خرج الرائد السابق محمد ولد شيخنه، أحد قادة المحاولات الإنقلابية خلال حكم ولد الطايع عن صمته، ليدخل في جدل مع رفيق دربه السابق صالح ولد حننه، في إطار تنافسهما على واجهة تلك المحاولات الفاشلة، التي لم تجني منها موريتانيا سوى سفك الدماء، الذي كان من بينه فقدان قائد أركان الجيش الموريتاني حينها محمد الأمين ولد انجيان والضابط المتميز في كتيبة الأمن الرئاسي ولد أوداعه وآخرين، وذلك بعد أن تمكن القادة من الفرار، إثر كشفهم فشل ما سعوا إليه في الثامن يونيو2003، ليعودوا لاحقا سنة 2004 وبرفقتهم كميات من الأسلحة، في إطار التخطيط لمحاولة إنقلابية ثانية باءت بالفشل هي الأخرى.
ولد شيخنا خرج على صمته، من خلال حلقات في قناة "الساحل" المملوكة لمجموعة "اهل قدة" التجارية المقربة من نظام ولد عبد العزيز، ليصف شهادة صالح ولد حننا الرئيس الدوري الحالي للمنتدى المعارض في برنامج "شاهد على العصر" على قناة الجزيرة القطرية، بأنها شهادة بهتانية، و"غوبلزية"، مخاطبا صالح بقوله: "يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا".
ولد شيخنه حرص خلال المقابلة التلفزيونية، على أن يكون رده على ولد حننه في بداية البرنامج معدا، حيث قرأ هذا الرد المكتوب، قائلا إن: "ولد حننا لم يترك له بدا من الرد عليه وإلجامه"، مشيرا إلى أن: "ذلك سيؤذيه ويؤذي عائلته". واصفا ما ذكره صالح بأنه بهتان عظيم. معتبرا أن ولد حننا يستحق التهنئة على "القفزة الاستثنائية التي لم يسبق لها من هو في سنه أو من بلده". معتبرا أن ولد حننه فقد خلال تلك الحلقات: "روحه واحترامه".
ولد شيخنه تحفظ خلال المقابلة على ذكر بعض الأسماء، خصوصا عندما إستفسره الصحفي عن الضابط الذي ذكر بأنه إعترض على ولد حننه يوم كان يعمل معه في المكتب الثالث بقيادة الجيش، مكتفيا بالقول إن الحرف الأول من اسمه هو "العين". كما تحفظ على ذكر ضباط آخرين جرى نقاش بينهم حول الإنتخابات، عندما قال إن أحدهم أعلن معارضته للتصويت لنظام ولد الطايع حينها وآخر سارع إلى إحضار بطاقة الخصم في تلك الإنتخابات.
ولد شيخنه أصر كثيرا خلال المقابلة، على وصف شهادة صالح ومقابلاته الصحفية، بأنها حملت تزييفا للحقائق.
وعن العلاقة بينه وولد حننه، قال ولد شيخنه إنها تمت خلال وجودهما يعملان في المنطقة العسكرية السادسة بنواكشوط، وبأنها كانت علاقات جيدة للغاية. معلنا أنه شخصيا إلتحق بالمؤسسة العسكرية سنة 1985 بعد إلتحاق صالح بسنة، لكنه شخصيا حرص على أن يتم تحويل ولد حننه إلى المكتب الثالث بعد أن تولى هو العمل في المكتب الأول بقيادة الأركان، معتبرا أن الفضل في ذلك قد يكون يعود للعقيد محمد أحمد ولد اسماعيل، لأنه وحده الذي يعرفه، وذلك يوم كان المكتب يقاد من طرف العقيد عبد الرحمن ولد بوبكر. كاشفا أنه شخصيا حرص على تحويل بعض الضباط الذين شاركوا في المحاولات الإنقلابية في أماكن حساسة، مع وجود بعضهم في نقاط هامة حينها كالمرحومين محمد ولد السالك ومحمد ولد عبدي، ونفى علمه بالخلية الأولى التي تحدث عنها ولد حننه في مقابلته التلفزيونية، وأثنى في بعض فقرات المقابلة على الرئيس ولد الطايع.
ولد شيخنه كشف أن تفكيره في الإنقلاب، بدأ بعد انتخابات 1997، عندما إكتشف التزوير فيها، قائلا بأن تصويته خلالها كان لاغيا، عندما أصر على أن يبصق في البطاقة ويضعها داخل الغلاف.
ولد شيخنه تحدث عن المحاولة الإنقلابية سنة 2000، قائلا بأن ولد حننه حدثه عن التحضير لها سنة 1999، واستفسره عن الإمكانيات المعدة لها، إلا أنه طلبه حينها بالتريث، ليفاتحه مجددا عنها خلال شهر مارس2000 أثناء عودتهما من مهمة بالمنطقة العسكرية السادسة، مشيرا أنه تم الإتفاق بينهما، على عدة نقاط تتعلق بالمحاولات الإنقلابية، منها: المرجعية الحضارية، والحكم الديمقراطي، وعدم استلام الحكم خلال الفترة الانتقالية.
الرائد السابق ولد شيخنه، كشف تحفظه على بعض الأشخاص الذين كان ولد حننه يخطط معهم لمحاولة 2000، قائلا إنه إعترض على ثلاثة ضباط، لكنه أصر على عدم ذكرهم. وقلل ولد شيخنه من الموقع الذي كان ولد حننه يشغله داخل المؤسسة العسكرية، قائلا بأنه مكتب إعلامي.
ولد شيخنه فجر قنبلة من العيار الثقيل، عندما كشف أن التراجع عن المحاولة الإنقلابية سنة 2000 كان على ولد حننه أن يكشف سببه المباشر، قائلا إنه شخصيا إستفسر ولد حننه عما قاموا به، فكان رده بأنهم قدموا "بلاغا" عن تخطيط "جماعة مكناس" لمحاولة إنقلابية، وأنهم سلموا الرسالة من خلال ملثم إلى أحمد ولد الطايع. مضيفا ولد شيخنه أن ولد حننه كشف له أن بعض الضباط الذين كانوا يخططون معه، ابدوا بعض التحفظ وهو ما جعله يتراجع عن التنفيذ، قائلا إن العملية كانت ستنفذ يوم 26 نوفمبر، وليس يوم 28 نوفمبر. معتبرا أن ما قاله صالح بشأن وحدة مشاة والتخطيط لسيطرتها على العرض العسكري غير منطقي، معتبرا أن نظام ولد الطايع خدمهم حينها، عندما وفر العتاد، واستدعى الجنود.