تنشر "مراسلون" فيما يلي القصيدة التي رثى بها الشاعر الكبير لمرابط ولد دياه الأخوين أحمدو والشيخاني أبناء بلعمش، ورفيقيهما الحبيبين: محمد محمود ولد عبد الله ولد الحاج، وسيدي ولد ما يمتس، رحمة الله عليهم:
أحبتنا نشاطركم مُصابا ** رمى فأصاب منا ما أصابا
أذابَ قلوبنا فجرت دموعا ** ولو يُلقى على صخر لذابا
تقاسمناه إيمانا و صبرا ** على رغم المرارة واحتسابا
فمن يغتر بالدنيا غبي ** ويحتسب الشراب بها شرابا
هي الدنيا لياليها حبالى ** بأمر غاب عنا حين غابا
تباعدنا الليالي غير أنا ** نزيد إذا تباعدنا اقترابا
وتمنحنا اقترابا في اغتراب ** وتملؤها اغترارا واضطرابا
كأن لصرف هذا الدهر ثأرا ** يطاردنا فيأخذنا غلابا
ألا يا حبذا فلذات قلب ** برغم عنك تودعها الترابا
وأحبابٌ كرام أسلمتهم ** يداك فلا سؤال ولا جوابا
رعاك الله من أيام أنس ** تولت لذ مشربها وطابا
نعمنا باجتماع الشمل فيها ** رعاك الله أياما عذابا
على فتيان صدق إذ أسفنا ** فإنا لن نلام ولن نعابا
على النهج القويم قد استقاموا ** حياتهم امتثالا واجتنابا
وباعوا بالشباب رضى و عفوا ** به آبوا إلى المولى مآبا
فلا نعدم بفرع الدوح منهم ** خلائف يملأون لنا العيابا
ولا نعدم به علما وحلما ** ولوحا أو دواة أو كتابا
ولا نعدم به شيخا تربى ** على التدريس شب به وشابا
ولا نعدم به للشر دفعا ** ولا نعدم به للخير بابا
إلهي كن لنا في كل حال ** وأجزل في المئاب لنا الثوابا
وعاملنا بلطف منك محض ** وفضل لا حساب ولا عقابا
وصَلِّ على حبيب القلب طه ** وأعتق ربنا منا الرقابا