على نفس الحيز الجغرافي أما مايرتبط بالموقع الجغرافي للمدينة فهذ أمر ربما يكون جعلها المدينة الوحيدة في الشرق الموريتاني التي تمتلك المكانة الأهم في البرامج التنموية والاستثمارية وإذا ما اردنا تعزيز هذ الطرح نجد ان المشاريع التنموية الكبرى التي تحظى بها المنطقة يعتبر ريعها ينطلق من هنا أو يمر من هنا وهذا ما انعكس ايجايا على المدينة أما ما يرتبط بعطش الساكنة فهي ازمة تنعكس سلبا على السكان بصفتها ذات كثافة كبيرة واعتقد بأن هناك تعهدات اطلقتها الجهات العليا ربما تأتي اكلها في المستقبل لكنني اتضامن مع عطاش المدينة وكل المحرومين والمهمشين. .
وكالة كيفه للأنباء : كيف تقيمون أداء الأطر والمنتخبين من مقاطعة كيفه ، وهل تعتقدون أنهم ردوا الجميل لناخبيهم ولمواطني كيفه بشكل عام ؟
المصطفى محمد محمود : بصفتي صحفي ميداني أغطي دائما الجلسات البرلمانية، وشاهد ميداني عن قرب لمداخلات النواب والشيوخ اعتقد بانه يجب أن لا ننتظر من هؤلاء المنتخبين سوى التعبير عن واقع المدينة ومطالب ساكنتها وهذا بالفعل ما تشهد عليه الجلسات البرلمانية وبالتالي اعتقد ان المنتخبين عن المدينة لم يقصروا لكن كما يقال ممثل الشعب في المناطق الجهوية لا يمتلك سوى الحديث عن الشعب ’ أما بخصوص الأطر فهم يختلفون في ذلك فهناك من يلبي نداء الواجب وهناك من انشغل عن المدينة وساكنتها وهذه سنة الحياة.
وكالة كيفه لأنباء : كيف ترى مستقبل المدينة انطلاقا من الوضع الحالي ؟
الاعلامي المصطفي محمد محمود : في الحقيقة أعتقد يأن الواقع المستقبلي لهذه المدينة سيكون أكثر ازدهارا وتقدما إذ انتهجت السلطات نفس المسار الحالي في تشيد أكبر عدد من المنشآت العمومية واعتمد القطاع الخاص في هذه المدينة خطة لدعم المجموعات والمجتمع المدني والفاعلين الرئيسين أصحاب النيات الحسنة فالكل شركاء في الحفاظ على هذه المكتسبات التي تم تحقيقها والعمل أكثر بالدفع من وتيرة العمل وعملية البناء التي يجب أن يشارك فيها الجميع
وكالة كيفه للأنباء : كيف تقيمون واقع الصحافة المحلية ؟
الاعلامي المصطفي محمد محمود : بصفتي صحفي ميداني عملت في العديد من المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية اعتقد بأن الصحافة المحلية في مدينة كيفه ساهمت بشكل كبير في كشف العديد من الملفات وقامت بواجبها الفعلي بل أكثر من ذلك مقارنة بظروفها الصعبة وشح المصادر وقصر التجربة وهنا لاشك وكالة كيفه من أبرز المؤسسات المحلية الناشطة في المجال حيث استطعتم أن تقربوا أبناء هذه المدينة من واقعها اليومي من خلال المواد الإعلامية التي تقدمونها سواء في الأخبار أو التقارير والتحقيقات والمقابلات وهذا شيء يذكر فيشكر لكم.
وكالة كيفه : شكرا لكم الإعلامي المصطفى محمد محمود المدير الناشر لوكالة المراابع ميديا
أجرى المقابلة : الداه ولد شيخنا