المستشفى الوطني مرفق صحي من أكبر المرافق الصحية في موريتانيا، إلا أن هذا المرفق عجزت الدولة عن توفير الظروف المناسبة له للقيام بمهامه الموكلة إليه، حيث تغيب الرقابة على المرضى، خصوصا في الساعات المتأخرة من الليل، عندما يخلد طاقم المداومة إلى النوم ويصعب على المواطنين إيقاظهم، إذ من النادر وجود من يتجاوب معهم في الوقت المناسب وبالطريقة المثلى.
كما ان تجهيزات هذا المستشفى تتعطل من وقت لآخر، وبأسعار مرتفعة لما يتوفر من تجهيزات، كما أن صيدليات هذا المرفق تتميز بعدم انضباط القائمين عليها، فكثيرا ما يحضر المواطن ولا يجد المسؤول في مكانه، فيضطر للبقاء بعض الوقت، كما يجد المواطن نفسه أمام وضعية أصعب وهي أن تكون "يده في جيبه"، وإلا فإن عناصر الأمن يعاملوه بقساوة ويطردونه بفظاعة.
في المستشفى الوطني لا خدمات تتحسن، ولا تجاوب مع المرضى وممارضيهم، كما أن كثرة المتدربين تربك المختصين هناك، لأن نظام التدريب غير منتظم ويشهد ارتباكا لا نظير له، فعندما يتنقل الطبيب الأخصائي لمعاينة المرضى، فإن العشرات من المتدربين يكونون برفقته، لتمتلأ الغرفة الضيقة بهم ويتدافعون المناكب حوله، كما تلاحظ "الإنتقائية" في تعامل بعض المداومين، تصل أحيانا "التمييز العرقي"، ولا يخضع المستشفى الوطني للتنظيف اللازم، بل إن الروائح النتنة تنبعث منه ومن مراحيضه وللقطط السائبة حرية التنقل، حتى داخل قسم "الولادة"، رغم ما في ذلك من مخاطر على سلامة "الأطفال".
كما يعاني المستشفى الوطني من إنقطاع متكرر للماء، تكون له إنعكاسات سلبية على صحة المواطنين، خصوصا أولئك الذين يتوجهون إلى قسم "التصفية"، كما يعاني من الزحمة في الغرف، والتي لا تراعي أحيانا ضرورة "التفريق" بين الجنسين، لأن لكل منهما وضعيته الخاصة، والتي كان من المفروض أن توضع في الحسبان، من خلال التفريق بينهم داخل الغرف.
وهناك قضية خطيرة، تتعلق بظروف إيصال المرضى إلى بعض أقسام المستشفى، حيث يتم ذلك من خلال السلاليم العادية، بعد تعطل "المصعد الخاص" بالمرضى، ويجد بعض المرضى أنفسهم في وضعية صعبة، عندما يكون المسؤول عن إيصال متعجرفا، فإنه يقوم بالمهمة بقساوة تكون لها إنعكاسات سلبية على المريض، خصوصا من أصحاب العمليات الجراحية، وثمة قضية أخرى أخطر على المرضى ومرافقيهم، وهي انتشار "الباعوض" والذي يبدأ حراكه المتصاعد مع حلول الظلام، فيصبح الكل مضطرا لإستعمال "الناموسيات"، وإلا فإن مصيره زيادة المرض أو الإصابة بـ"مرض الملاريا"، وبالمستشفى الوطني تم إغلاق المراحيض القريبة من المسجد، وهو ما أعتبر الكثير من الناس أنه غير سليم.
تقرير: فاطمة بنت سيدي