مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

جوانب من ظروف عمل الوسطاء في صرف العملات

يلاحظ المراقبون للمشهد الاقتصادي الوطني وخاصة في العاصمة انواكشوط ظهورا متزايدا للكثير من التسهيلات والتقريبات للتعاملات المصرفية والمالية، ومن ذلك ظاهرة الوسطاء في صرف العملة الصعبة بالعملة الوطنية الأوقية المعروفون شعبيا ب ’’حلابة السماء’’.

وهم كما يقدمون أنفسهم مجرد شباب موريتاني عاطلين عن العمل ويبحثون عن لقمة العيش عن طريق الوساطة بين الزبون صاحب العملة الصعبة ورجل الأعمال الوطني الذي يملك صرافة تمكنه من توفير العملة الوطنية أو العكس.

طريقة العمل

يقول محمد وهو عامل ضمن القطاع إن ساحاتهم التي يعملون بها هي الأماكن المحيطة بالبنوك وملتقيات الطرق الرئيسية وسط المدينة، حيث يشيرون بأصابعهم إلى السماء بحثا عن كل من لديه عملة صعبة يريد صرفها للعملة الوطنية، وعنما يتمكنون من صيد ثمين يتفقون معه على السعر ويبدأون إجراءات الصرف.

اشتراطات ومحاذير

يشرط الوسيط على صاحب الصرافة مبلغا يوميا ثابتا مقابل نشاطه اليومي حتى ولو لم يتمكن من جلب زبناء في ذلك اليوم، وعند جلب الزبون يكون الوسيط قد باع له العملة الوطنية بفارق بسيط عن سعرها في السوق، ويتسلم صاحب الصرافة العملة الصعبة ليتأكد من صلاحيتها عبر جهاز  خاص يتعرف على العملة الصعبة المزورة، وعند التأكد يتسلم الزبون المبلغ، ويثبت صاحب الصرافة الفارق للوسيط.

ويقول محمد إن الكثير من الحالات تواجهه يوميا وتكون لها وضعية حرجة، فبعض أهالي المرضى الذين يتعالجون في الخارج أحيانا يريد أحدهم صرف مبلغ ضخم من الأوقية إلى اليورو أو الدولار وينسى الفرق الشاسع بين ضخامة مبلغ مليون من الأوقية مثلا والتحديات الأمنية المصاحبة لصرفه ويأتي وهو مستعجل على صرفه، وحينها يقول محمد لا بد من إقناعه بالطريقة الذكية التي يتعامل بها مع أصحاب هذه الحالات حتى لا يواجهوا سطوا أو سلبا، ويرفض محمد الكشف عن تفاصيل تقنياتهم التي يؤمنون بها نقل مثل هذه المبالغ الضخمة من البنك إلى الصرافة، ولكن عموما تدور حول أماكن آمنة نسبيا داخل السوق المركزي يلجأ إليها أصحاب هذه الحالات لإكمال إجراءاتهم.

ويختتم محمد حديثه عن تجربته بأن مثل هذه الأعمال تحتاج مستوى من الجرأة والمغامرة فالوسيط قد يتحتم عليه في بعض الأحيان الاستدانة من أجل الصرف لزبناء قد يأتون في أوقات متأخرة من المساء خارج أوقات الدوام العادية للصرافات الرئيسية، غير أن الأمر وفق محمد يقوم على الثقة المتبادلة بين الوسطاء ورجال الأعمال بالسوق المركزي.

- See more at: http://essahraa.net/node/14290#sthash.KUQTlRvZ.dpuf

أحد, 24/04/2016 - 09:38