بذهنية مشحونة بالضغائن و الإحن وفي جو ملبد بغيوم اليأس والإحباط جراء أنماط من التسيير الأهوج الأرعن طبعت بميسمها حالة التعليم في ولاية آدرار السنة المنصرمة تعود المديرية الجهوية إلى ضلالها القديم الجديد فتطل - علينا صلفا واستكبارا – بلوائح الرقابة والتصحيح الخاصة بمسابقة دخول الإعدادية و بنفس السرعة التي أعطت بها الضوء الأخضر لإنطلاقة الامتحانات النهائية أسبوعا قبل موعدها الرسمي المحدد سلفا بموجب مقرر وزاري كأنما تسابق الزمن علي جناحي شيطان.
ولعل أبرز الملاحظات التي تصادفك للوهلة الأولي – وأنت تجيل النظر في ثنايا تلك القوائم – المزاجية الواضحة في انتقاء الشخوص يغذيها الشعور الدفين بالإنتقام وتصفية الحسابات مع الخصوم والأعداء و كأن الطاقم التدريسي هنا قد انقسم إلي فسطاطين فسطاط يدين بالولاء المطلق والطوع الأعمى و فسطاط مشاغب مشاكس .
والحقيقة التي لا غبار عليها أننا كنا في الأصل كتلة واحدة نعمل بروح الفريق الواحد في جو من الألفة والإنسجام المهني .
لكن – وللأسف الشديد – وبعدما نبذت المهنية وراءها ظهريا سعت مديريتنا جاهدة إلي ترسيخ مظاهر الزبونية والمحسوبية والولاءات الضيقة داخل الوسط التعليمي هنا تمثلا بالقاعدة الإستعمارية البغيضة (فرق تسد ) فكان منا المظلومون المحرومون ومنا المهمشون الغيورون على مصالح الوطن يتضايقون و يتبرمون بهذا الواقع المر وينظرون شزرا إلي مخلفاته المسيئة لهيبة المؤسسة العمومية وغاياتها النبيلة .
و بالإضافة إلي ما سبق ذكره وتعلقا بموضوع الإمتحان يمكن للمراقب البسيط أن يرصد كملاحظة المحاباة الواضحة في توزيع المشرفين علي مراكز الإمتحان فلكل مقاطعة من الولاية حظها من العاملين في حيزها الجغرافي وهذا أبعد ما يكون عن الموضوعية والحياد فلماذا لا يتم التبادل بين طواقم المقاطعات ضمانا للشفافية و التجرد ؟ وهناك ملحوظة ثالثة تنضاف إلى سابقتيها وهي غياب التبادل على الأدوار أو التناوب السلس علي المهام حيث اعتادت الإدارة الجهوية الإستعانة بنفس الأشخاص وهنا يثور سؤال آخر أليس من العدل والإنصاف أن نمنح الآخرين حقهم المشروع في الولوج إلي نفس المهام كما يمليه الواجب المهني و الأخلاقي ؟
أسئلة نتمنى أن نجد لها ردودا من طرف الجهات المعنية
والله الموفق
سيد بن إسلم ولد اعليه
معلم بمدرسة أطار 8