مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

الي قيادة الاركان مع التحية

 سيد محمد الامام

 

ﻻ يكون المرء هذه الايام متنورا وﻻ تقدميا ما لم يسب الدين او العادات او الجيش.. ﻻيخرج من برك الخيانة والنتانة والتخلف والتملق الي فضاءات الانوار في اوربا والوﻻيات المتحدة اﻻ من تقرب الي الشيطان بذم امام او داعية او جنرال من موريتانيا ..ورغم ذلك فلكم مني كل التقدير والاحترام ايها الجنرال

الذي وضع خطة تأمين القمة العربية المعقودة في بلدي موريتانيا ... الاحترام والتقدير لكم ايها الضباط وضباط الصف والجنود الرجال والنساء في الجيوش وقوي الامن الموريتانية فما حققتموه كان معجزة بكل المقاييس مر بها اعلامنا الموقر الرسمي والخاص بلا مبالات تدعوا للتأمل ومرغتها السلولية في الوحل وانقعوها في الخمر والصديد ليذهبوا ريحها وعض عليها من بقيت في افواههم اسنان الاصابع حسرة.
السيد الرئيس بدوي اصيل ورجل تقليدي للغاية ولذلك عندما اخبروه ان المغرب اعتذر عن القمة واستفسروه عن مدي استعداد موريتانيا لاستضافتها وافق فورا .. نحن البدو نعتبر الاستنكاف عن الاستضافة مذمة .. لذلك ﻻ يفهمنا الحضريون واذيالهم ..التحدي الاول بعد الموافقة لم يكن ابدا الاستعداد ولا البني التحتية وﻻ التكاليف ..التحدي الكابوس كان الامن وهو ما استوعبه بسرعة الضابط السابق رئيس الجمهورية ..والذي ادلي بخطابه الشهير الممعن في التحدي :سنستضيف القمة ولو تحت الخيام ..قيل في ولد عبد العزيز الكثير وتعرض لانواع القذف والتشهير الممنهج من طرف معارضيه و الحاقدين عليه لكن لم يحدث رغم اجتهادهم في هجاءه ان وصفوه بالجبن والحقيقة ان اتخاذه لقرار استضافة القمة كان قرارا شجاعا...بدأت الاحداث تتوالي فلاول مرة ستعقد القمة علي ارضنا ومتي ؟ بعد ثلاثة اشهر ..الهاجس الامني يتطلب من رئيس الجمهورية القائد الاعلي للقوات المسلحة الاتصال بصديقه ومحل ثقته الفريق غزواني قائد اركان الجيوش وشريكه في  تطوير القوات المسلحة و حسب معلومات حصلت عليها من جهة اعلامية طلبت التعامل مع المسؤول الاول عن الامن ايام القمة اخبرتني انها احيلت الي الفريق حننه سيد القائد المساعد للجيوش صديق الغزواني ومحل ثقته(ﻻ اعرف هل هو من وضع الخطة ام كلف بها احد ضباطه والاقرب الي المنطق انه هو من وضعها)  انها اذا دوائر ثقة مترابطة بين ضباط اعادوا للعسكرية شرفها الذي سرقه منها الطمع والتهافت علي الشهرة الزائفة هذا الشرف الذي يحكم العلاقة بين هؤلاء الجنرالات صدم السياسيين ايام مرض الرئيس حيث ظل الفريق غزواني صامد كالصخرة دون صديقه وﻻ زال يصدمهم بسيزيفية مستفزة للجلد والاعصاب...  ﻻبد انهم طلبوك ايها الجنرال لأمر مهم :ستعقد القمة العربية في البلد وعليك وضع خطة لتأمينها..هكذا  ﻻ اعرف من وجه الامر هل كان رئيس الجمهورية ام رئيس الاركان العامة اعتقد ان الاثنين ﻻ يثقان في اي كان بسهولة ...قرأنا الخبر في المواقع الالكترونية .. الجيش يتولي تأمين العاصمة ... الجيش يضع خطة لتامين العاصمة ... والخ وبطبيعة الحال تحركت اكثر من جهة لتحوز لنفسها هذا الشرف العظيم تحركوا علي الطريقة المور يتانية في ركوب الموجة وصناعة الوهم و خطف نجاحات الآخر ..وبدأ اعلام الدفع المسبق والتوتير في حصد شيكات التدليس وهو ما يحصل عند مواكبة اي حدث هام سواء كان عرض عسكري او قمة او اشتباك خلف خطوط العدو  تلك الشيكات تعرف طريقها جيدا الي التلفزيونات والاذاعات .. الي الصحف والمجلات الي المقدمين والمخرجين والمصورين والمخربين ...كم مرة ظلمنا جيشنا كم مرة اسأنا وبحقارة لضباطه .. الاعلام في الغرب صنع مونتغمري ورومل وباتون وعندما لم يجد في الواقع صنع من الخيال رامبو لان الامم بحاجة الي الابطال ... حتي المليشيات تصنع لها ابطال فعزرائيلي للحشد الشعبي وهالك للجيش الايراني .. اما نحن فلا زلنا ننبح مع كلاب العشيات :يسقط حكم العسكر .
كانت العناوين كثيرة حتي اعلام الدول الاجنبية تحدث عن تسليم الرئيس العاصمة للجنرالات و عن احتمال شل الحركة فيها نهائيا ايام القمة او ترحيل ساكنتها !!!
عندما تقرأ ما سطر تحت العناوين فانك تلمس مدي جهل اعلامنا الموقر بالامور الامنية او مدي تجاهله لها : وضع خطة لتأمين العاصمة هذا العنوان ليس خبرا نمر عليه او نمرره كما لو اننا نخبر اهل الحي ان العجول رضعت ما بضروع البقرات الليلة .. وضع خطة تأمين عاصمة دولة يعني تحريك جيوش باكملها وفي حالة العاصمة انواكشوط اثناء القمة  كانت بجعل النظام كله يدور بالقوة القصوي .
ﻻبد انك سيدي الجنرال عندما جلست علي مكتبك شرعت فورا في ترتيب الافكار المتدافعة في ذهنك المبدع (بالمناسبة اسمحلي بمخاطبتك بهذه الرتبة واعتبرها من الشعب الموريتاني ) طبعا لقد جاهدت في طرد فكرة ان تأمين القمة بشكل تام مستحيل ..وشرعت في وضع الخطة.
في نفس الوقت كان ضابط كبير يدخل علي جنرال اخر في مكان ما ليخبره ان القمة ستقام في موريطانيا وتحت شجرة في مكان ناء بالصحراء الكبري اثارت تويوتا عابرة للصحراء دوامة من الغبار وهي تقف في حضرة مقاتل حاد الملامح كث اللحية يحتضن رشاش اكلاشنكوف لينزل منها مقاتل اخر ﻻيختلف عنه في المظهر ويخبره دون مقدمات ان جنرال صديق من الكفار اخبره ان القمة ستعتقد في انواكشوط وعلينا الاعداد للاستفادة من ذلك ..وقبل ان تشرع في كتابة افكارك الاولية عن الخطة كانت عشرات الاجهزة الاستخباراتية والمنظمات المقاتلة تدرس انجع السبل للاستفادة من التشويش علي هذا الحدث الهام ابتزازا لموريتانيا التي جعل رئيس الجمهورية وقائد اركانه امنها بين يديك ..كنت يا سيدي الجنرال هناك وحيدا في مكتبك تضع خطة لمواجهة ضباع العالم ..وكل ما فعلناه نحن الاعلاميون هو كتابة عناوين علي شاكلة الجيش يضع خطة لتأمين العاصمة !!!.
في الوقت الذي كان الرئيس غارقا مع جهازه الحكومي في معركة اعداد العاصمة للقمة في مهمة شبه مستحيلة كنت انت علي وشك انهاء الخطةلعرضها للنقاش ..لكن اليس الانذار الكاذب بوجود قنبلة في فندق كفيل بالغاء حفل خيري كان سيحضره الرئيس الامريكي ..اليس صراخ احدهم بوجود مسدس لعبة علي متن طائرة كفيل بنزولها اضراريا في اقرب مطار حتي ولو كان في احدي قري المزنبيق .. الم يكن انفجار اصبع ديناميت واحد في بير ام اكرين كفيل بافشال الخطة الامنية في دولة لم يبخل عليها المزاحمون علي موائد النفط بانواع التلفيق والكذب وشماعتهم كانت :الامن.
طرحت النظريات والفرضيات لكن الخطة كانت محكمة وكل شئ فيها محسوب بدقة فالرياضيات انجع بين يدي جنرال ومعادلاتها وزمرها اكثر مردودية منها بين يدي استاذ يوظفها في الخيال.
وعقدت القمة ولم يستطع الجن الازرق ان يخترقها رغم ان ﻻ خطة دفاع عصية علي الاختراق لكن العبرة في النتائج..نجحت الخطة ولم يستطع اي كان ابتزاز موريتانيا .. ولم يرحل سكانها لتأمين الضيوف بل ولم تتعطل حتي حركة السير  وانضاف لرئيسها مكسب جديد ولقائدجيشها انجاز جديد وعدتم انتم ياسيدي في اليوم الموالي الي مكتبكم وما تزحزت ارتال جيشنا قيد انملة وما زالت  عيون الصقر تمسح ارضنا من لكويرة الي سنت الويس ومن انواكشوط الي تنبكتو.

 

اثنين, 15/08/2016 - 09:55