حق الاختلاف في الرأي وحرية الانتماء السياسي والاستقلال في تقدير الموقف والقرار من بدهيات الممارسة الديمقراطية بل من لوازمها وسماتها الأساسية وهي المحك الذي يمتحن زيف تلك العملية من صدقيتها وعمق إيمان القيمين عليها من ضيق عطنهم بها .
وهي فوق ذلك قيم إنسانية جوهرية ينبغي أن يتحيزلها العقلاء المنصفون خيارا وسطا يتوسل الإنصاف سبيلا بين طغيان السلطة وإخسار المعارضة والنصح مسلكا بين بطرا لأولى وغمط الثانية والقسط منهجا بين شطط هذه ووكس تلك حتى نقيل عثار سفينة الديمقراطية الجانحة وندير بسلاسة حقنا كلنا في التنوع والاختلاف إثراءا للرأي وإغناء للعطاء والتزاما راسخا بخيار تبناه الناس وأجمعوا عليه في أهم وثيقة قانونية أنتجوها ألا وهي الدستور حيث حسمت في آليات إدارة ذلك الإختلاف وجعلت من الاحتكام إلي رأي الناخب المعبر عنه بصورة ديمقراطية صحيحة عبر صندوق الاقتراع الفيصل عند الاختلاف السياسي بين كل تلك البرامج والرِؤي حتى لا يجور فصيل علي فصيل أو تستقوي جماعة علي أخري بما هو "ملك عام مشاع " جري في الاستغلال مجري الخاص فتحول إلي أدوات بيد من يمتلك السلطة القاهرة لتصفية خصومه وإزاحة من يشكلون منافسا أو حتى بديلا ديمقراطيا محتملا لمشروعه بوسائل غير ديمقراطية .
لقد راكم الشعب الموريتاني عبر نضالاته السياسية والمدنية المختلفة عددا من المكاسب المعتبرة في هذا الميدان - رغم نواقص كثيرة شابتها – وهو غير مستعد في نظري للمساومة عليها تحت إي ظرف كان أو التراجع عن أي منها مهما تكن المسوغات والذرائع المبررة لذلك وهي حقيقة كلية آن لأنظمة " العسكرتيريا" المتمدنة ونخبها الداجنة أن تعيها وتستشرف مآلاتها هنا وهناك بدل توريط الأخيرة لها في سيناريوهات يائسة منحوسة تغذيها من تحت أفكار خاطئة مشوشة صنعها الجهل وضخمها الوهم وزينتها الأطماع والتشوف للحظوة من تلك النخب المتهافتة التي اعتادت تسقط الحتامة وازدراد الثمالة علي موائد أسيادها وأولياء نعمتها .
وهي سيناريوهات نمطية الحبكة لاتكاد تختلف من نظام شمولي لآخر إلا في بعض التفاصيل والتلوينات الجزئية التي تفرضها خصوصية الزمان والمكان لازمتها الأمنية لاالأدبية وقدس الأقداس من أسرارها التي تواطئ عليها الحكام واستوصي بها السلف منْ خَلف هي " تهديد المجتمع في سلمه الأهلي واستقراره السياسي وأمنه وسكينته العامة "حتى إذا شعرت أنها وطنت لتلك الأكذوبة طفقت في الصناعة الإعلامية لذلك " العدو الوهمي المفترض " عبرالتهويل والتهويش ويبدو أن هذه البطانة الطفيلية التي إعتادت التسلق والإعتياش علي( نسق ) الأغصان الطرية وقد أنهت لتوها "الابروفة الأولي " من مشهد" سريالي " باهت قد وقع إختيارها علي حزب تواصل للعب الدورالمفترض فا تخذت منه غرضا لسهامها الموتورة في حملة إعلامية متلمظة يتطاير فحيحها في كل إتجاه إنتدبت لها من نفسها جوقة بغاثية خضراء الدمن تحوم حولها السوام ظمئة فماترد ,لها في الإعلام جلبة وعجيج وفي السياسة خوار وضجيج .
بغاث الطير أكثرها فراخا وأم الصقر مُقلات نزور
جُلُ سكناها العوالم الافتراضية ومنها تشن حروب " أبى زيد " الالكترونية فإذا ترجلت منها تمسحت بعتبات القصور الرمادية أو منابر الميادين المزيفة التي سيق إليها الناس مراغبة ومراهبة صناعة هذه البطانة حرق البخور وحذا قتها في الترجيع علي العود وبمجرد ما تلتقط الإشارة من " المايسترو الكبير"
تشرع في العزف والتطريب اليبغائى لذات الأسطوانة المشروخة عبر كيل التهم تصريحا أو تلميحا في حملة تخطت كل حدود اللياقة والأدب المعتاد في نقدها وتشريحها للمواقف والاجتهادات إلي تجريحها للهيئات والأشخاص بأسمائهم وأوصافهم في مقامات لا تغني فيها دعوي بلا بينة أو اتهام من غير برهان .
أنها دعاوي وتلفيقات متهافتة وأحكام متعسفة تمت فبركتها لتشكل السرير السياسي الملائم لتلك الهجمة المفتلعة وهي مؤشر دال من جملة دلالات أخرى علي تزايد نفوذ واستحكامات " الحرس الاستئصالي القديم "داخل السلطة وسعيه لإحياء تقاليد أمنية و إعلامية متوارثة حسبناها أصبحت من تركة الماضي تقاليد لا تستطيع الخروج من " شرنقة إعلام الأزمات ,إعلام متملق يخطب صباحا في الأشياع " بعاش الملك " ويعزف في المساء لحن الرحيل مع الشامتين "مات الملك " إعلام لا يزال أسير ثقافة الرواية والخطابة والعقلية الأمنية المريضة التي جبلت علي محاكمة النيات والتشكيك في المقاصد - وتوسل عكازة التهويل والتأويل المفتوح حتى في قطعيات الأمور من الأخبار كلما تعلق الأمر برهط الإسلاميين عامة وتواصل خاصة عبر النفخ المغرض في أوداج الدعاية الكوبلزية " –" السوداء تحذيرا من" الفوبيا الإسلامية" القادمة والإيحاء بأن تواصل إن هو إلا مجرد ذراع آلي في جسم إخطبوطي أكبر يتحرك وفق مخطط مرحلى مدروس يمد أذرعه في كل الاتجاهات ويملأكل الفراغات تمويلا وتعليما وصحة وتجارة وصناعة ونجارة .
وكأن التواصليين علي افتراض أنهم فعلوا كل ذلك شعب آخر مسلوب الحقوق مصادر الإرادة والمبادرة ،خلُق ليقاد ويساد .
حرام علي بلابل الدوح حلال للطير من كل جنس
إن الحديث عن الحضور القوي للمعطي الخارجي في حسابات تواصل وارتهانه أو ارتباطه بأجندات أجنبية مهما تكن طبيعتها أو خلفياتها السياسية أو الإيديولوجية لا يوجد إلا في الذهنية التحليلية لتلك القوي المسكونة بنظرية المؤامرة كلما تعلق الأمر بالإسلاميين وهي ذهنية عصبوية متجحرة أشربت في قلبها الربيع العربي صيفا كالحا , فراحت تستدعي كلما جري الحديث عن "القوم " ذات القوالب الجاهزة والتي أضحت بحكم الواقع جزءا من الأدبيات السياسية والفكرية – لحظة تاريخية متجاوزة خطابا وممارسة فلما ذا الإصرار المستر علي طمس الحقائق وحرفها عن مسارها بغية تكريس صورة نمطية شوهاء ، عن القوي ذات المرجعية الإسلامية - صورة عدو – تقاتل فيه تخلفها في التنمية وفشلها في محاربة الفساد وعجزها عن جسر الهوة الاجتماعية ....
إن التجمع الوطني للإصلاح والتنمية " تواصل" ليس في حاجة للتأكيد علي استقلال الإرادة والقرار السياسيين ورفضه المبدئى لأية إملاءات أو ضغوط سياسيه داخلية كانت أم خارجية مهما يكن مصدرها أو مبررها حيث جسدت مواقفة وتصريحاته تلك الحقيقة في تسيدها علي وجوب احترام الخصوصية المحلية وأولوية المصالح الوطنية و تمحض الولاء لها بعد ولاء العقيدة حيث شكل الانتساب الوطني إحدى أهم منطلقات الحزب إلي جانب المرجعية الإسلامية الحاكمة و الخيار الديمقراطي و التنمية المتوازنة وفي المقابل نظر الحزب إلي الأمة الإسلامية وفي القلب منها – الإخوان المسلمون حركة إصلاحية راشدة - كعمق إستراتيجي لا يجوز تجاهله أو التفريط فيه ولم ير تناقضا في الجمع بين احترام خصوصية الخاص و التساوق مع عمومية العام كما أنه ليس في حاجة كذلك للتأكيد علي مسعاه الإصلاحي و التجمع خلف بيرقه و جعله عنوانا كاشفا لكل تحركاته ومساعيه ، إصلاح ينظر إلي الكأس بعينين و يبصر كلتا جانبيها و يفرد صواريه للحوار البناء علي أرضية وثيقة الممهدات التي عرضها المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وليس أي حوار كما هو صنيع المهرولين .
إن تواصل ليس عدوًا لأي أحد من أبناء هذا الوطن الغالي حتى أولئك الذين تجنَّوْا عليه وحاولوا أن يخلقوا منه ذلك العدو الوهمي ، لا يزال يعتبرهم إخوة في الدين و الوطن ولن يزيده مكرهم بالليل و النهار إلا إيمانا بصواب الطريق الذي أختاره وسلامة النهج الذي تبناه في قيامه علي الحق و نبوه عن الباطل و تشوفه للعدل و تحاميه عن الظلم وهي منارات يهتدي بها في طريق الإصلاح اللاحب