كشف بيرام ولد اعبيد رئيس حركة "إيرا"المعتقل في السجن المدني المركزي، تفاصيل عن مسار علاقته بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، متهما إياه بأغتصاب السلطة.
وقال في رسالة من سجنه: "بعدما يقارب عقد من الزمن قام خلاله مغتصب السلطة في موريتانيا محمد ولد عبد العزيز بكل أشكال المحاولات من اجل ثنيي عن قناعاتي وأفكاري ومواقفي العقدية والأخلاقية والإنسانية والسياسية.
ولم يفتأ حاكم موريتانيا المستبد معاضد في غرضه هذا من طرف بطانة السوء الجاثمة من حوله والمكونة من زمرة من أشرار ساسة البيظان، وثلة من مرتزقة ومنافقي لحراطين ورهط من علماء الجيوب ومائدة السلطان.
فحين أحس رأس النظام الموريتاني مني الجد بانشائي مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية "ايرا"، حظر المنظمة الوليدة وامر باقالتي من المنصب المتواضع الذي هو مستشار رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان وشطب علي كموظف في الوظيفة العمومية ولفق ضدي ملفات قضائية، ونظم لي محاكمات صورية وأدخلني سجون عدة.
وكان كل هذا الاستهداف مصحوب بحملات دعائية مخابراتية تشويهية وهجمات اعلامية وفتاوى تكفيرية جند لها وسخر وسائل الاعلام المقروء والسمعية والبصرية وروابط الائمة والعلماء ومنابر المساجد والاحزاب السياسية والمنظمات المدنية والقضاة والمحاكم.
وعمدت حكومات الديكتاتور واجهزته الامنية وسلكه الدبلوماسي الى اعلان حرب رسمية وطنية ودولية من اجل القضاء على بيرام الداه اعبيد، وكبح طموح منظمة ايرا ومنع تغلغلها في صفوف الجماهير وصدور المعجبين، وإيقاف سطوع نجمها في المحافل الدولية، وعملت المخابرات على تجنيد المندسين وشراء المنشقين وتوالت المحاولات مع كل ما يقابل كل محاولة من اخفاق وفشل ذريعين.
ورغم كل هذه الصعاب والتحديات واصلت ايرا الانتشار والتوسع وكسب ثقة الجماهير وتصدر المنظمات في المحافل الدولية بتوالي التكريم وحيازة الجوائز وقطف الميداليات.
وبمناسبة الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، ظنت عقول النظام القائم المريضة انها وجدت فرصتها السانحة لوأد احلام جماهيرنا العريضة ودفن مشروعنا المجتمعي الرائد والفريد من نوعه وتسديد ضربة قاتلة وقاضية لصورتنا الناصعة التي بنيناها بحول الله وعونه بالصبر على الاذي والقبض على الجمر والتمسك بالحق والثقة بالخالق.
ولله الحمد والمنة، فبرغم حصارنا المادي بقطع ارزاقنا ومواردنا وحصارنا القانوني بحظر منظمتنا وحزبنا وحصارنا الكهنوتي بتحريف علماء وفقهاء البلاط ومائدة السلطان على الافتراء على الله تبارك وتعالى والافتاء بكفرنا وحصارنا الاعلامي بتسليط وسائل الاعلام العنصرية والافاكة ومرتاديها من المرجفين الحاقدين والمنافقين في هذا البلد، رغم كل هذا علا خطابنا ضجيج الكاذبين واصوات المزورين وصيحات المطبلين وخلقنا هبة جماهرية وطنية موالية لنا ولشعاراتنا الصادقة.
وكون المترشح مغتصب للسلطة محمد ولد عبد العزيز سخر موارد الدولة وادارتها واسلاكها لمنعنا من تمويل حملتنا ونقل ناخبينا وممثلينا في المكاتب مع اعتماده لاكبر عملية تزوير شهدها تاريخ البلاد، فإنه هو ومن حوله يدركون اكثر من غيرهم المد الجماهيري العريض والمتنامي لترشحنا ولمنظمتنا ولخطابنا.
وفي آخر محاولة يائسة لتغيييبنا وتغييب منظمتنا وخطابنا والخطر الذي نمثله بالنسبة لرئيس السلطة في هذا البلد، قرر هذا الاخير اعتقالنا تعسفيا ومحاكمتنا صوريا وسجننا لا انسانيا خلال ما سمي لاحقا بقافلة بوغي-روصو، وكانت مدة الحكم سنتين نافذتين.
فمن عمق زنزانتي داخل السجن المدني بنواكشوط ابلغ رأس النظام الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بأني لم اضعف بعد ولم انكسر ولم ألين، فمازلت عازما على مواصلة منازلة النظام العنصري الاستعبادي والاستبدادي الذي هو رأسه، ومازلت متمسكا بكل مواقفي مصمما على مواصلة المقارعة والكفاح من داخل السجن وخارجه حتى أخلص من قبضتك الظالمة رقاب الموريتانيين الذين تحولوا الى اسرى في سجنك الكبير موريتانيا.
وأأكد لك ولمن حولك من الازلام والمطبلين اني لا اعول على قضائك ولم اعول عليه قط، لا قبل 17 مايو 2016 ولا في هذا اليوم ولا بعده. وأأكد لك اني لا اعبا باحكامك، فلتكن سنتين أو عشر أو عشرين او اقصى واقسي من ذلك، فليس ثمة مجال الا لمواجهتك سواء كان ذلك خارج السجن أو داخله.
فالعزيمة لنا والقضاء لله".