كشفت المديرة العامة لمؤسسة المعهد الموريتاني للبحث والتكوين في مجال التراث الموريتاني ابنته بنت الخالص عن وجود 20 موقعا أثريا في موريتانيا منها المدن الأثرية القديمة الثمانية، أربعة منها مسجلة لدى منظمة (اليونيسكو) كتراث عالمي ( شنقيط، وادان، تيشيت، وولاته)، في حين سجلت المدن الأثرية الأخرى والتي كانت مطمورة تحت الأرض على لائحة التراث الوطني، وهي ( كمبي صالح في ولاية الحوض الشرقي، و اوداغست في ولاية الحوض الغربي، وأقريجيت فوق سفح جبل بولاية تكانت، وآزوكي في ولاية آدرار).
وأبرزت بنت الخالص في مقابلة مع الوكالة الموريتانية للأنباء أن المعلومات المتوفرة عن هذه المدن تم الحصول عليها إثر حفريات قامت بها بعثة من علماء الآثار والمؤرخين الفرنسيين في بداية ستينيات القرن الماضي، أثمرت فيما بعد عن بحوث متخصصة نشرت في مجلات علمية وأطروحات لنيل شهادة الدكتوراه بالتعاون بين المعهد الموريتاني للبحث والتكوين في مجال التراث والوكالة الفرنسية للتعاون.
وبينت أن مستودعات الآثار بالمعهد تحتوي على عينات من القطع الأثرية المستظهرة بواسطة الحفريات المذكورة، كما توجد نماذج من الحوليات العلمية والبحوث المتعلقة بموضوع هذه المدن.
وشددت المديرة على ضرورة تكاتف الجهود لتوسيع وتعميق دائرة البحث المتعلق بهذه المدن والكهوف والأنفاق المجاورة لبعضها، خاصة مدينة أوداغست التي من اللازم في الوقت الراهن، تقول المديرة، العمل على تثبيت أسطوانة مسجدها المهددة بالانهيار مع عنونة المعالم الأثرية المحاذية لهذه المواقع.
وأوضحت أن المعهد يسعى إلى إعداد دراسات تستهدف تعميق الحفريات وتوسيع دائرتها في هذه المواقع بالتعاون مع الشركاء من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية المهتمة، مؤكدة أن المعهد سيحارب عمليات النهب وحيازة القطع الأثرية وطمس المعالم واستخدام حجارة المواقع لبناء المنازل من قبل السكان، على أن يقوم بتسييج المواقع والأماكن المحاذية لها من قلاع ومقابر ومزارات.
ورأت السيدة ابنته بنت الخالص أنه من الضروري التنسيق بين قطاع الثقافة ممثلا في المعهد الموريتاني للبحث والتكوين في مجال التراث من جهة، والسلطات الإدارية والمنتخبين المحليين ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة من جهة أخرى، بتعبئة الأهالي على ضرورة المحافظة على المواقع الأثرية لأنها تشكل جزءا هاما من تاريخ البلد.