مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

بعد هدوء العاصفة .. والتلاسن بين الفرسان

في قرية اكجرت ( 40 كلم  شرق مدينة لعيون) تاقت نفسي وأنا طفل صغير للتحليق في الجو منفردا و أن أكون طيارا  فحقق الله لي ذلك ..

وفي قواتنا الجوية ساهمت كغيري بجهد متواضع في حق الوطن ..ساعتها كانت ظروف الجيش في أسوإ ما يكون عدة وعتاد و رواتب , كنت أتقاضي  خمسة وعشرون الفا  , وكان الضابط برتبة عقيد يتقاضى حدود الخمسين الفا, في حين كان نواب البرلمان يتقاضون زهاء الاربعمائة الف مقابل جلسات تظهر معظمهم نائمون كانت مهزلة الديمقراطية،  وكان الأمر مزعجا و غير مريح  مقارنة بظروف الجيش وما يعانيه العسكر ورجال الأمن ساعتها من معاناة صعبة ...  تبلورت الي بعض الضباط رتبة (ملازم  وملازم اول ) فكرة ارسال خطاب كرسالة تنبيهية وكتحذير أولي للنظام  ولم يكن أولئك الضباط بصلة (من حيث الفكرة )  بالإخوة صالح ومحمد ولد شيخنا و لا بالأخ  محمد الأمين ولد الواعر و لا بأي من الفرسان , وحدث لغط في تلك الآونة في بعض الاوساط عن رسالة تذمر من بعض الضباط الي رئيس الجمهورية .. الرسالة كانت تحت عنوان :" موريتانيا  المؤسسة العسكرية تحتضر" موقعة باسم ,الجندي المجهول (نسختين عربية و فرنسية)، ذكروا فيها مسطرة رواتب الجيش من جندي الي عقيد  وإحصائيات تتعلق بالمعاشات اليومية وظروف عيش الجنود في الوحدات  (نسخة من تلك الرسالة سلمت لأحد الفرسان البارزين ) ..

بعد ذلك بشهرين قامت المحاولة التي جرد فيها الضباط الثلاثة الإخوة صالح وزميليه .. فهل كان لهذا علاقة بذاك ؟  لا , إنما هو فقط تلاقي الأفكار .. الشاهد هنا يا فرسان .. أن موضوع الاسبقية و من كان يقود ومن كان صاحب المبادرة ومتي كانت؟  و.. وعديد التساؤلات التي جرتكم لها  قناة الجزيرة ودفعتكم للتلاسن الغير لائق, وانتم اكبر من ذلك .. فموضوع الأسبقية وغيره, فالكل في الجيش كانوا متذمرون علي الأوضاع. لذلك فلا غرابة أن تتبلور مبادرات من هنا و هناك بعضها قديم و بعضها حديث .. فقد كانت غيرة علي الوطن وشعور تقاسمه الكل وبالتالي مسألة التوقيت والأسبقية لا تستحق كل هذا الضجيج الذي أوقعتكم فيه الجزيرة,  يا فرسان, انتم فرسان فابقوا كذلك , والكل يعترف أنكم انتم فعلا من جسد الحراك علي ارض الواقع  .. فليعذر بعضكم بعضا, كل واحد فيكم محق فيما ذهب إليه, ضحيتم وعانيتم فابقوا الرؤوس شامخة وأوقفوا عنكم ذلك التلاسن المشين.... خانت هذا أو ذاك عبارة أم  نسي ذكر فلان أو علان  فالمقاصد شريفة و نبيلة, هكذا برهنتم كلكم لشعبكم فابقوا كذلك .. الأخ صالح نظيف وصارم وصادق له زلات كغيره فلكل منا عيوب, لكنه بعيد كل البعد من الضغينة والنبش في العيوب وإظهار نقاط ضعف الآخرين, الرجل اعرفه وهو من طينة طيبة.. محمد ولد شيخنا اعرفه كذلك ونعم الرجل , الإخوة الطيار محمد ولد سعدبوه والنقيب احمد ولد احمد عبد والنقيب محفوظ ولد سيدي محمد، عرفتهم واشتغلت معهم فأكرم بهم من رجال..

بقية الفرسان عرفناهم وعرفهم الشعب الموريتاني, فكلهم بمعنى الكلمة رجال صدقوا, اجتهدوا فأصابوا عند البعض وأخطؤوا في نظر آخرين ..وبغض النظر عن النتائج فلا أحد في الشعب الموريتاني  يساوره شك أن قصدهم  كان نظيفا, وهو إنقاذ البلاد من تلك الحال لأحسن حال, وفقوا في ذلك أم لا؟.

تلك حركة التاريخ ولا احد يتحكم فيها سوى الواحد الأحد.. فيا عبد الرحمن يا ابن عوف  و يا بقية الفرسان , ابقوا الصورة كما كانت في الأذهان, فرسان, تصالحوا فيما بينكم وليعتذر كل لصاحبه عن ما جري من تلاسن عبر الجزيرة و غيرها .....

ثم دخلت وغيري من الضباط الطيارين الحياة المدنية  بعضنا استمر في الحرفة و البعض و انا منهم  دخلت عالم " الشبشيب "  و التجارة و الأعمال فوجدت انه أصعب من الطيران, لكن عرفت مجتمعي أكثر, فوجدته مجتمعا طيبا ويستحق علينا الكثير, صحيح فقراء وكنا في خيام لوقت قريب, صحيح كذلك أننا حديثي العهد بالبيوت والشوارع والسيارات والأسواق والمدنية  الحديثة ..محمول علي الهودج وأنا صغير صورة عالقة في الذهن لازلت اذكرها وجنبنا بقية القافلة و الوالد رحمه الله علي فرسه يسايرنا.

لم تكن لدينا سيارات, الحال كان صعب , ثم بدأت الأمور تتغير لكن بشكل بطيء, ولازال الفقر يعم البلاد , لكن الأرض فيها خير ولاتزال بكرا للاستثمار وجلب المستثمرين.... ولذلك طرقت وغيري هذا الباب لعلي اجلب المزيد من الخير لهذه البلاد.

 

البشير ولد بيا ولد سليمان / طيار عسكري سابق

أحد, 22/05/2016 - 05:59